الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

عقوبات وانسحابات من السوق الروسية.. موسكو تعلن وقفًا لإطلاق النار

عقوبات وانسحابات من السوق الروسية.. موسكو تعلن وقفًا لإطلاق النار

Changed

نافذة إخبارية تحليلية تستعرض انعكاسات الحرب في أوكرانيا على الاقتصاد الأوروبي (الصورة: غيتي)
دخل الهجوم العسكري على أوكرانيا يومه الـ14 فيما أعلنت موسكو وقفًا لإطلاق النار وفتح ممرات إنسانية جديدة وسط وصول العقوبات الغربية إلى قطاع النفط الروسي.

عبرت روسيا عن استعدادها للالتزام بتوفير ممرات إنسانية مجددًا اليوم الأربعاء، أمام الفارين من كييف وأربع مدن أوكرانية أخرى، في وقت تجاوز فيه عدد اللاجئين حاجز المليونين منذ بدء الهجوم العسكري الروسي.

جاء ذلك بينما رفضت الولايات المتحدة مقترحًا من وارسو يقضي بتسلّم الجيش الأميركي مقاتلات بولندية من طراز ميغ-29 السوفييتية الصنع ليتولى بعد ذلك تسليمها إلى أوكرانيا.

كما أنّ الولايات المتحدة علقت، أمس الثلاثاء، واردتها من النفط والغاز الروسيين في ما يشكل مرحلة جديدة من العقوبات منذ بدء موسكو هجومها على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط الماضي.

ممرات إنسانية

وفي التفاصيل، قال رئيس مركز مراقبة الدفاع الوطني الروسي ميخائيل ميزينتسيف إنّ القوات الروسية "ستلتزم الصمت" من العاشرة صباحًا بتوقيت موسكو (07:00 بتوقيت غرينتش) لضمان مرور آمن للمدنيين الراغبين في مغادرة كييف وتشيرنيهيف وسومي وخاركيف وماريوبول.

وأقيمت صباح الثلاثاء أولى ممرات إجلاء المدنيين خصوصًا في سومي في شمال شرقي أوكرانيا. ووصلت الدفعة الأولى من هؤلاء المدنيين بـ"أمان" بحسب الرئاسة الأوكرانية.

ويفرّ آلاف المقيمين في المدن التي تتعرض للقصف والتطويق أمام هجوم القوات الروسية.

ودفع الهجوم الروسي أكثر من مليوني شخص إلى مغادرة أوكرانيا واللجوء إلى الخارج؛ غالبيتهم إلى بولندا بحسب الأمم المتحدة. وتتوقع أوروبا وصول خمسة ملايين لاجئ.

تعليق واردات النفط والغاز

وفي إطار إجراءاتها الجديدة ضد روسيا، أعلنت الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، تعليق وارداتها من النفط والغاز الروسيين، حيث أكد الرئيس جو بايدن أنّ هذا الإجراء اتخذ بـ"التنسيق الوثيق" مع حلفاء واشنطن بهدف "توجيه ضربة قوية جديدة إلى فلاديمير بوتين".

وأدى حظر الولايات المتحدة واردات النفط الروسي إلى زيادة أسعار الخام. وارتفعت الأسعار أكثر من 30% منذ بداية الهجوم الروسي، حيث حذرت موسكو- ثاني أكبر مصدر للنفط الخام في العالم- من أنّ التكلفة ستكون باهظة إذا طبق الغرب الحظر.

وعلى الرغم من احتمال ارتفاع فواتير الأسر، قال الرئيس الأميركي إن نظيره الروسي بحاجة إلى مواجهة عواقب الاعتداء.

وقال بايدن: "الشعب الأميركي سيوجه ضربة قوية أخرى لآلة بوتين الحربية".

أما المملكة المتحدة فستوقف بحلول نهاية السنة الحالية شراء النفط الخام والمنتجات البترولية من روسيا.

