أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اليوم السبت، بدء لقاء مع مسؤولين مصريين في العاصمة المصرية القاهرة لبحث وقف الحرب على قطاع غزة وتبادل الأسرى وفق رؤيتها، التي تستند على قاعدة "الصفقة الشاملة بما يتضمن الانسحاب (الإسرائيلي) الكامل والإعمار".
وفي 18 مارس/ آذار الماضي، تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الساري منذ 19 يناير/ كانون الثاني الفائت، واستأنفت حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، رغم التزام حركة حماس بجميع بنود الاتفاق.
وتسبب تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته من الاتفاق، وعدم إكمال مراحله، في إبقاء المحتجزين الإسرائيليين قيد الأسر لدى حماس، حيث تشترط الحركة وقف الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية كافة من قطاع غزة.
حماس تبحث مع مسؤولين مصريين وقف الحرب
وقالت حماس في بيان في وقت سابق اليوم السبت: إن وفدًا قياديًا من الحركة "بدأ قبل قليل لقاءاته مع المسؤولين المصريين لبحث رؤية حماس لوقف وإنهاء الحرب وتبادل الأسرى على قاعدة الصفقة الشاملة، بما يتضمن الانسحاب الكامل والإعمار".
وأوضحت الحركة أن هذا اللقاء جاء بعد ساعات من "وصول وفد قيادي من حماس برئاسة محمد درويش رئيس المجلس القيادي لديها، وباقي أعضاء المجلس: خالد مشعل وخليل الحية وزاهر جبارين ونزار عوض الله، فجر السبت إلى القاهرة".
وذكرت الحركة في البيان أن الوفد سيناقش أيضًا "تداعيات ما يقوم به الاحتلال من تجويع لشعبنا في غزة وضرورة التحرك العاجل لإدخال المساعدات الإنسانية وتزويد القطاع باحتياجاته من الغذاء والدواء".
إلى جانب ذلك، سيبحث الوفد "جهود تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة، وبعض التداعيات الفلسطينية الداخلية وسبل التعامل معها"، وفق البيان.
وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أعلنت حركة حماس موافقتها على مقترح مصري لتشكيل "لجنة إسناد مجتمعي" لإدارة قطاع غزة.
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عدوانًا على غزة، أسفر عن عشرات آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء.
68% من الإسرائيليين يؤيدون صفقة مع حماس
في غضون ذلك، أظهر استطلاع حديث للرأي أن 70% من الإسرائيليين "يؤيدون" التوصل لصفقة مع حركة حماس لإطلاق سراح أسراهم من قطاع غزة، حتى لو كلّف الأمر وقف حرب الإبادة ضد القطاع الفلسطيني.
جاء ذلك وفق نتائج استطلاع للرأي أجراه معهد "ميدغام" للأبحاث لصالح القناة "12" العبرية الخاصة، نشرت نتائجه مساء الجمعة.
وخلص الاستطلاع إلى أن 68% من الإسرائيليين المبحوثين "يؤيدون صفقة مع حماس لإطلاق سراح الأسرى المحتجزين بغزة حتى لو مقابل وقف الحرب".
كما رأى 54% من العينة المستطلعة، أن حكومتهم تطيل أمد حرب الإبادة في القطاع لـ"أسباب سياسية".
ويعتقد هؤلاء أن الحرب في غزة "لا تزال مستمرة لأسباب سياسية تتعلق ببقاء الائتلاف الحكومي الذي يضم أحزابًا من أقصى اليمين".
في المقابل، أعرب 40% من المستطلعة آراؤهم عن اعتقادهم بأن الحرب "مستمرة لأسباب أمنية وموضوعية"، في حين أن 6% لم يحددوا رأيًا في هذا الشأن.
ويواجه نتنياهو عدة تحديات داخلية متعلقة بفشله في إعادة الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس، رغم مرور قرابة 19 شهرًا على حرب الإبادة التي يشنها ضد غزة، وراح ضحيتها عشرات آلاف الفلسطينيين.
كما ينتقد الإسرائيليون سياسات نتنياهو في إدارة الحرب وما تبعها من قرارات وكان آخرها، مطالباتهم له بالتراجع عن قرارات إقالة رئيس الشاباك، وعزم الحكومة إقالة المستشارة القضائية غالي بهاراف ميارا، باعتبارها تحركات للهيمنة على السلطات والمؤسسات كافة، وفق المعارضة.