الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

عملية تفتيش غير مسبوقة.. مداهمة مقر إقامة دونالد ترمب في فلوريدا

عملية تفتيش غير مسبوقة.. مداهمة مقر إقامة دونالد ترمب في فلوريدا

Changed

تقرير حول مداهمة مقر إقامة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في فلوريدا (الصورة: غيتي)
داهمت قوى مكتب التحقيقات الفدرالي مقر إقامة الرئيس السابق ترمب فيما يبدو أنها عملية بحث عن ملفات سرية نقلها الرئيس الأميركي السابق من البيت الأبيض.

يعود الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب مجدّدًا لإثارة الجدل بإعلانه اقتحام عناصر مكتب التحقيقات الفدرالي FBI مقر إقامته في منتجع "مار إيه لاغو" بفلوريدا، واصفًا الأمر بأنّه "سوء تصرف للادعاء العام".

ولم يعط ترمب أي إشارة عن سبب مداهمة منزله، الأمر الذي يزيد من الضغوط القضائية التي يتعرض لها، فيما رفض مكتب الـ"أف بي آي" أي تأكيد حول حصول عملية التفتيش أو الغاية منها. 

ويبدو أنّ المداهمة تأتي ضمن التحقيقات التي يقوم بها القضاء الأميركي بشأن استحواذ الرئيس السابق على وثائق "سرية للغاية"، لكنّ ترمب وصفها بـ"غير الضرورية" لأنه كان "متعاونًا" مع التحقيقات كما قال.

وتأتي المداهمة أيضًا بعد أيام قليلة من ظهور الرئيس السابق في العاصمة واشنطن، هو الأول منذ أحداث مجلس النواب، ألقى خلاله خطابًا كرّر ضمنه عدم قبوله بخسارته للانتخابات.

"منزلي الجميل يخضع للحصار"

وفي بيان نشره على منصة التواصل الاجتماعي "تورث"، قال ترمب مالك المنصة: "إنها أوقات عصيبة تمر بها أمتنا، حيث يخضع منزلي الجميل في مار إيه لاغو، في بالم بيتش بولاية فلوريدا حاليًا للحصار، والمداهمة والاحتلال من قبل مجموعة كبيرة من رجال مكتب التحقيقات الفدرالي".

وأظهرت صور جوية لمنتجع "مار إيه لاغو"  بالفعل وجود سيارات شرطة أمام مقر الرئيس السابق للولايات المتحدة، الذي أكدت صحيفة  "نيويورك تايمز" أنه لم يكن موجودًا خلال المداهمة. كما أظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل، تجمعًا لأنصار الرئيس السابق الذي أبدوا تضامنهم معه أمام سيارات الشرطة حول المقر. 

ووصف ترمب ما حصل في بيانه بـ"أنه سوء سلوك من جانب الادعاء العام، واستخدام لنظام العدالة سلاحًا، وهجوم يشنه الديمقراطيون من اليسار المتطرف الذين يحاولون بشكل يائس أن لا أترشح للرئاسة في عام 2024"، مشيرًا الى "أنهم حتى اقتحموا خزنتي".

"سجلات سرية" في حوزة ترمب؟

لكن نجل ترمب، إريك، كشف بأن ما حصل جاء في إطار تحقيق حول نقل ترامب سجلات رئاسية رسمية من البيت الأبيض إلى منتجعه في فلوريدا.

وقال إريك ترمب لشبكة فوكس نيوز: إن التفتيش يتعلق بصناديق وثائق أحضرها والده معه من البيت الأبيض، وإن الرئيس السابق يتعاون مع السجلات الوطنية في هذا الشأن منذ شهور.

 وأكد مصدر مطلع لوكالة رويترز أن المداهمة مرتبطة فيما يبدو بنقل ترمب "سجلات سرية" من البيت الأبيض، فيما نقلت وسائل وسائل إعلام أميركية عدة عن مصادر قريبة من الملف، قولها: إن عملية التفتيش تمت بإذن من المحكمة، وهي متعلقة بسوء تعامل محتمل مع مستندات سرية تم نقلها. 

وعملية التفتيش غير المسبوقة لمنزل رئيس سابق من شأنها أن تمثل تصعيدًا كبيرًا في التحقيق الخاص بالسجلات، وهو أحد التحقيقات العديدة التي يواجهها ترمب بشأن فترة وجوده في المنصب، وبشأن أعماله التجارية الخاصة.

