السبت 9 نوفمبر / November 2024

عكس مشاهدة التلفزيون وتصفح الإنترنت.. ألعاب الفيديو قد تعزز ذكاء الأطفال

عكس مشاهدة التلفزيون وتصفح الإنترنت.. ألعاب الفيديو قد تعزز ذكاء الأطفال

شارك القصة

يناقش "صباح جديد" خطورة ألعاب الفيديو على حياة المراهقين والأطفال (الصورة: تويتر)
أظهرت دراسة سويدية جديدة أن قضاء بعض الوقت في لعب ألعاب الفيديو يمكن أن يساعد في تعزيز ورفع مستوى ذكاء الأطفال.

يشعر الكثير من الآباء بالذنب عندما يقضي أطفالهم ساعات طويلة يحدقون في الشاشات من أجل الألعاب الإلكترونية، بل إن البعض قد يشعر بالقلق أيضًا من أن ذلك قد يؤثّر على معدلات الذكاء لديهم.

لكن دراسة جديدة تشير إلى أن قضاء بعض الوقت في لعب ألعاب الفيديو يمكن أن يساعد في الواقع في تعزيز ورفع مستوى ذكاء الأطفال.

فبحسب موقع "الديلي ميل"، أجرى باحثون من معهد "كارولينسكا" في السويد اختبارات نفسية على أكثر من 5000 طفل في الولايات المتحدة تتراوح أعمارهم بين 10 و12 عامًا، لقياس قدراتهم المعرفية العامة.

إجراء الاختبارات على الأطفال

وسُئل الأطفال وأولياء أمورهم عن مقدار الوقت الذي يقضيه الأطفال في مشاهدة التلفزيون ومقاطع الفيديو ولعب ألعاب الفيديو والتفاعل مع وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن يخضع الأطفال لاختبار معرفي خاص.

وتابع الباحثون مع الأطفال بعد ذلك بعامين، وطُلب منهم إعادة الاختبارات، حيث أظهرت النتائج أن أولئك الذين لعبوا ألعاب الفيديو أكثر من المتوسط زاد ذكاءهم بنحو 2.5 نقطة بين القياسين.

فيما لم يلاحظ أي تأثير إيجابي أو سلبي لمشاهدة التلفزيون أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي.

في هذا الإطار، يشرح توركل كلينجبيرغ، أستاذ علم الأعصاب الإدراكي بمعهد كارولينسكا: "في وقت أن الأطفال الذين لعبوا المزيد من ألعاب الفيديو في عشر سنوات لم يكونوا في المتوسط أكثر ذكاءً من الأطفال الذين لم يلعبوا، إلا أنهم أظهروا قدرًا أكبر من الذكاء بعد عامين''. 

فعلى سبيل المثال، الطفل الذي كان ضمن أعلى 17% من حيث عدد الساعات التي قضاها في اللعب زاد معدل ذكائه بنحو 2.5 نقطة أكثر مقارنة مع الطفل العادي على مدى عامين.

وبحسب كلينجبيرغ فإن "هذا دليل على تأثير مفيد وسببي لألعاب الفيديو على الذكاء".

مؤشر للذكاء

أما بالنسبة إلى الدراسة، فأنشأ الباحثون مؤشر ذكاء من خمس مهام: اثنتان حول فهم القراءة والمفردات، وواحدة عن الانتباه والوظيفة التنفيذية، وواحدة لتقييم المعالجة البصرية المكانية، وواحدة حول القدرة على التعلم.

ومكّن تكرار الاختبارات النفسية بفاصل عامين، الباحثين من دراسة اختلاف أداء الأطفال من جلسة اختبار إلى أخرى، والتحكم في الفروق الفردية في الاختبار الأول.

وبحسب الصحيفة البريطانية، يقضي الأطفال في المتوسط ساعتين ونصف الساعة يوميًا في مشاهدة مقاطع الفيديو عبر الإنترنت أو البرامج التلفزيونية، ونصف ساعة في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، وساعة واحدة على ألعاب الفيديو.

في المجموع، يقضي الأطفال ما معدله بين أربع وست ساعات في اليوم أمام الشاشة، ووفقًا للباحثين لم تعزز الساعات العديدة من تصفح مواقع التواصل ذكاء الأطفال، لكنها لم تكن ضارة في هذا الخصوص أيضًا. 

إدمان الأطفال على الألعاب الإلكترونية

في المقابل، يحذّر العلماء من الإفراط في استخدام الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي إذ قد تتحول مع الوقت إلى نوع من الإدمان، حيث كشف الباحثون أن هذا الإدمان قد يخلف أضرارًا صحية على الدماغ ويتسبب باضطرابات يمكن أن ينتج عنها حالة من القلق الشديد والتعب.

وفي هذا الخصوص، أوضح الاختصاصي في علم النفس الاجتماعي محسن بن زاكور أنّ مشكلة الإدمان على الألعاب الإلكترونية لا تكمن في اللعبة، بل حين يتقمص الفرد شخصيات اللعبة، لا سيما المحاربة والعدوانية منها، ما يدفعه لممارسة الإجرام وإقصاء الآخر.

وأضاف بن زاكور في حديث إلى "العربي" من العاصمة المغربية الرباط، أن إدمان الألعاب يكرس في ذهنية اللاعب أنه قادر على ممارسة العنف والتلذذ به.

وأشار إلى أن الدراسات أثبتت أن 70% من الأطفال يلعبون الألعاب الإلكترونية بمعدل يفوق الـ3 ساعات يوميًا، لافتًا إلى أنه لا سيما في عمر المراهقة تتأسس المهارات والقدرات التي يحتاجها الفرد حتى يبني شخصيته.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close