في المقابل امتنع الأوروبيون باستثناء بريطانيا عن اتخاذ إجراءات إضافية في هذا المجال خصوصًا أنهم يعتمدون بنسبة 30% على المحروقات الروسية.

من جانبه، كرّر رئيس الوزراء السويدي يوناس غار ستور أمس الثلاثاء، القول إنّ بلاده، ثاني مورّد للغاز إلى الاتحاد الأوروبي بعد روسيا، تنتج بكامل طاقتها ولا يمكنها زيادة شحناتها.

واستمرت القوات الروسية بالانتشار حول المدن الكبيرة وبتكثيف عمليات القصف أمس في اليوم الثالث عشر من الهجوم على ما أفاد مسؤولون أوكرانيون.

رتل روسي جديد

ميدانيًا، أفادت الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، بأنّ رتلًا روسيًا جديدًا يتقدم نحو كييف من شمال شرق العاصمة الأوكرانية، مشيرة إلى أنّ الرتل الرئيسي لقوات موسكو الآتي من الشمال متوقف منذ عدة أيام.

ودارت معارك عنيفة في مدينة إيزيوم (شرق)، لكنّ القوات الروسية تراجعت بعدما تمّ صدّها، بحسب هيئة الأركان العامة الأوكرانية، فيما دمّر المستشفى المركزي كليًا على ما أفاد رئيس البلدية.

من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الأوكرانية أن الجنرال الروسي فيتالي غيراسيموف قتل قرب خاركيف، في معلومة لم تؤكدها موسكو ولا يمكن التحقق منها على الفور من مصدر مستقل.

وقدّر مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الثلاثاء، أن "ألفين إلى 4 آلاف" جندي روسي قتلوا في أوكرانيا منذ بدء الهجوم على أوكرانيا.

أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فقد قال أمام البرلمان البريطاني أمس: "سنقاتل حتى النهاية".

وتحدث الرئيس الأوكراني وإلى جانبه علم بلاده عبر الفيديو خلال مداخلة غير مسبوقة تهدف إلى الحصول على مزيد من الدعم لبلاده بعد الهجوم الروسي، وسط تصفيق حار من قبل النواب البريطانيين.

وقال بايدن الثلاثاء: "قد تستمر روسيا في تحقيق التقدم بثمن مروّع. لكن يتضح من الآن أن أوكرانيا لن تشكل أبدًا انتصارًا لبوتين. قد يتمكن بوتين من السيطرة على مدينة لكنه لن يتمكن من الاستيلاء على البلد" برمته.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتعهد بالقتال "حتى النهاية" (الصورة: غيتي)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتعهد بالقتال "حتى النهاية" (الصورة: غيتي)

زيلينسكي مستعد "لتسوية"

وفي مقابلة مع محطة "إيه بي سي" التلفزيونية الأميركية، قال زيلنسكي إنّه تخلّى عن الإصرار على انضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي وهي من المسائل التي تحجّجت بها موسكو لتبرير هجومها العسكري.

وأعرب زيلينسكي عن استعداده "لتسوية" حول وضع المناطق الانفصالية في شرقي أوكرانيا التي اعترف بوتين باستقلالها من جانب واحد.

وفي باريس، توافق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على مواصلة الضغط على بوتين لوقف الحرب في أوكرانيا، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية.

وخلال احتفال أقيم في قصر الإليزيه تكريمًا لنساء ينشطن في الدفاع عن حقوق الإنسان، تعهّد ماكرون، الثلاثاء، بأن تفضح بلاده "الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان" التي يرتكبها الجيش الروسي في أوكرانيا وأن تسعى من أجل أن يخضع مرتكبو هذه الانتهاكات "للمحاكمة والمعاقبة".

وقال ماكرون: إنّ "الحرية ليست مضمونة أبدًا، هذا ما يذكّرنا به بكل مأساوية العدوان الروسي في أوكرانيا، والذي لا يمثل إنكارًا غير مقبول للقانون الدولي فحسب" بل يمثل أيضًا "انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان".

