أعاد الجيش الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، قواته إلى موقع عسكري شمال الضفة الغربية المحتلة كان أخلاه في العام 2005، وذلك لنصب منظومة الدفاع الجوي "القبة الحديدية" وفق مشاهد جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ووصلت قوات كبيرة مزودة بمركبات مدرعة وناقلات جنود مجنزرة وآليات أخرى، فجرا إلى موقع ترسلة الواقع قرب بلدات جبع وصانور بمحافظة جنين، فيما انتشرت قوات كبيرة من الجيش في الموقع، قبل نصب منظومة الدفاع مع اشتداد القصف الصاروخي المتبادل مع إيران.
"ترسلة"
وموقع ترسلة أو "صانور"، هو عبارة عن معسكر قديم للجيش الأردني إبان حكمه للضفة الغربية (من العام 1948 إلى العام 1967)، ويضم مسجدًا، غير أن السلطات الإسرائيلية حولته لمعسكر قبل أن يتم الانسحاب منه عام 2005 ضمن قانون فك الارتباط.
وفي 30 مايو/ أيار زار وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس المكان، وأعلن عودة قواته إلى الموقع الذي أعلنت الحكومة تحويله إلى مستوطنة ضمن 22 مستوطنة في الضفة الغربية الشهر الماضي.
وفي حينه قالت حركة "السلام الآن" الإسرائيلية المعارضة للاستيطان إن "12 من المستوطنات التي أقرّها الكابينت (الحكومة) هي بؤر استيطانية ومزارع غير قانونية أُنشئت في السنوات الأخيرة، وسيتم الآن إضفاء الشرعية عليها كمستوطنات رسمية".
وأضافت الحركة: "9 منها مستوطنات جديدة كليًا فيما أن إحدى المستوطنات القائمة وهي نوفي برات تُعتبر رسميًا حيًّا لمستوطنة أخرى هي كفار أدوميم، وسيتم الآن الاعتراف بها كمستوطنة مستقلة".
ووفق الحركة فإن هناك 156 مستوطنة و224 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية ويستوطنها 736 ألف مستوطن.
هدم منازل في مخيم جنين
في غضون ذلك، نفذت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم، عمليات هدم في مخيم جنين، وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن جرافات الاحتلال بدأت بهدم منازل وسط المخيم، تحديدًا في حارة "السمران".
وأشارت "وفا" إلى أن عمليات الهدم تأتي ضمن خطة أعلن عنها الاحتلال الأسبوع الماضي تشمل هدم 95 منزلًا. تضاف إلى 66 بناية هدمت في مارس/ آذار الماضي.
وبحسب بلدية جنين فإن تنفيذ الاحتلال تهديداته بهدم 95 منزلاً جديدًا في المخيم، يعني هدم قرابة 33% من مخيم جنين، إذ هدم منذ بدء العدوان قبل خمسة أشهر قرابة 600 منزل في المخيم.
حملات الاعتقال في الضفة
إلى ذلك، واصلت إسرائيل حملات الاعتقال في الضفة الغربية، حيث اعتقلت قوات الاحتلال 30 فلسطينيًا منذ مساء الإثنين وحتى صباح اليوم.
أفاد بذلك بيان مشترك لنادي الأسير الفلسطيني، وهيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، في بيان مشترك.
وأوضح البيان أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي، تواصل التصعيد من عمليات الاعتقال والتحقيق الميداني في الضّفة بوتيرة متصاعدة نسبيًا، مقارنة مع الأيام التي سبقت بدء الحرب بين إيران والاحتلال"
وذكر البيان أن الجيش الإسرائيلي اعتقل 30 فلسطينيًا في الضفة بينهم أطفال وأسرى سابقين، دون أن يوضح أماكن تنفيذ الاعتقالات.
وأشار إلى أن عمليات الاعتقال والتّحقيق الميداني استهدفت العديد من المواطنين، "بذريعة وجود مواد مصورة على هواتفهم للحظات وصول الصواريخ (الإيرانية)، أو أية مواد أخرى يصنفها في إطار (التحريض)، على مواقع التواصل الاجتماعي".
وأوضح أن من أبرز هذه الممارسات "التحقيق الميداني الذي طال المئات وشملت عائلات بأكملها، إضافة إلى اعتقال المواطنين رهائن، وتحويل المنازل إلى ثكنات عسكرية بعد إجبار أصحابها على الخروج منها، والنزوح إلى مناطق أخرى، هذا عدا عن عمليات التدمير المتعمدة للبنى التحتية، إلى جانب عمليات الإعدام الميداني، وعمليات الاغتيال".
وبالتوازي مع الإبادة الجماعية في غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 978 فلسطينيًا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال ما يزيد على 17 ألفًا و500، وفق معطيات فلسطينية.