ادعى إعلام عبري، اليوم الثلاثاء، حدوث "تقدم كبير" في جهود التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، وسط مجازر جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال في القطاع.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر إقليمية لم تسمها قولها إن ثمة "تقدمًا كبيرًا جدًا" نحو صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
وادعى أحد هذه المصادر أن "الجانبين أصبحا مرنين، لكنهما خائفين من عواقب المواجهة في إيران، الوفد الإسرائيلي (المفاوض) لم يغادر بعد إلى الدوحة خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى إبطاء الاتصالات بدلا من تسريعها".
"علامات إيجابية"
ووفق الصحيفة، أخبر مسؤولون أميركيون لم تسمهم، عائلات الأسرى الإسرائيليين بغزة أن ثمة "علامات إيجابية للغاية على حدوث اختراق". وزعمت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أشار في الساعات الـ24 الماضية إلى أنه "حدد نافذة تسمح بإحراز تقدم".
واستدركت: "لكن مصدرًا، وهو ليس إسرائيليًا، قال إن الأمور أوسع بكثير، ونحن نتحدث في الواقع عن نهاية الحرب، وتتعلق الرسائل التي يتم نقلها بما سيحدث في غزة، وليس فقط بالمرحلة الأولى التي ستشمل بين 8 و10 مختطفين (أسرى) أحياء".
وتُقدر تل أبيب وجود 54 أسيرًا إسرائيليًا في غزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني يعانون من التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، ما أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في وقت سابق من هذا الأسبوع، أفادت التقارير أنه وفي خضم الحرب مع إيران، تحدثت مصادر في الولايات المتحدة ودول الخليج عن "تطورات إيجابية في المفاوضات الهادئة" بين إسرائيل وحركة حماس بشأن صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة.
وقالت الصحيفة إن مسؤولين عرب وغيرهم أبلغوا عائلات الأسرى بغزة أن وفد تفاوض إسرائيلي قد يغادر قريبا إلى العاصمة القطرية الدوحة "من أجل المضي قدمًا في المحادثات ومحاولة التوصل إلى انفراج".
وأضافت: "إلى جانب المؤشرات الخارجية، قال نتنياهو الأحد إنه أعطى تعليمات للمضي قدما في المفاوضات".
لكن الصحيفة نقلت عن عائلات الأسرى الإسرائيليين قولها في بيان ردا على نتنياهو: "تتعرض العائلات لخيبات من الوعود والتصريحات التي لا تدعمها أفعال ونتائج".
وتابعت العائلات: "ندعو رئيس الوزراء إلى إثبات أنك جاد. أعلن اليوم عن إيفاد وفد تفاوضي إلى الدوحة، بتفويض لإعادتهم جميعًا. هذا وقت تاريخي. وبدون عودة الرهائن، لن يكون هناك انتصار إسرائيلي، جزئيًا أو كاملًا".
والأسبوع الماضي، ادعى نتنياهو حدوث "تقدم ملحوظ" بمفاوضات تبادل الأسرى مع حركة "حماس" من دون الكشف عن طبيعته، لكنه قال إنه يفضل عدم "إعطاء أمل".
مجزرة دوار التحلية
في غضون ذلك، ارتكب الجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء، مجزرة جديدة بحق الفلسطينيين أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات غذائية في خانيونس، جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن عشرات الشهداء ومئات الجرحى.
وقالت وزارة الصحة بغزة إن 51 فلسطينيًا استشهدوا وأصيب أكثر من 200 جراء المجزرة على "دوار التحلية" بمحافظة خانيونس. ولفتت إلى أن عشرات من المصابين الذين وصلوا "مستشفى ناصر" بمدينة خانيونس حالاتهم "خطيرة جدًا".
واعتبرت حركة حماس أن المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل بحق طالبي المساعدات اليوم، تفضح "همجية الاحتلال الصهيوني واستخفافه بكل الأعراف والقوانين الإنسانية".
وقالت الحركة في بيان: "في جريمة جديدة تفضح همجية الاحتلال الصهيوني واستخفافه بكل الأعراف والقوانين الإنسانية، ارتكبت قواته مجزرة مروّعة صباح اليوم بحق أبناء شعبنا في محافظة خانيونس".
مصائد الموت
وأضافت أن تلك القوات "فتحت النار بوحشية على المواطنين المحتشدين على دوّار التحلية أثناء انتظارهم للمساعدات الغذائية في مصائد الموت التي ترعاها الولايات المتحدة الأميركية".
وأردفت: "كما استشهد 5 مواطنين وأصيب عدد آخر بنيران الاحتلال قرب مراكز توزيع المساعدات في مدينة رفح جنوب القطاع، في جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة المجازر التي يحوّل فيها الاحتلال تلك المواقع إلى ساحات قتل جماعي".
وتابعت: "تحوّلت نقاط توزيع المساعدات التي يشرف عليها الاحتلال الصهيوني بغطاء أميركي إلى مصائد موت جماعي، تستخدم كسلاح للقتل والإذلال والتجويع، ضمن آلية مرفوضة إنسانيًا وأخلاقيًا، وهي استمرار مباشر لسياسة الإبادة الجماعية المفروضة على شعبنا في غزة".
ودعت الحركة "الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى فرض آلية أممية آمنة ومستقلة لتوزيع المساعدات". كما طالبت "الدول العربية والإسلامية بمواقف حازمة لوقف المجازر ورفع الحصار فورا".
وحثت "محكمة الجنايات الدولية على فتح تحقيق عاجل ومحاسبة قادة الاحتلال على هذه الجرائم المتواصلة".
وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/ أيار الفائت، تنفيذ خطة توزيع مساعدات إنسانية عبر ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة إسرائيليًا وأميركيًا، لكنها مرفوضة من قبل الأمم المتحدة.