"ميت ولا مجال لإحيائه"

وفي واشنطن، اعتبرت مساعدة وزير الخارجية الأميركي فيكتوريا نولاند أنّ خط أنابيب "نورد ستريم 2" الذي يربط روسيا بألمانيا والمستهدف بتدابير عقابية فرضتها برلين وواشنطن ردًّا على الهجوم الروسي، بات "ميتًا" ولا مجال لـ"إحيائه".

وخفّضت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني تصنيف الديون السيادية الروسية من "بي" إلى "سي"، في قرار يعني أنّ تخلّف موسكو عن سداد ديونها أصبح بنظرها "وشيكًا".

وقرّرت صحيفة "نيويورك تايمز" إخراج صحافييها من روسيا بعدما أقرّت موسكو قانوناً "يجرّم التغطية المستقلّة والتي تعكس واقع الحرب في أوكرانيا"، بحسب ما أعلنت الصحيفة الأميركية الثلاثاء.

والثلاثاء، أعلنت القناتان التلفزيونيتان الدوليتان الناطقتان بالفرنسية "تي في 5 موند" وفرانس 24" أنّ بثّهما توقّف منذ نهاية الأسبوع الماضي عبر شبكة الكابل الروسية، لكنّه ما زال متاحًا عبر الأقمار الصناعية.

مغادرة السوق الروسية

ويأتي ذلك بينما تسعى الدول الغربية سعيًا حثيثًا للموازنة بين استخدام العقوبات القاسية لوقف الحرب في أسرع وقت ممكن وحماية اقتصاداتها الهشة من ارتفاع التضخم.

وأدى الصراع والعقوبات التي تلت ذلك إلى إحداث فوضى في سلاسل التوريد العالمية، مما رفع الأسعار ليس فقط بالنسبة إلى الغذاء والطاقة ولكن أيضًا في المواد الخام الرئيسية مثل الألومنيوم والنيكل.

واضطرت بورصة لندن للمعادن إلى وقف تداول النيكل- وهو مكون ضروري لصنع الفولاذ المقاوم للصدأ وبطاريات السيارات الكهربائية- أمس الثلاثاء، إذ تضاعفت الأسعار إلى أكثر من 100 ألف دولار للطن بسبب مخاوف بشأن الإمدادات الروسية.

وأعلنت منظمة السياحة العالمية عزمها على تعليق عضوية روسيا فيها.

كما أعلنت شركة النفط البريطانية العملاقة "شل" نيّتها الانسحاب من مشاريع النفط والغاز الروسيين "تدريجيًا، تماشيًا مع التوجيهات الجديدة للحكومة البريطانية"، فيما أعلنت سلسلتا المطاعم والمقاهي الأميركيتان ماكدونالدز وستاربكس إغلاق مؤسساتهما مؤقتًا في روسيا.

كذلك علقت شركة "كوكا كولا" الأميركية للمشروبات الغازية نشاطها في روسيا، في حين أعلنت منافستها بيبسيكو عزمها على تعليق بيع المشروبات في روسيا والاستمرار بالمقابل في بيع الأغذية فيها.

كما أعلنت شركة مستحضرات التجميل العالمية العملاقة "لوريال" أنّها "ستغلق مؤقتًا" المتاجر "التي تديرها" في روسيا و"المنصّات التي تديرها مباشرة في المتاجر الكبرى" في هذا البلد، لكنّ مصنعها الواقع بالقرب من موسكو سيواصل الإنتاج.

بدوره، أعلن الاتحاد الدولي للسكك الحديدية تعليق عضوية شركة السكك الحديد المملوكة للدولة الروسية RJD ونظيرتها المملوكة للدولة البيلاروسية BCh، مشيرًا إلى أنّه شكّل مجموعة عمل لتسهيل خدمة الشركات الأوروبية للاجئين الأوكرانيين.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close