مع ربط مسألة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة بمدى توافق طهران وواشنطن في القضايا العالقة لإتمامه؛ تبدو الأمور آخذة لمزيد من التوتر.
وتجلت آخر صور التصعيد بين الطرفين، بفرض طهران عقوبات على 24 مسؤولًا أميركيًا، بالتزامن مع إعلان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم السبت، أن بلاده لن تتخلى عن حقها في تطوير قطاعها النووي لأغراض سلمية.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن رئيسي قوله: إنه يتعين على كافة الأطراف المشاركة في محادثات إحياء اتفاق 2015 النووي احترام ذلك.
وتعثرت المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بعد انعقادها في فيينا على مدى 11 شهرًا، إذ قال الجانبان إن هناك حاجة لقرارات سياسية من طهران وواشنطن لتسوية القضايا الباقية.
وتقف عدة قضايا كصخرة كبيرة أمام إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، إذ تشترط إيران للعودة إليه، رفع "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري الإيراني" على لائحة الولايات المتحدة السوداء "للمنظمات الإرهابية"، فيما تصر على إبقائه.
وضمن هذا المضمار، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية قوله إن الرئيس جو بايدن "لا ينوي التنازل عن التصنيف الإرهابي، على الرغم من أن هذا قد يكون بمثابة نهاية للاتفاق المحتمل".
وتدعم إيران عبر الحرس الثوري مليشيات وجماعات عسكرية منظمة في أربع دول عربية هي العراق وسوريا واليمن ولبنان.
إيران تفرض عقوبات على 24 مسؤولًا أميركيًا
وفي تصعيد جديد، أدرجت إيران 24 اسمًا من كبار المسؤولين في الولايات المتحدة على قائمة عقوباتها الخاصة بالأميركيين، وذلك في إطار تنفيذ قانون مكافحة انتهاكات حقوق الإنسان.
وذكرت وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان لها السبت، أنها قامت بـ"تحديث قائمة العقوبات الخاصة بالأميركيين الضالعين في أنشطة إرهابية وانتهاك حقوق الإنسان"، حسب وكالة الأنباء الرسمية "إيرنا".
وشملت القائمة الإيرانية، 24 من كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين الأميركيين، بينهم القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل، ووزيري التجارة والخزانة السابقين ويلبر روس، وجاكوب جوزيف لو، إلى جانب رودي جولياني عمدة مدينة نيويورك السابق والمحامي السابق لدونالد ترمب.
واتهمت طهران المسؤولين المدرجين في قائمة العقوبات بـ"إعداد وتطبيق العقوبات الأميركية أحادية الجانب ضد إيران وتمويل المنظمات الإرهابية، ولعب دور في الإجراءات القمعية الإسرائيلية في المنطقة وخاصة ضد الشعب الفلسطيني".
وفي يناير/ كانون الثاني 2021، أدرجت طهران في لائحة العقوبات كلا من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، ووزيري الخارجية والدفاع السابقين مايك بومبيو، ومارك إسبر.
وتتهم إيران ترمب باغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني الذي قُتل مطلع عام 2020 في غارة أميركية قرب مطار بغداد بأمر من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.