عملية خاصّة تنتهي بالفشل في خانيونس.. ألوية الناصر تنعى أحد أبرز قادتها
أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية، اليوم الإثنين، استشهاد أحد أبرز قادتها أحمد كامل سرحان ومسؤول العمل الخاص في "اشتباك بطولي" مع قوات خاصة إسرائيلية تسلّلت إلى مدينة خانيونس في محاولة لاعتقاله، مؤكدة أنّ الاحتلال فشل في العملية الخاصّة لاعتقال سرحان.
وأكدت الألوية أنّ اغتيال قادة المقاومة "لن يزيدنا إلا إصرارًا وصلابةً على مواصلة طريق الجهاد والمقاومة حتى زوال ودحر الكيان الصهيوني الغاصب".
"سنسيطر على كامل غزة"
في المقابل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الإثنين، أنّ إسرائيل سوف "تُسيطر على كامل مساحة" غزة، مع توسيع قواتها غاراتها الجوية وعملياتها البرية في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقال نتنياهو في شريط مصوّر عبر قناته على تلغرام: "القتال شديد ونحن نُحقّق تقدّمًا. سوف نُسيطر على كامل مساحة القطاع"، مضيفًا: "لن نستسلم. غير أنّ النجاح يقتضي أن نتحرك بأسلوب لا يمكن التصدي له".
بدوره، أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أن 5 فرق في جيش الاحتلال تعمل في غزة منذ أمس الأحد، و"بقوة لم نر لها مثيلًا منذ بدء الحرب"، مضيفًا أنّ الاحتلال "يُدمّر كل ما تبقى من غزة، وجيشنا لن يبقي حجرًا على حجر فيها"، حسب قوله.
فشل العملية الخاصّة الإسرائيلية
وجاءت تصريحات نتنياهو في وقت تتوالى فيه المعلومات بشأن طبيعة العملية الإسرائيلية التي نفّذتها قوة خاصّة في مدينة خانيونس، وأدت إلى اغتيال سرحان واختطاف زوجته ونجله.
وقال مراسل "التلفزيون العربي" من مدينة غزة إسلام بدر، إنّ خانيونس تشهد هدوءًا حذرًا بعد سلسلة غارات جوية عنيفة شنّها الطيران الحربي الإسرائيلي لتغطية تحرّكات القوة الخاصة التي تسلّلت صباح اليوم الإثنين إلى منطقة الكتيبة وسط خانيونس.
وأضاف مراسلنا أنّ ألوية الناصر صلاح الدين أشارت إلى اشتباك مسلّح مع القوة الإسرائيلية الخاصّة، حيث "فشلت القوة في اعتقال القيادي قبل اغتياله".
وأوضح أنّ العملية "تم اكتشافها ولم تُنفّذ كاملة بحسب المخطط الإسرائيلي"، مشيرًا إلى أنّ حصيلة الشهداء منذ الليلة الماضية حتى صباح اليوم بلغت 23 شهيدًا.
سيارة مدنية وأزياء نسائية
واستخدمت القوة الإسرائيلية الخاصّة خلال العملية: سيارة مدنية تحمل لوحات محلية، وملابس نسائية لإخفاء الهوية، ومعدات مدنية لإخفاء الأسلحة، وغطاء جوي لإثارة البلبلة في المنطقة.
وروى شهود عيان لوكالة "صفا"، أنّ "باصًا أبيض اللون وصل إلى شارع مارس في حي المحطة، وكان يبدو وكأنه يُقلّ نازحات مع أمتعتهنّ. ونزل تسعة أشخاص بلباس نسائي منه بعضهم مكشوف الوجه، وآخرين تستّروا بالنقاب".
وأوضح الشهود أنّ هؤلاء الأشخاص دخلوا إلى منزل لعائلة سرحان مدمّر جزئيًا جراء قصف إسرائيلي سابق، قبل أن يُسمع صوت إطلاق نار في المكان، وتنسحب القوة الإسرائيلية مسرعة من المنطقة، تحت غطاء جوي كثيف وعشرات الغارات.
وتركت القوة الخاصّة الإسرائيلية قبل انسحابها من منطقة الكتيبة، صندوقًا فارغًا ومموّهًا يظهر من الخارج على شكل أمتعة نازحين.
وقبل انسحاب القوة الخاصة وبعدها، نفّذ جيش الاحتلال هجومًا جويًا مكثفًا بأحزمة نارية، واستهدف أي جسم متحرّك في المنطقة من دون سابق إنذار.
وهذه ليست العملية الخاصّة الأولى التي يُنفّذها جيش الاحتلال بتسلّل قواته إلى القطاع منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إذ نفّذ سابقًا عدة عمليات أبرزها بمخيم النصيرات في 8 يونيو/ حزيران 2024 لتحرير 4 أسرى إسرائيليين، وسبقها هجوم جوي ومدفعي عنيف أسفر عن استشهاد 274 فلسطينيًا، بينهم 64 طفلًا و57 امرأة.
عملية "عربات جدعون"
وجاء تسلل هذه القوة غداة إعلان جيش الاحتلال تكثيف حرب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، عبر بدء عملية عسكرية برية باسم "عربات جدعون"، في مناطق عدة شمال قطاع غزة وجنوبه.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر إكس، إنّ قوات الجيش "على مدار الساعات الـ24 الماضية، بدأت عملية برية واسعة في أنحاء شمال وجنوب قطاع غزة، ضمن افتتاح عملية عربات جدعون".
ومطلع مايو/ أيار الحالي، أقرّ المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت"، خطة عملية "عربات جدعون"، وشرعت الحكومة لاحقًا في الإعداد لها عبر استدعاء عشرات آلاف جنود الاحتياط.
ويحمل اسم العملية دلالات دينية وتاريخية وعسكرية، إذ سمّت إسرائيل إحدى عملياتها الدموية في "نكبة 1948" باسم "جدعون"، وهدفت إلى احتلال منطقة بيسان وتهجير الفلسطينيين منها.
وإطلاق اسم "عربات جدعون" على توسيع الإبادة في غزة، يُشير إلى نهج الاحتلال المزمع تنفيذه في القطاع.
ووفقًا لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية، من المرجح أن تستمر هذه العملية لأشهر، وتتضمّن "الإخلاء الشامل لسكان غزة بالكامل من مناطق القتال بما في ذلك شمال غزة، إلى مناطق في جنوب القطاع"، وسيبقى الجيش في أي منطقة يحتلها".