عملية "ردع العدوان".. كيف أسقطت المعارضة نظام بشار الأسد في 11 يومًا؟
بعد السقوط المفاجئ لحكم بشار الأسد في سوريا، حققت المعارضة أهدافها بعد قرابة 14 عامًا في لحظة حاسمة.
وفي وقت سابق فجر الأحد، دخلت فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق، وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع.
وليل 7-8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، وبعد 11 يومًا على بدء عملية "ردع العدوان"، أعلنت فصائل المعارضة دخول قواتها إلى دمشق وهروب بشار الأسد، رئيس النظام السوري، بعد 24 عامًا أمضاها في الحكم.
فبعدما بدأت قوات المعارضة في ساعات الليل الأخيرة عمليات خلف الخطوط داخل أحياء حمص، بدأت بالدفع بتعزيز قواتها الموجودة شمالًا باتجاه المدينة، لتتمكن خلال ساعات من إحكام السيطرة عليها في ظل انسحاب قوات النظام منها ولتفرض السيطرة على مواقع النظام.
وكان المشهد الأبرز هو تحرير آلاف المعتقلين من سجن حمص المركزي، إضافة إلى الاحتفالات عند مسجد خالد بن الوليد في وسط المدينة.
التسلسل الزمني لسقوط نظام بشار الأسدوبعد ذلك سريعًا، واصلت المعارضة تقدمها نحو الجنوب حتى تمكنت من السيطرة على القصير عند الحدود مع لبنان، وعزلت بذلك المحافظات الساحلية عن بقية مناطق البلاد.
وحتى ذلك الوقت، كانت قوات جيش سوريا الحرة المدعومة أميركيًا المتقدمة من الشرق قد وصلت إلى منطقة عدرا، ببعد يتراوح نحو 10 كيلومترات عن الحدود الإدارية للعاصمة دمشق.
ومن هنا تمكنت هذه القوات من التقدم باتجاه سجن صيدنايا، وقامت بتحرير آلاف السجناء.
كذلك كانت قوات المعارضة الموجودة جنوبًا قد وصلت حتى منطقة داريا، حيث كانت تبعد عن مركز العاصمة مسافة تقدر بنحو 7 كيلومترات.
وأعلنت إدارة العمليات العسكرية بدء مجموعات تابعة لها -"خلايا نائمة"- بخوض اشتباكات مفاجئة مع عناصر وقوات النظام في مواقع مختلفة من العاصمة.
وقد جاء ذلك مع دخول القوات التي كانت تفرض هذا الحصار، إن كان من الشمال أو من الجنوب، لتتمكن المعارضة من بسط سيطرتها سريعًا على كل أنحاء العاصمة السورية، خاصة مع إعلان قيادة العمليات العسكرية أن رؤساء أفرع المخابرات السورية ينسقون معهم لإتمام ترتيبات السيطرة على العاصمة.
وفرضت المعارضة السورية السيطرة على العديد من المواقع المهمة، أبرزها ساحة الأمويين المهمة التي تطل على عدد من المراكز والمقار الحكومية، وتشكل عقدة طرقية لوصل مناطق العاصمة ببعضها البعض.
وكذلك سيطرت على مقار مهمة مثل قيادة الأركان ومقر المخابرات والقصر الرئاسي، إضافة إلى مقر التلفزيون.
وبعد أن سيطرت على هذا الأخير، بثّت المعارضة خبر انتصار الثورة السورية، وأعلنت سقوط النظام.
وقد شهدت مدن وبلدات الساحل خروج آلاف المتظاهرين احتفاء بسقوط النظام، بينما يجري الآن الترتيب بين ما تبقى من عناصر النظام وإدارة العمليات العسكرية بشأن تسليم واستلام المحافظات.