دونالد ترمب
أفراد من مكتب التحقيق الفدرالي أمام مقر ترمب - غيتي

رحلة "الملفات السرية"

وفي فبراير/ شباط الماضي، كانت هيئة المحفوظات الوطنية الأميركية قد كشفت أنها استردت 15 صندوقًا من الوثائق من مقر ترمب في فلوريدا تضمنت بحسب ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" مستندات سرية للغاية حملها ترمب معه عند مغادرته واشنطن بعد خسارته الانتخابات.

وقال مصدر مطلع لوكالة رويترز نفسها في أبريل/ نيسان: إن وزارة العدل بدأت تحقيقًا ما زال في مرحلة مبكرة في نقل ترمب سجلات رئاسية إلى منزله في فلوريدا.

وكان من المفترض أن يسلم ترمب في نهاية ولايته الوثائق والتذكارات التي بحوزته، ولكنه بدلًا من ذلك نقلها إلى مقره في منتجع "مار إيه لاغو". وتضمنت الوثائق أيضًا مراسلات خاصة بالرئيس الأسبق باراك أوباما.

وأعلنت لجنة الرقابة في مجلس النواب الأميركي في ذلك الوقت أنها ستوسع نطاق التحقيق في تصرفات ترمب وطلبت من إدارة المحفوظات تسليم معلومات إضافية، فيما أكد الأخير في وقت سابق أنه وافق على إعادة بعض السجلات إلى إدارة المحفوظات، واصفًا إياها بأنها "عملية عادية وروتينية".

وأثار استرداد الصناديق تساؤلات حول التزام ترمب بقوانين السجلات الرئاسية التي تم وضعها بعد فضيحة "ووترغيت" في السبعينيات وتتطلب من الرؤساء الاحتفاظ بالسجلات المتعلقة بعملهم.

ووفقًا لكتاب يصدر قريبًا لماغي هابرمان مراسلة صحيفة "نيويورك تايمز"، كان موظفو البيت الأبيض يكتشفون بانتظام أكوامًا من الورق تسد المراحيض، ما دفعهم للاعتقاد بأن ترمب كان يحاول التخلص من وثائق معينة.

الخناق يشتد

ويقضي ترمب، الذي اتخذ من ناديه في بالم بيتش منزلًا منذ مغادرته البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني 2021، الصيف في العموم في نادي الغولف الخاص به في بيدمينستر بولاية نيوجيرزي، لأن مارالاغو تغلق أبوابها عادة في مايو/ أيار بسبب فصل الصيف.

وتأتي تلك المداهمة المثيرة، في حين تستمر لجنة نيابية في واشنطن بعقد جلسات استماع في الكونغرس حول اقتحام أنصار ترمب لمبنى الكابيتول في 6 يناير/ كانون الثاني في إطار تحقيق تجريه بشأن محاولة قلب نتيجة الانتخابات الرئاسية، الأمر الذي تحقق وزارة العدل أيضًا به. 

وبينما رفض المدعي العام ميريك غارلاند التعليق على تكهنات بإمكان توجيه اتهامات جنائية لترمب، أكد أنّه "لا يوجد شخص فوق القانون"، مبديًا عزمه على "محاسبة كل شخص مسؤول جنائيًا عن محاولة قلب نتيجة انتخابات شرعية".

ويواجه ترمب كذلك، تحقيقًا في محاولات لتغيير نتائج الانتخابات الرئاسية في ولاية جورجيا، في حين يتم التحقيق بممارساته التجارية في نيويورك في قضايا منفصلة، واحدة مدنية والأخرى جنائية.

ولم يعلن ترمب بعد ترشحه رسميًا لانتخابات عام 2024 الرئاسية، على الرغم من أنه ألمح لذلك بقوة خلال الأشهر القليلة الماضية.

ومع تراجع نسبة التأييد للرئيس جو بايدن الى أقل من 40% وتوقع فقدان الديمقراطيين لهيمنتهم في مجلس النواب بعد الانتخابات النصفية، يتفاءل ترمب بإمكان ركوب الموجة الجمهورية للوصول إلى البيت الأبيض مجددًا عام 2024.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close