يصعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدافه لجميع مظاهر الحياة الأساسية ومقوماتها في قطاع غزة، لجعله مكانًا غير مؤهل للحياة.
فالاحتلال يكثّف من غاراته وهجماته التي تستهدف مختلف القطاعات، وعلى رأسها الطبية والتعليمية والخدمية.
"عمليات ممنهجة"
وهذا الاستهداف ليس عبثًا بل عمليات ممنهجة لقتل كل سبل الحياة في القطاع، إذ تعد مجازر الطحين شاهدة على ذلك.
فقد ذهبت جهود ترميم مستشفى أصدقاء المريض بعد تدميره واستهدافه في فبراير/ شباط الماضي هباء.
فأصدقاء المريض كان على لائحة الاستهداف الإسرائيلي كغيره من مقومات الحياة في القطاع.
وعلى الرغم من ذلك، لم تتوقف السواعد الفلسطينية عن الإصلاح والترميم، فبعد قصف الاحتلال واقتحامه وتخريب ممتلكات مجمع الشفاء الطبي، أعاد الغزيون افتتاح قسم الطوارئ فيه.
تحذير من شلل كامل في تقديم الخدمات
وضمن الحملة الإسرائيلية الممنهجة لإبادة البشر والحجر، لم تسلم دور التعليم كذلك. فقصْف الاحتلال طال مباني الجامعة الإسلامية بما فيها المكتبة المركزية في مدينة غزة.
وبالتزامن مع محاولات إصلاح خطوط الاتصالات، استُهدف المهندسون واستشهد عدد منهم في خانيونس، كما استهدف الاحتلال أقرانهم من مصلحة مياه بلديات الساحل خلال عمليات الترميم.
وفي تطور أخير، حذر المتحدث باسم الدفاع المدني بالقطاع من شلل كامل في تقديم الخدمات، والسبب استهداف إسرائيلي لمصنع بدائي لتعبئة الوقود غربي مدينة غزة.
وهذا الاستهداف بالإضافة إلى منع الاحتلال إدخال الوقود اللازم، ألقى بظلاله بالفعل على المخابز لتوقف هذه الأخيرة العمل بمحافظتَي غزة والشمال.
هكذا، فإن انتهاكات الاحتلال بحق الفلسطينيين وسبل عيشهم وإحباط مساعيهم في إحيائها لا تنتهي، تمامًا كما لا تنتهي مناشدات الغزيين واستجداؤهم لوقف الحرب وكفّ العدوان على القطاع المستمر منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، والذي خلّف أكثر من 40 ألف شهيد فلسطيني.