ما تزال مسألة بلوغ العمر الطويل أمرًا نادرًا، فبينما يبلغ عدد من كبار السن المئة عام كل عقد، يبدو أن عددًا أقلّ بكثير يصل إلى مئة وعشرة أعوام.
ويبلغ عدد الأشخاص الذين فاق عمرهم القرن النصف مليون شخص تقريبًا، وبلغ عدد قليل منهم سن الـ110 أعوام، ولم يتجاوز 1100 في الدول التي شملتها دراسة علمية حديثة.
مرحلة جديدة لعمر الإنسان
في المقابل، يرى علماء أن عمر الإنسان على وشك دخول مرحلة جديدة. فقد أفاد باحثون من جامعة واشنطن بأن شخصًا على الأقل سيبلغ عمره 130 عامًا قبل نهاية هذا القرن، فيما سيزيد عدد الأشخاص الذين يزيد عمرهم عن 120 عامًا. كما سيكون بلوغ أشخاص عمر المئة ومئة وعشرة أعوام أمرًا مألوفًا.
وتناولت الدراسة موضوع كبار السن في عشر دول أوروبية بالإضافة إلى الولايات المتحدة وكندا واليابان. وتهدف الدراسة عبر تطوير نموذج، لمعرفة الحد الأقصى الممكن للعمر عند الوفاة في عدد من الدول خلال السنوات الثمانين المقبلة.
ويظهر النموذج فرصة بنسبة 100% لأن يبلغ شخص واحد على الأقل 122 عامًا. ووجد الباحثون أن هناك احتمالاً بنسبة 99% أن يعيش شخص ما ليشهد عيد ميلاده الـ124.
كما توقعوا بنسبة 68% أن يبلغ أحد كبار السن 127 عامًا. وأظهرت الدراسة أن هناك فرصة بنسبة 13% فقط أن يعيش شخص ما حتى سن الـ130، لكنّها استبعدت أن يصل أحد ما لسن الـ135.
ويعود الرقم القياسي الحالي لأكبر إنسان معمر إلى الفرنسية جان كالمنت التي توفيت عن 122 عامًا و164 يومًا عام 1997، فيما تعد اليابانية كين تناكا المعمرة الأكبر على قيد الحياة وتبلغ 118 عامًا.
مستقبل "مخيف"
يرى أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأميركية في بيروت ساري حنفي أن سن 130 عامًا هو مخيف بالنظر إلى تبعات الشيخوخة الاجتماعية والاقتصادية.
ويقول: "استحدثت أقسام للشيخوخة في عدد من التخصصات مثل علم اجتماع الشيخوخة وعلم نفس الشيخوخة".
وعن تبعات الشيخوخة الاقتصادية، يقول حنفي في حديث إلى "العربي": "عندما اعتمد سن التقاعد كان يعتقد أن الإنسان سيعيش من 10 إلى 20 عامًا بعد التقاعد على نفقة فئة الشباب العامل". ويضيف: "لا يكفي ما ينتجه العاملون الآن لملء الصناديق التي تغطي نفقات المتقاعدين الصحية والحياتية".
ويشير حنفي إلى ضرورة تطوير البنى التحتية التي تؤمن حياة كبار السن بشكل مستقل لا سيما عن الأبناء. ويشير إلى تكلفة الرعاية الاجتماعية المرتفعة لكبار السن في المستقبل. ويلحظ دور الدول في تأمين نظام رعاية يلبي الحاجات الديمغرافية.