في مدينة كورغان الروسية يبحث غطاسون في حفرة الجليد عن بقايا عظام قديمة تنتمي إلى فترات جيولوجية مختلفة، ويفضلون الغوص في الشتاء، رغم انخفاض درجة الحرارة إلى 25 درجة مئوية تحت الصفر، حيث تضمحل المياه وتتدفق ببطء أكثر؛ ما يسهل مهمة عثورهم على العظام الأحفورية.
وفي أعماق توبول المتجمد، شرقي موسكو، عثر علماء وغواصون على بقايا عظام قديمة لحيوانات منقرضة، وتعود هذه البقايا لحقبة العصر الجليدي. ويتضمن الاكتشاف أسنان أسماك القرش القديمة، وعظام وحيد القرن الصوفي، والماموس، وأسد الكهف، بالإضافة إلى غيرها من عظام حيوانات تنتمي إلى فترات جيولوجية مختلفة، تمتد من 66 مليون عام إلى نحو 12 ألف سنة مضت.
ويتحدث سيرجي كوندراشين، رئيس نادي تريتون للغوص في مدينة يكاترينبورغ، عن الاكتشافات النادرة، حيث عثر الغواصون على عظام لأسد البحر النادر جدًا في ذلك العصر.
ويشير إلى أنهم وجدوا عظامًا وأسنانًا أحفورية لأسماك جميعها ثمينة وفريدة من نوعها، في بحر تورغاي غربي سيبيريا، ويصف الاكتشافات بالرائعة.
بدوره يرى عالم الحفريات الروسي، ياروسلاف ماكاروف، أنه ليس هناك متعة أكبر من التغلب على هذه الصعوبات، ورؤية شيء لم يره أحد من قبل، ويشير إلى قطع أثرية عمرها الآلاف أو مئات السنين، "تمنح ندرتها الإثارة".
وتشكلت المنطقة المائية الغنية بالعظام الأحفورية منذ حوالي 80 ألف عام غربي سيبيريا، واكتشفها غواصون عام 2004، وعثروا فيها كذلك على عظام وجماجم لثيران وخيول وأسود وبقايا وحيد قرن وماموس، تعود جميعها للعصر الجليدي، بالإضافة إلى أدوات كان يستخدمها البشر الأوائل.
وسيتم نقل جميع هذه المستحاثات إلى المتاحف الروسية، بعد الانتهاء من الدراسات الأولية عليها.