الثلاثاء 17 حزيران / يونيو 2025
Close

على عكس السائد.. رائحة طيبة تُميّز المومياوات المصرية القديمة

على عكس السائد.. رائحة طيبة تُميّز المومياوات المصرية القديمة

شارك القصة

كانت الروائح الطيبة مرتبطة بالطهارة والآلهة لدى المومياوات
كانت الروائح الطيبة مرتبطة بالطهارة والآلهة لدى المومياوات- اسوشييتد برس
الخط
كانت رائحة المومياوات أحد الاعتبارات المهمة في عملية التحنيط التي استُخدمت فيها الزيوت والشموع والبلسم للحفاظ على الجسد وروحه للحياة الآخرة.

وجد الباحثون أنّ المومياوات المصرية المحفوظة جيدًا، تتمتّع برائحة طيبة بالفعل، على عكس ما يظهر في الأفلام والكتب.

وتبيّن أن روائح المومياوات تتنوّع بين الحارّة والخشبية وراحة النبيذ، مع نفحات من الورود والزهور يمكن أن تكون ناتجة عن من راتنجات الصنوبر والعرعر المستخدمة في التحنيط.

دراسة وتقييم لروائح المومياوات

وكانت الرائحة أحد الاعتبارات المهمة في عملية التحنيط التي استُخدمت فيها الزيوت والشموع والبلسم للحفاظ على الجسد وروحه للحياة الآخرة.

وكانت هذه الممارسة مقتصرة إلى حد كبير على الفراعنة والنبلاء، وكانت الروائح الطيبة مرتبطة بالطهارة والآلهة، بينما كانت الروائح الكريهة علامة على الفساد والانحلال.

واستخدمت الدراسة التي نشرتها مجلة "الجمعية الكيميائية الأميركية"، التحليل الكيميائي وفريق من الأشخاص المختصّين في الشمّ، لتقييم الروائح الصادرة عن 9 مومياوات يبلغ عمرها 5000 عام، والتي كانت إمّا مُخزّنة أو معروضة في المتحف المصري بالقاهرة.

وقالت سيسيليا بيمبيبر مديرة الأبحاث في معهد التراث المستدام التابع لجامعة كوليدج لندن: "إن الباحثين أرادوا إجراء دراسة منهجية لرائحة المومياوات لأنّها كانت منذ فترة طويلة موضوعًا مُثيرًا للانبهار لدى الجمهور والباحثين على حد سواء. لقد خصّص علماء الآثار والمؤرخون وأخصائيو الترميم وحتى كتاب الخيال صفحات من أعمالهم لهذا الموضوع لسبب وجيه.

وبدون أخذ عينات من المومياوات نفسها وهو ما قد يكون عدوانيًا، تمكّن باحثون من كلية لندن الجامعية وجامعة ليوبليانا في سلوفينيا من قياس ما إذا كانت الروائح تأتي من العنصر الأثري أو المبيدات الحشرية أو غيرها من المنتجات المستخدمة للحفاظ على البقايا، أو من التدهور بسبب العفن أو البكتيريا أو الكائنات الحيّة الدقيقة.

وقال ماتيجا سترليتش أستاذ الكيمياء في جامعة ليوبليانا: "كنا قلقين للغاية من احتمال العثور على ملاحظات أو تلميحات عن أجسام متحلّلة، لكن لم يكن الأمر كذلك. وكنّا قلقين على وجه التحديد من احتمال وجود مؤشرات على التحلّل الميكروبي، ولكن لم يكن الأمر كذلك، ما يعني أنّ البيئة في هذا المتحف، في الواقع جيدة جدًا من حيث الحفاظ عليها".

نتائج البيانات مهمة

وقال سترليتش إنّ استخدام الأدوات التقنية لقياس وتحديد كمية جزيئات الهواء المنبعثة من التوابيت لتحديد حالة الحفظ دون لمس المومياوات "كان بمثابة الكأس المقدّسة".

وأوضح أنّها "تُخبرنا عن الطبقة الاجتماعية التي تنتمي إليها المومياء، وبالتالي تكشف الكثير من المعلومات حول الجسم المُحنّط، والتي لا تتعلّق فقط بالمحافظين، ولكن أيضًا بالقيمين وعلماء الآثار".

بينما رأت باربرا هوبر باحثة ما بعد الدكتوراه في معهد "ماكس بلانك" لعلم الإنسان الجيولوجي في ألمانيا والتي لم تُشارك في الدراسة، أنّ النتائج تُوفّر بيانات مهمّة عن المركّبات التي يُمكن أن تُحافظ على البقايا المُحنّطة أو المتحلّلة، مضيفة أنّه يُمكن استخدام المعلومات لحماية الأجسام القديمة بشكل أفضل للأجيال المقبلة.

وقالت هوبر: "إنّ البحث يُسلّط الضوء على أنّ الروائح المكتشفة اليوم ليست بالضرورة تلك التي تعود إلى زمن التحنيط. فعلى مدى آلاف السنين، أدى التبخّر والأكسدة وحتى ظروف التخزين إلى تغيير شكل الرائحة الأصلية بشكل كبير".

ويأمل الباحثون في الدراسة الحالية أن يستخدموا النتائج التي توصّلوا إليها لتطوير "بيئة من الروائح" لإعادة إنشاء العطور التي اكتشفوها بشكل مصطنع وتعزيز تجربة روّاد المتاحف في المستقبل.

تابع القراءة

المصادر

ترجمات