الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

عمليات إجلاء ومبادرات.. بلينكن "يدافع" عن الانسحاب من أفغانستان

عمليات إجلاء ومبادرات.. بلينكن "يدافع" عن الانسحاب من أفغانستان

Changed

 ردّ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على الانتقادات الموجهة لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب (غيتي)
ردّ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على الانتقادات الموجهة لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب (غيتي)
اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنه ما من دليل على أن البقاء لفترة أطول كان سيجعل قوات الأمن الأفغانية أو الحكومة الأفغانية أكثر قدرة على الصمود.

دافع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن قرار الرئيس جو بايدن انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، وذلك في جلسة عاصفة بالكونغرس دعاه خلالها عضو جمهوري واحد على الأقل إلى تقديم استقالته.

وردّ بلينكن على اتهامات بأن وزارة الخارجية كان من الممكن أن تبذل المزيد من الجهود للمساعدة في إجلاء الأميركيين والأفغان المعرضين للخطر، قائلًا: "إن الإدارة السابقة لم تضع خطة". 

وأشار مرارًا إلى أن الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب تفاوض مع حركة طالبان بشأن اتفاق الانسحاب، وقال: "إن إدارة بايدن لم تفكر في التفاوض مرة أخرى بسبب تهديدات من الحركة بالعودة إلى قتل الأميركيين".

واعتبر بلينكن أن ما من دليل على أن البقاء لفترة أطول كان سيجعل قوات الأمن الأفغانية أو الحكومة الأفغانية أكثر قدرة على الصمود.

وأضاف: "ورثنا موعدًا نهائيًا. ولم نرث خطة"، في إشارة إلى موافقة إدارة ترمب على سحب كل القوات الأميركية من أفغانستان بحلول الأول من مايو/ أيار.

ومثُل بلينكن أمس الإثنين أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، ومن المقرر أن يدلي بشهادته اليوم الثلاثاء أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ. وهو أول مسؤول في إدارة بايدن يدلي بشهادته علنًا أمام المشرعين منذ سيطرة طالبان على أفغانستان.

وقال كبير الجمهوريين في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب مايكل ماكول: "الشعب الأميركي لا يحب الخسارة، خصوصًا أمام الإرهابيين. لكن هذا هو ما حدث".

هل تعترف باكستان بحكومة طالبان؟

من جهة ثانية، طالب بلينكن باكستان بعدم الاعتراف بالحكومة الأفغانية الجديدة ما لم تلبّ حركة طالبان توقّعات المجتمع الدولي منها.

ودعا نواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إدارة الرئيس جو بايدن إلى مزيد من الحزم في التعامل مع إسلام أباد التي غالبًا ما اتُّهمت على مدار العشرين سنة الماضية بدعم حركة طالبان.

وقال بلينكن: "يجب أن نصرّ على أن تلتزم جميع الدول، بما في ذلك باكستان، بما يتوقّعه المجتمع الدولي من حكومة تقودها طالبان قبل منحها أيّ شرعية أو أيّ دعم".

وأوضح أنّ في طليعة هذه الأولويات وفاء طالبان بوعدها السماح لأولئك الذين يريدون مغادرة أفغانستان بأن يفعلوا ذلك، واحترامها حقوق النساء والأقليّات ومكافحتها الإرهاب.

وأضاف: "يجب على باكستان أن تنحاز إلى الغالبية العظمى من أعضاء المجتمع الدولي في العمل على تحقيق هذه الأهداف وتلبية هذه التوقّعات".

ولفت بلينكن إلى أنّ المواقف الباكستانية كثيرًا ما كانت في الماضي "مضرّة" بالمصالح الأميركية، لكنّها في بعض الأحيان كانت "مفيدة" لها.

كما أعرب عن أسفه لأنّ باكستان، الدولة المجاورة لأفغانستان، "وفّرت ملاذًا لأعضاء من طالبان، ولا سيّما لأعضاء من حقّاني"، الشبكة التي تعتبرها واشنطن جماعة إرهابية وأصبحت الآن جزءًا من الحكومة الجديدة في كابل.

"جهد بطولي"

وأثنى بلينكن على الإجلاء، واصفًا إياه بأنه "جهد بطولي" من الدبلوماسيين والجيش والمخابرات، وتعهد بأن تواصل الولايات المتحدة دعم المساعدات الإنسانية لأفغانستان لكن عبر المنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة وليس طالبان.

وأفغانستان معرضة لأزمة غذاء، كما أنها تواجه جفافًا شديدًا إلى جانب الاضطرابات السياسية. وقال بلينكن: "علينا فعل كل ما بوسعنا لضمان ألا يعاني شعب أفغانستان أكثر مما يعانيه بالفعل".

وأضاف أنه سيعين مسؤولًا كبيرًا بوزارة الخارجية تنصب مهمته على جهود دعم المرأة والأقليات في أفغانستان. وأشار إلى أنه حتى نهاية الأسبوع الماضي، كان حوالي مئة أميركي لا يزالون في أفغانستان ويرغبون في الرحيل.

أحداث مطار كابل

وأمطر الجمهوريون بلينكن بأسئلة حول ما حدث في مطار كابل خلال الإجلاء قبل انتهاء مهلة الانسحاب في 31 أغسطس/ آب. وكان 13 جنديًا أمريكيًا وعشرات الأفغان قد قُتلوا في تفجير انتحاري وسط حالة من الفوضى العارمة.

وسبق أن قال الديمقراطيون: "إنهم لا يرغبون أن تقتصر الجلسة على الأشهر السبعة التي تولى فيها بايدن الرئاسة قبل سيطرة طالبان على السلطة بل يريدونها أن تشمل العشرين عامًا التي تدخلت فيها واشنطن البلاد، وهي فترة تولى خلالها السلطة رؤساء أميركيون من الحزبين الديمقراطي والجمهوري".

البنتاغون يدعم مبادرات لمساعدة أفغان على الفرار

كذلك أكّد البنتاغون أمس الإثنين أنّه يدعم مبادرات خاصة يقوم بها عدد من قدامى المحاربين الأميركيين في أفغانستان لمساعدة أفغان معرّضين للخطر على مغادرة بلدهم.

وقال المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي للصحافيين: "إنّ وزير الدفاع لويد أوستن يشاطر المخاوف التي تعتري الكثير من جماعات قدامى المحاربين على حلفائنا الأفغان الذين ما زالوا هناك ويرغبون في مغادرة البلد".

وأضاف: "نعتقد أنّ هذا بالنسبة إلينا واجب مقدّس تجاه أولئك الذين ساعدونا منذ 20 عامًا". وأوضح أنّ "الوزارة ترحّب بإمكانية الاستمرار في التواصل معهم والحوار معهم وسنحاول تعزيز هذه الاتّصالات".

وظلّ العديد من الجنود الأميركيين السابقين الذين قاتلوا في أفغانستان على اتّصال برفاقهم الأفغان من عسكريين أو مترجمين ممّن تشاركوا معهم حياتهم اليومية وأنقذوا حياتهم أحيانًا.

وعندما سيطرت حركة طالبان على كابل في 15 أغسطس/ آب، أرسل هؤلاء الأفغان مذعورين رسائل إلى رفاقهم الأميركيين السابقين يعربون فيها عن مخاوفهم من تعرّضهم لعمليات انتقامية على أيدي الحركة.

"باينابل إكسبرس"

وإزاء هذا الوضع نظّم بعض العسكريين الأميركيين السابقين أنفسهم ضمن مجموعات لمساعدة رفاقهم السابقين. وقال عسكريون سابقون من قوات النخبة في الجيش الأميركي لشبكة "إيه بي سي" التلفزيونية: إنّهم سافروا إلى كابل في مهمة غير رسمية أطلقوا عليها اسم "باينابل إكسبرس" (قطار الأناناس السريع) بهدف مساعدة أفراد سابقين في قوات النخبة الأفغانية أو مترجمين فوريين على الفرار من أفغانستان.

وأوضح هؤلاء أنّهم بوصولهم إلى مطار كابل حصلوا على دعم خفيّ من العسكريين والدبلوماسيين الأميركيين الذين كانوا  موجودين في المطار فذهبوا وساعدوا مجموعات صغيرة من الأفغان، غالبًا في منتصف الليل، على الخروج من مخابئهم والتوجّه إلى المطار الذي كان يحاصره يومها مقاتلو طالبان والآلاف من طالبي اللجوء الأفغان.

وكان على طالب المساعدة الأفغاني أن يبرز لمجموعة العسكريين السابقين الأميركيين هذه على هاتفه صورة لفاكهة الأناناس دليلاً على أنّه هو الشخص الصحيح.

وعلى غرار مجموعة "باينابل إكسبرس"، التي تؤكّد أنّها ساعدت لوحدها ما لا يقلّ عن 630 أفغانيًا على الوصول إلى مطار كابل، هناك مجموعات أخرى تواصل جهودها اليوم لمساعدة الأفغان على الحصول على تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة أو ترشدهم عبر الهاتف على طريق للهروب من طالبان.

لكنّ كيربي لم يوضح كيف يعتزم البنتاغون مواصلة دعم هذه المجموعات. وقال: "ليس هناك دور عسكري فاعل في هذه الجهود"، مشدّدًا على أنّ "كل ما تقوم به وزارة الدفاع هو مساعدة المنظّمين على إجراء اتصالات".

من جهة أخرى لفت المتحدّث إلى أنّ الرحلات الجوية التي تقلّ لاجئين أفغانًا إلى الولايات المتحدة لن تُستأنف قبل أسبوع على الأقلّ، علماً بأنّ هذه الرحلات أوقفت إثر اكتشاف خمس إصابات بالحصبة في صفوف لاجئين أفغان وصلوا أخيرًا إلى الولايات المتّحدة.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close