الأحد 14 أبريل / أبريل 2024

على أبواب الحرب الجديدة.. قصة "المعركة المنسية" بين روسيا وأميركا

على أبواب الحرب الجديدة.. قصة "المعركة المنسية" بين روسيا وأميركا

Changed

تقرير لـ"العربي" حول إرسال واشنطن تعزيزات عسكرية إلى شرق أوروبا (الصورة: غيتي)
سُمي التدخل الأميركي بحملة "الدب القطبي"، لكن المواجهة العسكرية النادرة لم تسر على ما يرام مع الأميركيين، فتم محوها تقريبًا من الذاكرة التاريخية للبلاد.

أحيت التطورات الحاصلة على الحدود الأوكرانية، مصطلحات الحروب المباشرة، على غرار الغزو والمعارك والاحتشاد العسكري، فيما أعادت إلى الأذهان أيضًا صورًا من المواجهات الحربية بين القوى العظمى، غذاها سيناريو التوغل الروسي المتوقع في أراضي الجارة أوكرانيا، الذي حذّر منه الغرب ونفته موسكو.  

وزاد من قرع طبول الحرب الإعلان عن إرسال مساعدات عسكرية لكييف، قبل أن تعلن واشنطن عن وضع الولايات المتحدة 8500 جندي في حالة تأهب لتعزيز الحلف العسكري الغربي.

وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن لاحقًا عدم وجود نية لإرسال قوات أميركية إلى أوكرانيا، محذّرًا في الآن عينه روسيا من عقوبات مشددة في حال عمدت إلى مهاجمة جارتها.

ولم يخفف تصريح بايدن من حدة التوتر المتصاعد، الذي يأخذ طابعًا دوليًا، ويذكّر بزمن الحرب الباردة وتصادم القوى العظمى.

قتال منسي

في تلك الحرب، ساد توازن القوى بين القطبين الأميركي والسوفياتي. ورغم المنافسة التي تفجرت أزمات على أراضي الآخرين، إلا أن واشنطن وموسكو لم تعلنا أي حرب مباشرة.

هل حصل أن تقاتل الطرفان يومًا؟ نعم. ورغم أن المعروف عن روسيا والولايات المتحدة تحالفهما في الحروب الساخنة (العالمية الأولى والثانية)، وخصامهما في الحرب الباردة، إلا أن المواجهة العسكرية بين الطرفين كانت قد وقعت خلال الحرب العالمية الأولى. 

بمرور قرن على التدخل الأميركي في الشمال الروسي، نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عام 2018 مقالًا تحدثت فيه عن قتال القوات الأميركية مع الروس، الذي جاء في نهاية الحرب العالمية الأولى.

سُمي التدخل الأميركي الذي حصل إبان الحرب الأهلية الروسية بحملة "الدب القطبي"، وبحسب الصحيفة، لم تسر الأمور على ما يرام مع الأميركيين، فتم محوها تقريبًا من الذاكرة التاريخية الجماعية للبلاد.


شاهد أيضا
Mangomolo Video
انهيار الاتحاد السوفيتي .. وثائقي يرصد واحدة من أهم نقاط التحول في التاريخ الحديث، عندما انهارت وتفككت قوة دولية عظمى من قوى ما بعد الحرب العالمية الثانية.
ويروي الفيلم ما لحق بالانهيار من تغيير في النظام الشمولي وانفصال للجمهوريات السوفيتية وما رافقه من تغيير جذري عميق في بنية المجتمع والثقافة والاقتصاد، كما يعالج كيفية تصرف النخب الروسية مع التغيير والاهتمامات الفردية والمجتمعية للروس اليوم إلى جانب موقفهم من سياسة دولتهم الخارجية.
JSON Response

{"id":"28213197","img":"\/\/statrescdn.octivid.com\/analytics\/Recorder\/uploads\/112\/thumb_1642426689.jpg","title_ar":"\u0627\u0646\u0647\u064a\u0627\u0631 \u0627\u0644\u0627\u062a\u062d\u0627\u062f \u0627\u0644\u0633\u0648\u0641\u064a\u062a\u064a","description_ar":"\u0627\u0646\u0647\u064a\u0627\u0631 \u0627\u0644\u0627\u062a\u062d\u0627\u062f \u0627\u0644\u0633\u0648\u0641\u064a\u062a\u064a .. \u0648\u062b\u0627\u0626\u0642\u064a \u064a\u0631\u0635\u062f \u0648\u0627\u062d\u062f\u0629 \u0645\u0646 \u0623\u0647\u0645 \u0646\u0642\u0627\u0637 \u0627\u0644\u062a\u062d\u0648\u0644 \u0641\u064a \u0627\u0644\u062a\u0627\u0631\u064a\u062e \u0627\u0644\u062d\u062f\u064a\u062b\u060c \u0639\u0646\u062f\u0645\u0627 \u0627\u0646\u0647\u0627\u0631\u062a \u0648\u062a\u0641\u0643\u0643\u062a \u0642\u0648\u0629 \u062f\u0648\u0644\u064a\u0629 \u0639\u0638\u0645\u0649 \u0645\u0646 \u0642\u0648\u0649 \u0645\u0627 \u0628\u0639\u062f \u0627\u0644\u062d\u0631\u0628 \u0627\u0644\u0639\u0627\u0644\u0645\u064a\u0629 \u0627\u0644\u062b\u0627\u0646\u064a\u0629.\n\u0648\u064a\u0631\u0648\u064a \u0627\u0644\u0641\u064a\u0644\u0645 \u0645\u0627 \u0644\u062d\u0642 \u0628\u0627\u0644\u0627\u0646\u0647\u064a\u0627\u0631 \u0645\u0646 \u062a\u063a\u064a\u064a\u0631 \u0641\u064a \u0627\u0644\u0646\u0638\u0627\u0645 \u0627\u0644\u0634\u0645\u0648\u0644\u064a \u0648\u0627\u0646\u0641\u0635\u0627\u0644 \u0644\u0644\u062c\u0645\u0647\u0648\u0631\u064a\u0627\u062a \u0627\u0644\u0633\u0648\u0641\u064a\u062a\u064a\u0629 \u0648\u0645\u0627 \u0631\u0627\u0641\u0642\u0647 \u0645\u0646 \u062a\u063a\u064a\u064a\u0631 \u062c\u0630\u0631\u064a \u0639\u0645\u064a\u0642 \u0641\u064a \u0628\u0646\u064a\u0629 \u0627\u0644\u0645\u062c\u062a\u0645\u0639 \u0648\u0627\u0644\u062b\u0642\u0627\u0641\u0629 \u0648\u0627\u0644\u0627\u0642\u062a\u0635\u0627\u062f\u060c \u0643\u0645\u0627 \u064a\u0639\u0627\u0644\u062c \u0643\u064a\u0641\u064a\u0629 \u062a\u0635\u0631\u0641 \u0627\u0644\u0646\u062e\u0628 \u0627\u0644\u0631\u0648\u0633\u064a\u0629 \u0645\u0639 \u0627\u0644\u062a\u063a\u064a\u064a\u0631 \u0648\u0627\u0644\u0627\u0647\u062a\u0645\u0627\u0645\u0627\u062a \u0627\u0644\u0641\u0631\u062f\u064a\u0629 \u0648\u0627\u0644\u0645\u062c\u062a\u0645\u0639\u064a\u0629 \u0644\u0644\u0631\u0648\u0633 \u0627\u0644\u064a\u0648\u0645 \u0625\u0644\u0649 \u062c\u0627\u0646\u0628 \u0645\u0648\u0642\u0641\u0647\u0645 \u0645\u0646 \u0633\u064a\u0627\u0633\u0629 \u062f\u0648\u0644\u062a\u0647\u0645 \u0627\u0644\u062e\u0627\u0631\u062c\u064a\u0629.","category_id":"207389","external_url":"","recorder_date":"2022-01-17 13:01:03","duration":"3153","create_time":"2022-01-17 13:01:03","update_time":"2022-01-17 19:58:27","tags":"","full_episode":"yes","episode_id":"","source_id":"100118","program_clip_section":null,"special_coverage":null,"topic":null,"location":null,"package":null,"reporters":null,"embed":"\/\/player.octivid.com\/v1\/video?id=28213197\u0026user_id=112\u0026countries=Q0M=\u0026w=100%25\u0026h=100%25\u0026filter=DENY\u0026signature=abde039da8e76ddc9842a253734222d2","playback_url":"https:\/\/alarabyta.cdn.octivid.com\/vod\/_definst_\/smil:2022-01-17\/vidzZJe26AnIK.smil\/playlist.m3u8?stime=20240404061939\u0026etime=20240411102119\u0026token=0e50c00703bde21c48659"}


وجهة غير معروفة

يعود الأمر إلى سبتمبر/ أيلول من العام 1918. فبعد سنوات من قتال الإمبراطورية الروسية إلى جانب فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة ضد ألمانيا وحلفائها، جاءت الثورة البلشفية عام 1917 لتقلب وجه هذا التحالف.  

استولى البلاشفة على السلطة في موسكو، وفي 3 مارس/ آذار 1918، وقعوا اتفاق سلام مع ألمانيا، سمح للأخيرة بالتركيز على الجبهة الغربية. أما هم فتحولوا بقيادة فلاديمير لينين إلى الدفاع عن ثورتهم ضد مؤيدي الحكم القيصري، الذين دعمهم البريطانيون والفرنسيون.

وبين أواخر صيف 1918 وأواخر خريف العام نفسه، أرسل الرئيس الأميركي وودرو ويلسون حوالي 5300 جندي أميركي إلى شمال روسيا بأوامر غامضة ومتناقضة.

تورد الصحيفة أن القوات الأميركية لم تكن تعرف حقيقة وجهتها، وأنها افترضت توجهها إلى الجبهة الغربية، فيما سرت شائعات عن وجهات أخرى.

وبعدما بلغوا ليفربول، حصلوا على بدلات صوفية وقفازات جلدية، ثم انطلقوا في رحلة تستغرق ثمانية أيام إلى ميناء أركانجيل (أرخانغلسك) في أقصى الشمال الروسي.

في البحر، أُصيب عدد من الجنود بأعراض الإنفلونزا الإسبانية، التي قتلت ما بين 20 إلى 40 مليون شخص حول العالم في عامي 1918 و1919. 

لاحقًا، نزلت القوات الأميركية في ميناء مدينة أركانجيل، التي كانت قد انتُزعت من أيدي البلاشفة قبل شهر واحد فقط، في عملية قادتها القوات الفرنسية والبريطانية والبيلاروسية.

وفي غضون أسبوعين من وصولهم، توفي ما يقرب من 40 جنديًا بسبب الأنفلونزا.

انخراط سريع في القتال

كان ويلسون قد أمر أيضًا بإرسال وحدة منفصلة إلى سيبيريا، على بعد 3500 ميل شرقي أركانجيل، لإنقاذ 40000 جندي تشيكي كانوا قد وقفوا إلى جانب الحلفاء ويحاولون الهرب من روسيا. 

ويلسون نفسه لم يعطِ أوامر واضحة تمامًا للحملة إلى أركانجيل، والقوات الأميركية نزلت على أساس حراسة المخازن العسكرية من الألمان.

ورغم توضيح إدارة ويلسون أن الأميركيين لن يتدخلوا في الحرب الأهلية الروسية، إلا أن القوات الأميركية وُضعت تحت القيادة البريطانية، التي ارتأت دفع القوات البريطانية والأميركية والفرنسية وقوات الحلفاء الأخرى جنوبًا من أركانجيل للالتحاق بالتشيك وتقويض الثورة الروسية.

تروي "وول ستريت جورنال" أن الأميركيين أُرسلوا سريعًا إلى القتال، ولم يحظوا بوقت لتفريغ معداتهم الشتوية من عنابر سفن النقل، ولم يتلقوا معاطفهم المصنوعة من جلد الماعز، إلا بعد أول تساقط للثلوج في أكتوبر/ تشرين الأول.

وتلفت إلى أن الأميركيين عديمي الخبرة انخرطوا في غضون أيام من وصولهم إلى الميناء في قتال عنيف مع القوات البلشفية المسلّحة بالطائرات والمدافع الرشاشة.

تململ فتمرد وانسحاب

بعد شهرين من وصول القوات الأميركية إلى شمال روسيا، انتهت الحرب العالمية الأولى بموجب هدنة تم توقيعها في عربة قطار متوقفة في غابة فرنسية. سكتت المدافع، غير أن القوات الأميركية هناك عرفت أن اتفاقية السلام لا تشملها.

ملازم أميركي خلف مدفع رشاش في شمال روسيا
ملازم أميركي خلف مدفع رشاش في شمال روسيا (عن وول ستريت جورنال)

لكن ما عُد نقطة تحول، وسط الظروف المناخية الصعبة وحالة التململ، جاء في 19 يناير/ كانون الثاني 1919، عندما دكّ البلاشفة قرية تقع على نهر فاجا، يتحصن فيها الأميركيون. 

حينها هاجم البلاشفة البلدة بنيران المدفعية والمدافع الرشاشة لأيام، فقُتل خلال المعركة 29 أميركيًا وجُرح 58، فيما فُقد 19 جنديًا.

كانت المعنويات تتهاوى على الجبهة، وصداها يصل إلى الولايات المتحدة. فوقّع في فبراير/ شباط من العام نفسه آلاف من أسر الجنود ومؤيديهم على عريضة موجهة إلى الكونغرس تطالب بالانسحاب من شمال روسيا، أو مدّ القوات بتعزيزات وطعام أفضل على الأقل.

أما في روسيا، فقد اتسعت رقعة التململ إلى سخط ثم تمرد، عوقب على أثرها جنود، وتم لاحقًا التساهل مع آخرين. 

وفي مارس/ آذار التقى ويلسون في باريس بالقائد الأميركي الجديد في شمال روسيا، وطلب منه سحب القوات الأميركية من أركانجيل، بمجرد تفكك الجليد في البحر.

عندما نقل العقيد الأميركي الخبر إلى جنوده في الثامن من أبريل/ نيسان، ذكرهم بالتزامهم القتال حتى النهاية، وبوجوب عدم نسيان للحظة واحدة أن "السمعة التي يصنعها الأميركي لنفسه في خدمة بلاده ستتبعه طيلة الحياة".

ثم جاء انسحاب غالبية القوات الأميركية بحلول نهاية يونيو/ حزيران 1919، بعد مقتل 144 جنديًا أثناء القتال أو تأثرًا بجراحهم، ووفاة 100 آخرين بسبب المرض أو الانتحار أو الحوادث.

بدورهم، استولى البلاشفة على أركانجيل من البيلاروس المتبقين في فبراير/ شباط 1920، بعدما كانت القوات البريطانية قد انسحبت من المنطقة نهاية سبتمبر/ أيلول من العام السابق.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close