الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

علماء يزعمون إيجاد أول دليل على انفجار "المستعر الأعظم" في مصر

علماء يزعمون إيجاد أول دليل على انفجار "المستعر الأعظم" في مصر

Changed

يتحدث رئيس الجمعية الفلكية الأردنية عمار السكجي عن ظاهرة الثقوب السوداء وكيفية تشكلها (الصورة: تويتر)
قام باحثون بتحليل حجر "هيباتيا" الذي وجد في مصر قبل 25 عامًا، ووجدوا أن تركيبته تشير إلى احتوائه على أجزاء من سحابة الغبار والغاز التي تحيط بـ"المستعر الأعظم".

زعم علماء أن صخرة من خارج كوكب الأرض تم العثور عليها في مصر منذ أكثر من 25 عامًا، قد تكون أول دليل على الأرض على انفجار "المستعر الأعظم" (سوبرنوفا) النادر. 

فقد قام باحثون بتحليل حجر "هيباتيا" ووجدوا أن تركيبته الكيميائية ونقوشه تشير إلى أنه يحتوي على أجزاء من سحابة الغبار والغاز التي تحيط بـ"المستعر الأعظم"، بحسب صحيفة "ديلي ميل".

وتحدث هذه الانفجارات النجمية، والتي تعد من أكثر الانفجارات نشاطًا في الكون، عندما يلتهم نجم قزم أبيض كثيف نجمًا قريبًا آخر.

حجر "هيباتيا"

وقال الخبراء إن مزيج الغبار والغاز من مثل هذا "المستعر الأعظم" قد تتحول تدريجيًا إلى مادة صلبة على مدى مليارات السنين، قبل تشكيل الجسم الذي أتت منه "هيباتيا".

وقال عالم الكيمياء الجيولوجية يان كرامرز، من جامعة جوهانسبرج بجنوب إفريقيا: "يمكننا القول، لقد وقع انفجار سوبرنوفا لأن ذرات الغاز من الانفجار تم التقاطها في سحابة الغبار المحيطة والتي شكلت في النهاية جسم هيباتيا الأم".

كيف تشكل هذا الحجر؟

قام الباحثون بتحليل عينة صغيرة من الحجر للعثور على أدلة حول مكان وجود الحجر وكيف تشكل. ووجدوا أنه يحتوي على مستوى منخفض من السيليكون والكروم والمنغنيز، مما يعني أنه من غير المحتمل أن يكون قد تشكل في النظام الشمسي الداخلي.

كما يحتوي على مستويات عالية من النحاس والكبريت والحديد والفوسفور والفاناديوم. وأشار العلماء إلى أن هذا المزيج مختلف تمامًا عن أي جسم موجود في مجرة درب التبانة.

واستبعد تحليلهم أيضًا احتمال تشكل الحجر من نجم أحمر عملاق أو مستعر أعظم من النوع الثاني، مع استبعاد الاحتمال الثاني لأن الصخر يحتوي على الكثير من الحديد مقارنة بالسيليكون والكالسيوم. لذلك، يعتقد الخبراء أن هذا الحجر من بقايا "مستعر أعظم" من النوع "Ia".

وقال كرامرز: "إذا كانت هذه الفرضية صحيحة، فإن حجر هيباتيا سيكون أول دليل ملموس على الأرض لانفجار مستعر أعظم من النوع الأول".

وقام الباحثون بتحليل 15 عنصرًا في الحجر ووجدوا أن عددًا منهم متطابقًا كان متوقعًا إذا كان الجسم قد أتى من انفجار نجم قزم أبيض كثيف.

صور الثقب الأسود

كما ينتج عن "المستعر الأعظم" تشكل الثقوب السوداء. وقبل أيام قليلة تم الكشف عن صور للثقب الأسود غير المرئي الكامن في مركز مجرة درب التبانة. فقبل أسبوع كشف فريق دولي من علماء الفلك عن أول صورة لثقب أسود هائل في مركز مجرتنا درب التبانة وهو جسم كوني يعرف باسم "القوس".

ولا تظهر الصورة الثقب الأسود نفسه لأنه مظلم تمامًا، لكنها تصور الغاز المتوهج الذي يحيط بالظاهرة، والتي تزيد كتلتها عن الشمس بـ4 ملايين مرحلة في حلقة ساطعة من الضوء المنحني.

وقد أكّد رئيس الجمعية الفلكية الأردنية عمار السكجي في حديث لـ"العربي" من العاصمة الأردنية عمان، أن فهم الثقوب السوداء، يستدعي فهم دورة حياة النجوم، التي تبدأ من خلال دوران الغبار الكوني، التي تؤدي إلى عملية التراكم، وبفعل الجاذبية تبدأ عملية التكدس حتى يتشكل النجم، في عملية تستمر مليارات السنوات.

وأشار إلى وجود قوتين رئيستين في النجوم، الأولى هي الجاذبية وهي قوة أساسية تأتي من الخارج نحو الداخل، والثانية هي قوة التفاعلات النووية التي تبدأ في باطن النجوم، وهي تفاعلات اندماجية (اندماج العناصر إلى عناصر أكثر ثقلًا). ولفت السكجي إلى أن هذه العملية هي المسؤولة عن التفاعل بين القوى النووية والجاذبية.

لكن الوقود النووي يبدأ بالانخفاض بعد فترة طويلة، ما يقلل من التفاعلات النووية. عندها تبدأ قوى الجاذبية بالسيطرة، مما يؤدي إلى انهيار النجم، ويحدث انفجار "السوبر نوفا" أو المستعر الأعظم.

وأوضح السكجي أن الثقب الأسود يتشكل نتيجة انفجار "المستعر الأعظم" في حال كانت سرعة الإفلات للجرم السماوي أكبر من سرعة الضوء، أما في حال السرعة كانت أقل فيتكون نجم نيتروني، لافتًا إلى أن الثقوب السوداء موجودة تقريبًا في كل المجرات، وهي مسؤولة عن الجذب في مركز المجرة وتؤدي إلى تماسك نواتها، كما أنها مهمة في النظام الديناميكي للمجرات.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة