الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

"عمليات استجواب وحشية".. معتقل في غوانتانامو يروي تفاصيل التعذيب

"عمليات استجواب وحشية".. معتقل في غوانتانامو يروي تفاصيل التعذيب

Changed

مجيد خان لم يوفر أي تفصيل أمام القضاة العسكريين للحديث عن أساليب التعذيب (غيتي)
مجيد خان لم يوفر أي تفصيل أمام القضاة العسكريين للحديث عن أساليب التعذيب (غيتي)
يعد الباكستاني مجيد خان أول معتقل في سجن غوانتانامو الأميركي يسمح له بأن يروي علنًا أمام المحكمة التعذيب الذي تعرض له من قبل وكالة الاستخبارات الأميركية.

روى الباكستاني المعتقل في سجن غوانتانامو الأميركي مجيد خان تفاصيل التعذيب والاغتصاب الذي تعرض له من قبل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية على مدى ثلاث سنوات، خلال محاكمته أمام محكمة عسكرية قضت بسجنه 26 عامًا.

ولم يوفر مجيد خان (41 عامًا) مرسال تنظيم القاعدة السابق، أي تفصيل أمام القضاة العسكريين بشأن تعرضه للضرب والاعتداء عليه جنسيًا وإخضاعه لتقنية الإيهام بالغرق بعد إلقاء القبض عليه في باكستان عام 2003.

وتدعم شهادة خان تحقيقًا أجراه مجلس الشيوخ الأميركي حول استخدام وكالة "سي. آي .إيه" للتعذيب بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001.

عمليات استجواب "وحشية"

ويُعد خان أول معتقل يسمح له بأن يروي علنًا التعذيب الذي تعرض له من قبل وكالة الاستخبارات الأميركية، ففي رسالة من 39 صفحة تليت على الحضور، روى أنه علق بسلاسل على مدى أيام متتالية عاريًا ومن دون طعام في زنزانات من دون نوافذ في سجون سرية للسي آي إيه في دول مجهولة.

ونقل مجيد خان بين عامي 2003 و2006 إلى أماكن سرية مختلفة. وتحدث عن عمليات استجواب وحشية مع وضعه وهو ملثم الوجه في مغطس يحوي مياهًا مثلجة مع إبقاء رأسه تحت الماء إلى حين يتكلم.

وأوضح "كانوا يكيلون الضربات إلى أن أرجوهم التوقف. الأسوأ من ذلك هو عدم معرفة متى سيبدأ الضرب ومن أين سيأتي".

التعاون لم يوقف التعذيب

وهدده مستجوبوه بالاقتصاص من عائلته في الولايات المتحدة وباغتصاب شقيقته. وكسرت نظارته مؤكدًا أنه شبه أعمى من دونها. وأكد: "انتظرت ثلاث سنوات للحصول على نظارات أخرى".

وكان يجد نفسه في حالة ضياع بعد حرمانه من النوم لعدة ليال متتالية. ويوضح "أذكر أني أصبت بالهذيان وبأني رأيت بقرة وسحلية ضخمة. فقدت أي اتصال بالواقع".

وأرغم على تلقي الغذاء عبر فتحة الشرج من خلال أنبوب عندما أضرب عن الطعام، ما ترك ندوبًا دائمة. وقد أدخل أنبوب ري في فتحة الشرج أيضًا لمعالجته من الجفاف على ما قيل له. ويوضح: "اغتصبني أطباء السي آي إيه. فعندما كنت مكبلًا أدخلوا الأنابيب وأشياء أخرى في شرجي".

وجند مجيد خان من قبل أفراد من عائلته ينتمون إلى تنظيم القاعدة خلال زيارة له إلى باكستان. وأدلى باعترافات بعد أيام قليلة من إلقاء القبض عليه في الخامس من مارس/ آذار 2003 في كراتشي.

وأقر بأنه شارك في محاولة اغتيال الرئيس الباكستاني وأنه سلم مبلغ 50 ألف دولار إلى عناصر في تنظيم القاعدة في إندونيسيا لتمويل اعتداء على فندق.

وأضاف مجيد خان: "في كل مرة كنت أتعرض فيها للتعذيب كنت أقول لهم ما كنت أظن أنهم يريدون سماعه. كنت أكذب لكي يوقفوا العنف"، لكن "كلما تعاونت وتكلمت كلما زاد التعذيب".

"أسامح جميع من عذبوني"

وقالت كاتيا حيستين إحدى محاميات مجيد خان: "كلام مجيد القوي (..) يعري الفظائع المدمرة التي ارتكبتها حكومتنا باسم الأمن القومي".

وأضافت: "برنامج السي آي إيه كان فاشلًا وينتهك مبادئنا الديمقراطية ودولة القانون".

وانتقل مجيد خان في سن السادسة عشرة إلى بالتيمور على بعد خمسين كيلومترًا من واشنطن حيث تعلم الإنكليزية في محطة الوقود التي يملكها والده قبل أن يتابع دراسته في مدرسة محلية.

وحصل على حق الحديث علنًا عما تعرض له عندما قرر الاعتراف بالتهم الموجهة إليه عام 2012 وأكد أنه يندم على أفعاله.

وأوضح: "أنا معتقل منذ عشرين عامًا تقريبًا انفراديًا، لقد دفعت الثمن غاليًا. أنا أنبذ القاعدة وأنا نادم على الإرهاب". لكنه قال أمام المحكمة: إنه غير حاقد على الذين عذبوه.

وتابع: "سأشعر بالسكينة عندما أسامح نفسي وأسامح الآخرين على الأذية التي ألحقوها بي. أقول للذين عذبوني: أنا أسامحكم جميعًا".

وحكمت عليه هيئة المحلفين بالسجن 26 عامًا على ما قال ناطق باسم المحكمة العسكرية. لكن بموجب اتفاق أبرم سابقًا مع القاضي عندما اعترف بالتهم الموجهة إليه، يمكن الإفراج عنه اعتبارًا من العام المقبل.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close