الجمعة 19 أبريل / أبريل 2024

على وقع معارك اليمن.. واشنطن تبحث تصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية"

على وقع معارك اليمن.. واشنطن تبحث تصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية"

Changed

تقرير حول المعارك الدائرة في جبهات اليمن المختلفة (الصورة: تويتر)
أعلن التحالف السعودي الإماراتي في اليمن اليوم الخميس، تنفيذ عملية عسكرية واسعة لشل قدرات الحوثيين في عدد من المحافظات اليمنية.

تحتدم المعارك في اليمن ولاسيما على جبهة مأرب بين جماعة الحوثي من جهة والقوات اليمنية الحكومية وألوية العمالقة من جهة أخرى، فيما يكثف التحالف السعودي الإماراتي غاراته التي طالت العاصمة صنعاء، ولاسيما بعد استهداف الجماعة مواقع في الإمارات، ما استدعى طلب الأخيرة من واشنطن العودة إلى تصنيف جماعة الحوثي "منظمة إرهابية". 

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن يوم أمس الأربعاء: "إن إدارته تبحث إعادة تصنيف حركة الحوثي اليمنية منظمة إرهابية دولية بعد هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة على الإمارات أعلنت الجماعة المسؤولية عنها".

وجاءت تصريحات بايدن في مؤتمر صحافي بعد وقت قصير من نشر السفارة الإماراتية تغريدة على تويتر تقول: "إن السفير يوسف العتيبة حث إدارة بايدن على العودة لذلك التصنيف ردًا على هجمات يوم الإثنين على مطار أبوظبي ومستودع للوقود".

إنهاء الصراع "صعب جدًا"

ورُفعت الجماعة من القائمة قبل عام تقريبًا. وعين بايدن في إطار المبادرة التي أطلقها العام الماضي الدبلوماسي المخضرم تيم ليندركينج مبعوثًا خاصًا لليمن. وألغت وزارة الخارجية أيضًا قرارًا اتخذته إدارة ترمب في ساعاتها الأخيرة يدرج الحوثيين على قائمة الولايات المتحدة للمنظمات الإرهابية الأجنبية.

لكن بايدن أقر بأن إنهاء الصراع بين الحوثيين وكل من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا والتحالف السعودي الإمارتي "سيكون صعبًا جدًا". 

وتعكس تصريحات بايدن عدم إحراز تقدم نحو إنهاء الحرب منذ أطلق مبادرة بعد وقت قصير من توليه منصبه قبل عام لدعم جهود الأمم المتحدة الرامية لاستئناف محادثات السلام ووضع حد لما تصفه المنظمة بأسوأ كارثة إنسانية في العالم.

عملية عسكرية لـ"شل قدرات الحوثيين" 

وأعلن التحالف السعودي الإماراتي في اليمن اليوم الخميس، تنفيذ عملية عسكرية واسعة لشل قدرات الحوثيين في عدد من المحافظات اليمنية.

وجاء ذلك في بيان صادر عن التحالف نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس"، قال فيه: "ننفذ عملية عسكرية واسعة لشل قدرات الحوثيين بعدد من المحافظات (اليمنية)". وأضاف التحالف أنه يتتبع "القيادات المسؤولة عن استهداف المدنيين".

‏‎ولفت إلى أن "العملية العسكرية تأتي استجابة للتهديد ومبدأ الضرورة العسكرية لحماية المدنيين من الهجمات"، دون تفاصيل أخرى.

بدورها، قالت وكالة أنباء "سبأ" التابعة للحوثيين: إن غارات التحالف "استهدفت مناطق متفرقة بمدينة الحديدة بـ4 غارات"، دون الحديث عن خسائر أو تفاصيل أخرى.

وأضافت نقلًا عن مصدر أمني (لم تسمّه)، أن "التحالف استهدف مناطق بالعاصمة صنعاء بـ6 غارات جوية". وأوضح المصدر، أن "3 غارات، استهدفت محيط مطار صنعاء الدولي، فيما أدت غارة إلى تضرر منازل مواطنين".

استهداف صنعاء

وكان التحالف السعودي الإماراتي قد أعلن تنفيذ 19 عملية ضد مواقع للحوثيين في مأرب يوم أمس. وأدّت إلى تدمير 11 آلية ومقتل أكثر من 90 شخصًا من أفراد جماعة الحوثي.

كما شهدت صنعاء غارات عدة للتحالف الذي قال: "إنها تُنفذ ضد أهداف عسكرية ومخازن أسلحة ومنصات لإطلاق الصواريخ"، في حين نفت جماعة الحوثي ذلك وأكّدت أن التحالف يستهدف مواقع مدنية.

وقال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي، حزام الأسد في حديث إلى "العربي": "لا يوجد هناك أهداف عسكرية لدى تحالف العدوان، لا في العاصمة صنعاء ولا في المدن الأخرى". وأشار إلى أن مسار العملية العسكرية معروف وجبهاتها معروفة. 

وتوزعت الغارات على سلسلة مواقع شمال العاصمة ووسطها وجنوبها، بينها مطار صنعاء وجبل عطان ومنطقة سعوان. وأسفرت الغارات عن سقوط ضحايا مخلّفة الدمار في عدد من الأحياء والمنازل.

تصعيد على جبهة مأرب

وشهدت مأرب شرقي صنعاء تصعيدًا مماثلًا، حيث احتدمت المعارك في جبهات أم ريش وملعة جبال البلق الشرقية. وتحاول ألوية العمالقة مدعومة من التحالف السعودي الإماراتي تحقيق اختراق أكبر في جبهات البلق والتقدم نحو مناطق سيطرة الحوثيين جنوب مأرب وسط تعقيدات كثيرة على الأرض. 

ويعتبر نجيب المظفر، ضابط توجيه معنوي في الجيش اليمني، أن العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش اليمني وألوية العمالقة في جبهات جنوب مأرب والتي سبقتها بتحرير بيحان وبعض المديريات المتاخمة هي عمليات إستراتيجية، أي لا يمكن الرجوع عنها. وقال في حديث إلى "العربي" من مأرب: "استطاعوا (الجيش اليمني وألوية العمالقة) أن يثبتوا مواقعهم في المناطق الذي تم تحريرها". 

ولفت إلى أن الجيش اليمني بألويته المختلفة تجاوز جبال البلق الشرقي وأصبح الجبل أمام قوات الجيش التي تسعى للالتحام بألوية العمالقة من جهة جنوب مأرب.

كما أشار المظفر إلى أن هذا التحرك يأتي لقطع إمداد جماعة الحوثي في مديرية حريب التابعة لمأرب لتطويقها. 

هل تصدى الحوثيون لزحف العمالقة في مأرب؟

في المقابل، قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، العميد يحي سريع: "إن قوات الجماعة تمكنّت من التصدي لزحف واسع لألوية العمالقة باتجاه مواقعها في مديريتي حريب في مأرب وعين شبوة، رغم الغطاء الجوي الكثيف".

لكن مظفّر اعتبر أن ما أوقف تقدم الجيش وألوية العمالقة ليس الحوثيين، إنما تحاول هذه القوات تثبيت مواقعها والتقدم لكي لا يتم الالتفاف عليهم.

وأضاف: "لجأت قوات الحوثي لزرع المنطقة كاملة بالألغام في السهول والوديان والجبال، كما تمنع سكان حريب من الخروج منها حيث تنوي استخدامهم دروعًا بشرية لمنع تقدّم الجيش اليمني وألوية العمالقة، الذي توقف آنيًا، إلى وسط حريب". 

ويأتي هذا التصعيد بعد أيام على استهداف جماعة الحوثي للعاصمة الإماراتية أبو ظبي بصواريخ وطائرات مسيرة مفخخة تسببت في انفجار ثلاثة صهاريج نقل محروقات بترولية، ووقوع حريق في منطقة الإنشاءات الجديدة قرب المطار، ما أدى لمقتل 3 أشخاص وإصابة 6 آخرين.


تابعوا البث المباشر - العربي أخبار
المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close