تداولت حسابات وصفحات على موقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا صورة، ادعى ناشروها أنها توثق نقل تركيا دبابات ومدفعية وعربات عسكرية إلى سوريا لدعم فصائل المعارضة السورية، في عمليتها الجارية ضد قوات النظام السوري في حلب.
والأربعاء، أطلقت فصائل المعارضة السورية، عملية عسكرية تحت اسم "ردع العدوان" تمكنت خلالها من السيطرة على قرى هامة، إضافة إلى "الفوج 46"، وهو من أكبر القطع العسكرية في ريف حلب الغربي، وكان تحت سيطرة المعارضة حتى فبراير/ شباط 2020.
ومنذ فجر الأربعاء، تمكنت فصائل المعارضة، من السيطرة على قرابة 70 بلدة ونقطة عسكرية للنظام في ريفي حلب وإدلب.
صورة "ليست لدبابة أرسلتها تركيا إلى سوريا"
بدوره، بحث موقع "مسبار" عن أصل الصورة، ليتبين أن الادعاء مضلل، إذ إن الصورة من عام 2018، ولا توثق نقل تركيا مركبات عسكرية إلى سوريا بالتزامن مع العملية العسكرية الجارية لفصائل المعارضة ضد قوات النظام السوري في حلب.
وحسب الموقع المتخصص بالكشف عن الأخبار المضللة، فإن الصورة تعود إلى يناير/ كانون الثاني عام 2018، وهي لقافلة تحمل دبابات تابعة للجيش التركي وصلت إلى مدينة هاتاي لتعزيز القوات التركية على الحدود السورية، ضمن إجراءات أمنية اتخذت آنذاك.
وأعقب تلك التعزيزات إطلاق القوات المسلحة التركية نيران المدفعية على مواقع لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في منطقة عفرين بالقرب من منطقة هاتاي، خلال اشتباكات دارت هناك، حسب موقع "مسبار".
وجاء تداول الصورة بعد إعلان إدارة العمليات العسكرية التابعة لفصائل المعارضة السورية، التي تسيطر على أجزاء من شمال سوريا، السيطرة على حوالي عدد من القرى في ريف حلب الغربي وعلى قرى أخرى شرق مدينة إدلب، وذلك منذ بدئها عمليتها "ردع العدوان" ضد قوات النظام السوري.
وردت قوات النظام على هجوم الفصائل بهجمات على المدنيين، إذ شنت طائرات النظام بمساعدة طائرات روسية غارات جوية على أحياء سكنية في مدن وبلدات عدة في ريفي حلب وإدلب مخلفة عددًا من الضحايا، حسب موقع "مسبار".
"عملية ردع العدوان"
وقالت إدارة العمليات العسكرية: إن "عدد قتلى قوات النظام على جبهتي حلب وإدلب خلال الاشتباكات بلغ أكثر من 200 عنصرًا، بالإضافة إلى مئات الجرحى".
وأوضحت فصائل المعارضة في بيان إطلاق "عملية ردع العدوان"، أن هذه العملية العسكرية تهدف إلى “كسر مخططات العدو عبر توجيه ضربة استباقية مدروسة لمواقع ميليشياته".
وقال الناطق باسم الغرفة، حسن عبد الغني، إن الحشود العسكرية للنظام "تهدد أمن المناطق المحررة"، وأن واجب الفصائل الدفاع عن المدنيين في وجه هذا الخطر الوشيك الذي يستهدف وجودهم وأمانهم.
وأكد أن الدفاع عن المدنيين في المناطق المحررة ليس خيارًا بل واجبًا، وأن هدفهم الثابت الذي لن يدخروا جهدًا في سبيل تحقيقه هو إعادة المهجرين إلى ديارهم.