الأحد 14 أبريل / أبريل 2024

عقوبات وتضخم وانكماش.. هل يشهد عام 2023 مزيدًا من اضطرابات أسواق الطاقة؟

عقوبات وتضخم وانكماش.. هل يشهد عام 2023 مزيدًا من اضطرابات أسواق الطاقة؟

Changed

نافذة على "العربي" تناقش أزمة الطاقة في ظل استمرار حرب أوكرانيا (الصورة: غيتي)

أصبحت روسيا في مقدمة موردي الطاقة إلى الصين والهند، بينما زادت أوروبا مستورداتها من الغاز الصخري المسال الأميركي.

أثرت الحرب الروسية المستمرة في أوكرانيا على إمدادات الطاقة في ظل الخلافات المستمرة بين موسكو وأوروبا والتحالفات الجديدة.

ويتوقع أن يتعمق الخلاف بين موسكو والغرب في العام الحالي، مع استمرار العقوبات على الغاز والنفط في روسيا وتوجه الأخيرة إلى أسواق جديدة.

ضغط على روسيا

وبما أن روسيا أصبحت في مقدمة موردي الطاقة إلى الصين والهند، زادت أوروبا مستورداتها من الغاز الصخري المسال الأميركي.

وتعتمد أوروبا على إمدادات الطاقة القادمة عبر الأطلسي من الولايات المتحدة، بينما روسيا التي تواجه سقفًا سعريًا على نفطها تزيد تدفقاتها إلى الصين.

وشحنت روسيا 14 مليار متر مكعب من الغاز في أول 11 شهرًا من العام الماضي، وباتت أكبر مصدر للنفط للتنين الآسيوي بفضل توافر خامات الأورال بتخفيضات هائلة.

وفي منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي، افتتح الرئيس الروسي فلادمير بوتين حقلًا للغاز الطبيعي شرقي سيبيريا، والذي يسمح بزيادة صادرات الغاز إلى بكين.

وبحسب وكالة "بلومبيرغ"، فإن نفط الأورال الروسي يجري تداوله بخصم يزيد عن 30 دولارًا للبرميل الواحد، وهو ما قد يتسبب في خسارة 4 مليارات دولار شهريًا من عائدات الطاقة الروسية.

أسواق بديلة

وفي هذا الإطار، قال شربل سكاف، الأكاديمي المختص في شؤون الطاقة، "لقد نشأت اليوم إستراتيجية جديدة وهي التقليل من الاعتماد على الغاز الروسي، والاتجاه نحو أسواق جديدة خاصة الغاز المسال القادم من الولايات المتحدة أو دولة قطر". 

وأضاف سكاف، في حديث إلى "العربي" من بيروت، لكن رغم ذلك، فإن إمدادات الغاز عبر الأنابيب هي الأرخص وعبر تقنية المسال لها تبعات على كلفة الإنتاج، مما يعني أن الكلفة ستصبح أعلى في أوروبا وبالتالي ستصبح قدرة المنتوجات الأوروبية أقل.

ولفت سكاف، إلى أن السوق الأوروبي سيشهد مزيدًا من التضخم، مما سينعكس على مزيد من الانكماش الاقتصادي على كافة الصعد.

واستدرك قائلًا: إن "عام 2023 سيشهد مزيدًا من الاضطرابات في أسواق الطاقة العالمية".

وذهب سكاف إلى القول: "أمام الانكماش الاقتصادي فإن أوروبا تحاول الاعتماد على مصادر طاقة بديلة قادمة سواء من الجزائر أو شرق المتوسط، مع الإشارة إلى أن الكلفة عبر الأنابيب ستبقى الأقل على الاقتصاد".

ومضى يقول: "على أوروبا إيجاد موارد غازية أخرى تأتي عبر البر عبر تركيا تحديدًا سواء من الخليج العربي أو من إيران في حال إحياء الاتفاق النووي".

واعتبر سكاف، "أن روسيا تعتمد على الهند في الالتفاف على العقوبات، وخاصة أن حجم الاستيراد لنيودلهي من روسيا سواء من الغاز أو النفط قد تضاعف عدة مرات، ولا سيما أن الهند تقوم ببيع النفط الروسي وتحديدًا إلى دول الاتحاد الأوروبي".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة