الأحد 14 أبريل / أبريل 2024

عقبات في طريق فنلندا والسويد نحو الأطلسي.. ماذا وراء المخاوف التركية؟

عقبات في طريق فنلندا والسويد نحو الأطلسي.. ماذا وراء المخاوف التركية؟

Changed

قراءة تحليلية لمسار عضوية فنلندا والسويد بعد التحفظ التركي والرفض الروسي (الصورة: غيتي)
تتمسك تركيا، حتى الآن، بحق الفيتو حيث تكرر مخاوفها ومعارضتها لتوسيع الحلف في جغرافيا جديدة، ما يطرح علامة استفهام حول موقف أنقرة.

تتسع المواجهة الروسية مع حلف شمال الأطلسي، ويجد وقع الحرب في أوكرانيا صداه في عواصم مختلفة، حيث تقدّمت السويد وفنلندا رسميًا، بطلب الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، الأمر الذي قُوبل بإجماع غربي أمام معارضة تركية.

سارعت أنقرة إلى إعلان رفضها لهذه الخطوة، عازية ذلك إلى دعم وإيواء البلدين "لعناصر إرهابية" تعمل ضد الدولة التركية.

ويبدو الرئيس رجب طيب اردوغان الذي سعى مرارًا وتكرارًا لضمّ بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، أكثر تشددًا في رفض الخطوة التي تدفع بها السويد وفنلندا، مضيفًا سببًا أخر يقوم على الخوف من تكرار سيناريو الأزمة التركية - اليونانية حين بدأت أثينا بحشد الرأي العام لحلف شمال الأطلسي ضد أنقرة على خلفية النزاع بين البلدين في بحر إيجه ومنطقة شرقي المتوسط، مشددًا على مسألة الأمن بالدرجة الأولى.

ويضمّ حلف الناتو الذي تأسس عام 1949، لمواجهة التمدد السوفييتي، عقب الحرب العالمية الثانية، 30 دولة، وتعلن قيادته دومًا انتهاج سياسة الباب المفتوح أمام من يرغب الانضمام.

وينص الاتفاق التأسيسي في المادة الخامسة بشكل واضح إلى نهج الدفاع الجماعي الذي يعني وجوب وقوف الأعضاء إلى جانب أي دولة تتعرض لاعتداء في الحلف. وتتضمن أيضًا حق كل دولة في الفيتو لايقاف انضمام أي عضو جديد.

وتتمسك تركيا، حتى الآن، بحق الفيتو حيث تكرر مخاوفها ومعارضتها لتوسيع الحلف في جغرافيا جديدة، ما يطرح علامة استفهام حول موقف أنقرة، ما إذا كانت مناورة للحصول على وعود وضمانات تعزّز مكاسبها أمام المجموعة الأوروبية، أو إذا كان ضمان الأمن التركي، كما تصفه أنقرة، يرجّح استمرار كفة الرفض قبيل قمة مدريد التي ستُعقد في إسبانيا في 30 يونيو/ حزيران المقبل.

"أنقرة وهلسنكي سيتوصلان إلى حوار ثنائي"

وأوضح عضو البرلمان الفنلندي عن الحزب الديمقراطي الاشتراكي حسين الطائي، أن فنلندا والسويد حينما قررتا بحث مسألة الانضمام إلى الحلف الاطلسي، لم يكن قرارهما نتيجة ضغط أميركي أو أوروبي، بل استشعارًا بالتهديد الروسي.

وقال الطائي، في حديث إلى "العربي" من هلسنكي، إن البلدين اعتبرا أن التهديد الذي أطلقته موسكو حول عدم توسّع الناتو باتجاه الشرق، والأعمال الروسية في أوكرانيا، يشكلان بابًا للتدخّل في السياسة الخارجية والأمنية لهما.

وأشار إلى أن تصرّفات روسيا السابقة من احتلال شبه جزيرة القرم عام 2014، ومن قبلها جورجيا والشيشان، دفعت هلسنكي إلى تعزيز علاقاتها مع الناتو وواشنطن، وتوقيع معاهدات مع بريطانيا عبر منظومة "جيف".

وإذ أشار إلى أن تركيا حذرة من السويد أكثر منه من فنلندا، اعتبر أنه ليس من مصلحة تركيا أن ينسحب الوضع الحالي في أوكرانيا على باقي الدول، ولهذا رأى أن أنقرة وهلسنكي ستتوصلان إلى حوار ثنائي وتهدئة المخاوف التركية.

كما أوضح أن فنلندا لا تشكل تهديدًا على أمن روسيا، ولا تحتاج إلى وجود قواعد للحلف على أراضيها، كما أن الحلف لم يطرح فكرة وجود قواعد له على الأراضي الفنلندية.

"ضغوط أميركية على فنلندا والسويد"

في المقابل، اعتبر يفغيني سيدروف، الباحث الروسي، أنه لو كانت فنلندا راغبة بالانضمام إلى الناتو لفعلت ذلك قبل سنوات.

وقال سيدروف، في حديث إلى "العربي" من موسكو، إن انضمام فنلندا والسويد لا يشكل خطرًا مباشرًا على روسيا، لأن موسكو لا تملك أي نوايا عدوانية تجاه أي من البلدين.

لكنه في الوقت نفسه، اعتبر أن الأمر يتوقّف على البلدين في ما إذا كانا سيسمحان بنشر قوات عسكرية للناتو أو قواعد عسكرية للحلف على أراضيها.

 وأكد أنه في حال قبل البلدان بهذا الأمر فانه دليل قاطع على أنهما أقدمتا على الانضمام إلى الناتو تحت ضغوط أميركية، وربما بعض الدول الأوروبية الأخرى.

ورأى أن روسيا قادرة على الاستمرار بالتأثير على الموقف التركي من عضوية فنلندا والسويد في الناتو، من خلال بعض الملفات الأخرى.

وإذ أكد أنه لا يعني أنه ستكون هناك مقايضة روسية- تركية بين ملف أوكرانيا والملف السوري، إلا أنه رأى، في الوقت نفسه، أن كل شيء ممكن.

"أنقرة تريد طمأنة مخاوفها"

من جهته، قال مراد يشلتاش، مدير الدراسات الأمنية في مؤسسة سيتا، إن أنقرة ليست ضد سياسة الباب المفتوح التي ينتهجها الناتو، وبالتالي، لن ترفض بشكل قاطع انضمام فنلندا والسويد إلى الحلف.

وقال يشلتاش، في حديث إلى "العربي"، إن أنقرة تنظر إلى الأمر من ناحية استراتيجية إذ يستضيف البلدان أعضاء حزب العمال الكردستاني على أراضيهما.

وأكد أنه في حال قام البلدان بطمأنة المخاوف التركية، فلن تكون هناك مشكلة في الموافقة على انضمامهما إلى الناتو.

وأوضح أن أنقرة تؤيد الحوار في أوكرانيا، وإيقاف الحرب، إذ لا مصلحة لأنقرة بتدهور الأوضاع في المنطقة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close