السبت 20 أبريل / أبريل 2024

على وقع استمرار المعارك شرقًا.. زيلنسيكي يعول على الدبلوماسية لوقف الحرب

على وقع استمرار المعارك شرقًا.. زيلنسيكي يعول على الدبلوماسية لوقف الحرب

Changed

تقرير لـ"العربي" حول معارك ماريوبول وإعلان كتيبة آزوف وقف دفاعها عن المدينة (الصورة: رويترز)
تركز روسيا جهودها العسكرية في شرق أوكرانيا وجنوبها وذلك بعدما تمكنت من السيطرة بشكل كامل على مدينة ماريوبول إثر استسلام القوات الأوكرانية داخل مصنع آزوفستال.

في وقت باتت فيه المفاوضات بين كييف وموسكو في طريق مسدود، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسيكي السبت، أن السبل "الدبلوماسية" وحدها يمكنها إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وخلال مقابلة مع محطة تلفزيونية أوكرانية، قال زيلنسيكي: "نهاية النزاع ستكون دبلوماسية"، مضيفًا أن "الحرب ستكون دامية، وتتخللها معارك وقتال إلا أنها ستنتهي قطعًا عبر السبل الدبلوماسية".

وتابع: "ثمة أمور لن نتمكن من تحقيقها إلا حول طاولة المفاوضات. نريد أن يعود كل شيء" كما من قبل، وهو ما "لا تريده روسيا"، بدون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وكان أحد مستشاري الرئيس ميخايلو بودولياك صرّح الثلاثاء أن المحادثات بين موسكو وكييف "متوقفة"، مؤكدًا أن "روسيا لا تتحلّى بعنصر رئيسي وهو فهم ما يحدث في العالم حاليًا ودورها السلبي جدًا".

وفي اليوم التالي اتهم الكرملين أوكرانيا بـ"الافتقار التام إلى إرادة" التفاوض مع روسيا لوضع حد للحرب الدائرة منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط.

ويعود الاجتماع الأخير بين رئيسي الوفدين فلاديمير ميدينسكي من الجانب الروسي وديفيد أراخاميا عن أوكرانيا، إلى 22 أبريل/ نيسان، بحسب وكالات روسية.

روسيا تواجه "نقصًا" في المسيرات

في غضون ذلك، أعلن الجيش الروسي اليوم السبت أنه دمر شحنة أسلحة غربية كبيرة في منطقة جيتومير الأوكرانية غربي كييف باستخدام صواريخ كاليبر أُطلقت من البحر.

وأشارت وزارة الدفاع في بيان إلى أن الضربة استهدفت "مجموعة كبيرة من الأسلحة والمعدات العسكرية قادمة من الولايات المتحدة ودول أوروبية" وكانت موجهة إلى القوات الأوكرانية في منطقة دونباس الشرقية حيث يتركز القتال.

من جهتها، أفادت وزارة الدفاع البريطانية اليوم السبت بأن روسيا تعاني على الأرجح من نقص في طائرات الاستطلاع المسيرة المناسبة والتي تحاول استخدامها لتحديد الأهداف التي ستقصفها بالمقاتلات أو المدفعية.

وبيّن تقرير للوزارة أن ذلك النقص تفاقم بسبب محدودية قدرات التصنيع المحلية الناتجة عن العقوبات.

وقالت بريطانيا في نشرة دورية إنه إذا استمر المعدل الحالي للخسائر التي تتكبدها روسيا في الطائرات المسيرة، فإن قدرة القوات الروسية على المراقبة والاستطلاع ستتدهور بشكل أكبر مما يؤثر سلبًا على فعالية العمليات.

السيطرة على مدينة ماريوبول

والجمعة، أعلن الجيش الروسي، أن قواته سيطرت بالكامل على مدينة ماريوبول ومينائها الإستراتيجي المطل على البحر الأسود في أوكرانيا، بعد نحو 3 أشهر من الحصار واستسلام جميع الجنود والمسلحين الذين كانوا محاصرين في مصنع آزوفستال.

وقال متحدث الدفاع الروسية إيغور كوناشنكوف: "منذ 16 مايو/ أيار الجاري، استسلم 2439 من (كتيبة) آزوف وجنود أوكرانيون محاصرون في المصنع واليوم، استسلمت المجموعة الأخيرة وعددها 531 مقاتلًا".

