الإثنين 15 أبريل / أبريل 2024

على غرار "قبر يوم القيامة".. ما هو "الصندوق الأسود للأرض"؟

على غرار "قبر يوم القيامة".. ما هو "الصندوق الأسود للأرض"؟

Changed

"الصندوق الأسود للأرض" سيكون مخبأ على جزيرة أسترالية (موقع earthblackbox.com)
"الصندوق الأسود للأرض" سيكون مخبأ على جزيرة أسترالية (موقع earthblackbox.com)
هذا الهيكل الغريب، وغير القابل للتدمير، سيكون مخبأ في مكان على الجزيرة الأسترالية بهدف تسجيل نهاية العالم.

في أوائل العام المقبل، تعتزم أستراليا بناء "الصندوق الأسود" للأرض على الساحل الغربي لجزيرة تسمانيا. وهذا الهيكل غريب الشكل، وغير القابل للتدمير، سيكون مخبأ في مكان على الجزيرة الأسترالية بهدف تسجيل نهاية العالم.

وذكرت صحيفة "ساينس أليرت" أن "الصندوق الأسود للأرض" عبارة عن منشأة فولاذية عملاقة ستمتلئ قريبًا بمحرّكات الأقراص الصلبة التي تعمل بالألواح الشمسية، ويقوم كل قرص منها بتوثيق المعلومات والحفاظ على مجموعة من التحديثات والتحليلات العلمية الحالية التي تتعلق بأكثر القضايا المثيرة للاكتئاب التي يواجهها العالم.

وسيجري تسجيل المعلومات المتعلّقة بالتغيّر المناخي والانقراض والتلوث البيئي والتأثيرات على الصحة، في الهيكل الأحادي، حيث إذا اكتشف بعض أفراد المجتمع في المستقبل يومًا ما هذا الأرشيف، فسيكونون قادرين على تجميع المعلومات ومعرفة ما حدث لكوكب الأرض.

وعلى موقعه الإلكتروني، يشرح المسؤولون عن مشروع "الصندوق الأسود للأرض" أن "الصندوق الأسود للأرض سيُسجّل كل خطوة نخطوها باتجاه تدمير حضارتنا، وسوف يُجمّع باستمرار مئات من مجموعات البيانات والقياسات والتفاعلات المتعلّقة بسلامة كوكبنا لتخزينها بصورة آمنة لكي تفهم الأجيال المقبلة سبب زوالنا".

ويستحضر "الصندوق الأسود" التصميم القاسي لـ"قبو يوم القيامة" الشهير في النرويج لتحقيق غرض تكميليٍّ نوعًا ما.

وفي حين أن "قبو سفالبارد العالمي للبذور" (بنك بذور آمن يقع في جزيرة سبتسبرغن النرويجية)، عبارة عن حصن مصمّم للحفاظ على النسخ الاحتياطية الحيوية من بذور العالم في حال حدوث الأسوأ على الإطلاق، يُنظر إلى "الصندوق الأسود للأرض" على أنه تسجيل مستمر لمسار العالم نحو مأزق رهيب محتوم.

محاسبة قادة العالم 

وقال جيم كيرتس، المدير الإبداعي التنفيذي في وكالة التسويق "كليمينجر بي بي دي أو"، هيئة الإذاعة الأسترالية: إن "فكرة الصندوق تتمحور حول أنه إذا تحطّم كوكب الأرض نتيجة لتغيّر المناخ، فسيكون جهاز التسجيل غير القابل للتدمير، متاحًا لمن بقي ليتعلّم من ذلك".

وأضاف أنه صُمّم أيضًا "لمحاسبة القادة والزعماء، وللتأكد من تسجيل أفعالهم أو تقاعسهم عن أداء مهامهم".

ومن المقرّر أن يكتمل المشروع، الذي تتعاون فيه شركة الاتصالات التسويقية "كليمينجر بي بي دي أو" مع الجمعية الفنية "غلو سوسايتي"، وعدد من الباحثين في جامعة تسمانيا، في موقعه غير المعلن عنه في أوائل عام 2022، لكن أنظمة الصندوق نشطة جزئيًّا بالفعل؛ إذ إن التحديثات البيئية للتسجيل المباشر في حالة اختبار تجريبي.

بدورهم، قال صانعو الصندوق: إن جزءًا من مغزى هذه العملية هو "المساعدة في دفع البشرية بعيدًا عن السيناريوهات الشبيهة بيوم القيامة"، آملين أن "يشجّع وجود الصندوق في الوقت الحالي، المجتمع على حسن التصرّف بشكل تدريجي، وبمزيد من المسؤولية، فيما يتعلّق بالعمل من أجل المناخ والإشراف البيئي.

الصندوق والأجيال المقبلة؟

وأوضح جوناثان كنيبون، الشريك المؤسس لجمعية "غلو سوسايتي" الفنية، لهيئة الإذاعة الأسترالية، أنه "عندما يعلم الناس أن أفعالهم تُسجَّل، فسيكون لذلك تأثير في ما يفعلونه ويقولونه، وإذا كان هناك أي شيء يمكننا الاضطلاع به، فإن دورنا أن يكون هناك شيء ما في خلفية تفكير أفراد الجميع".

وبينما يُقلِّل بعض الناس من شأن "الصندوق الأسود للأرض" بوصفه خطة علاقات عامة وُضِعت لجذب انتباه الناس، على عكس مشروع التوثيق العلمي الجاد، ممّا لا شكّ فيه أن العالم بحاجة ماسَّة إلى مزيد من الاهتمام والعمل بشأن هذه القضايا.

 وفي عالم بدأت فيه طبقات الجليد بالذوبان نتيجة مستويات غير مسبوقة من الاحتباس الحراري، وتزايد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ونفاد المياه، وانقراض الحيوانات حيث يقول العلماء إننا دخلنا في مرحلة الانقراض الجماعي السادس لكوكبنا، فإن الوقت ليس مناسبًا ليتجاهل العالم هذه الأحداث.

وقال صانعو "الصندوق الأسود للأرض": إن "الغرض من الصندوق هو تقديم حساب مُحايد للأحداث التي أدَّت إلى زوال الكوكب، ومساءلة القادة لكي تستفيد منها الأجيال المقبلة ويلهمهم باتخاذ إجراءات عاجلة، وتظلّ الكيفية التي ستنتهي بها القصة متروكة بالكامل لنا نحن البشر".

المصادر:
ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close