ولأسابيع، تمكنت القوات الروسية من السيطرة على ماريوبول باستثناء مصنع آزوفستال للصلب، الذي يُعد آخر معقل للقوات والمقاومة الأوكرانية في المدينة.

وقّدر مسؤولون أوكرانيون، في وقت سابق، وجود نحو 2000 جندي داخل المصنع بجانب حوالي 1000 مدني كانوا يحتمون في الأنفاق تحت الأرض.

وكتيبة آزوف هي وحدة نخبة أسسها قوميون أوكرانيون وشاركت في الدفاع عن مجمّع آزوفستال خصوصًا إلى جانب وحدة من مشاة البحريّة.

وكان المجمع الصناعي الضخم مع دهاليز تحت الأرض حفِرت في الحقبة السوفييتية، آخر جيب للمقاومة الأوكرانية في مدينة ماريوبول الساحلية المطلّة على بحر آزوف والتي تعرّضت لقصف روسي مركز.

ومن شأن السيطرة الكاملة على ماريوبول أن تشكل تقدمًا كبيرًا لروسيا. فتسمح لها بالربط برًا بين شبه جزيرة القرم في الجنوب التي ضمتها موسكو عام 2014 وبين أجزاء من منطقة دونباس في الشرق يسيطر عليها موالون لورسيا.

هجوم مضاد في يونيو؟

وبعد فشلها في السيطرة على كييف وخاركيف ثاني مدن أوكرانيا (شمال شرق)، تركز روسيا جهودها العسكرية في شرق البلاد وجنوبها. وتسعى موسكو خصوصًا إلى السيطرة بالكامل على دونباس التي تخضع جزئيًا لسيطرة انفصاليين موالين لروسيا منذ 2014.

وقالت هيئة أركان القوات الأوكرانية عبر فيسبوك صباح السبت: "يستمر العدو في شن هجمات في منطقة العمليات الشرقية لفرض سيطرة تامة على أراضي منطقتي دونيتسك ولوغانسك والإبقاء على ممر بري مع القرم المحتلة مؤقتًا".

من جانبه، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن "احتلال منطقة لوغانسك التي تشكل مع دونيتسك إقليم دونباس، شارف الانتهاء".

"هجوم وحشي"

وفي مدينة لازوفا في شرق البلاد أصيب ثمانية أشخاص على الأقل بينهم طفل بهجوم صاروخي روسي استهدف مركزًا ثقافيًا أعيد بناؤه قبل فترة قصيرة على ما أفاد مسؤولون أوكرانيون.

وتسببت ضربات روسية بسقوط 12 قتيلًا و40 جريحًا الخميس في سيفيرودونيتسك في منطقة لوغانسك (شرق)حيث لفت مسؤولون أوكرانيون إلى أنّ القسم الأكبر من القصف أصاب مبانيَ سكنية وإنّ الحصيلة قد ترتفع.

وبحسب السلطات الأوكرانية، لا يزال 15 ألف شخص يعيشون في ملاجئ في سيفيرودونيتسك التي دمّرتها القنابل.

وتشكل سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك آخر جيب للمقاومة الأوكرانية في منطقة لوغانسك. ويحاصر الروس حاليًا هاتين المنطقتين اللتين يفصل بينهما نهر، ويقصفونهما بلا توقف لإنهاك المقاومة ومنع وصول تعزيزات.

وبينما وصلت المفاوضات قبل أسابيع قليلة بوساطة تركية إلى طريق مسدود، أشارت إيطاليا الجمعة إلى أنها اقترحت تشكيل "مجموعة تيسير دولية تضم منظمات دولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا".

وصرح وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو أن "الهدف هو العمل خطوة بخطوة، البدء على سبيل المثال بهدنات محلية وإجلاء مدنيين واحتمال فتح ممرات إنسانية آمنة ومن ثم تكثيف العمل من أجل التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار ثم سلام دائم مع اتفاق سلام حقيقي".

وفيما تبقى الحرب سيدة الموقف، وافقت دول مجموعة السبع خلال اجتماع في ألمانيا الجمعة على حشد 19,8 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا "على سد عجزها المالي".

كما وافق الكونغرس الأميركي على رزمة مساعدة ضخمة لأوكرانيا بقيمة أربعين مليار دولار لدعم جهودها العسكرية في مواجهة روسيا.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close