تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي حديثًا مقطع فيديو ادعى أصحابه أنه يُظهر عناصر من قوات الحكومة السورية وهم يشعلون حرائق في جبال الساحل السوري.
لكن بعد التحقق من الادّعاء عبر موقع "مسبار"، المتخصص في كشف الأخبار الزائفة، وجد أنه مضلل. وتبين أن مقطع الفيديو قديم ولا يظهر عناصر من قوات الحكومة السورية يشعلون حرائق جبال الساحل السوري.
ونُشر مقطع الفيديو في يوليو/ تموز 2019، في قناة على منصة "يوتيوب" تابعة لشركة أميركية تُدعى Throwflame، والمتخصصة في بيع قاذفات اللهب المستخدمة في السيطرة على الحرائق الكبرى.
"هواجس أمنية وتنظيمية"
ويعمل الجهاز عبر خزان صغير يحمل على طائرات "الدرون"، مخصص لتخزين وقود قابل للاشتعال، يُضخ ويُشعل بواسطة نظام كهربائي مدمج.
ووفق الشركة المصنعة، فإن الغرض من هذا الابتكار لا يقتصر على الطابع الاستعراضي، بل يمتد إلى استخدامات عملية مثل حرق الأعشاب الضارة تحت خطوط الكهرباء، وإزالة الجليد أو الثلوج المتراكمة في الأماكن الصعبة، والتخلص من أعشاش الحشرات الخطرة كالدبابير.
وقد رُوّج للجهاز باعتباره أداة مخصصة للأغراض المدنية، لكن انتشاره أثار نقاشًا واسعًا حول مخاطره وإمكانية إساءة استخدامه، خصوصًا أن تحويل الطائرات المسيرة إلى منصات تحمل قاذف لهب يثير هواجس أمنية وتنظيمية.
وجاء تداول الادعاء بالتزامن مع استمرار حرائق الغابات في جبال الساحل السوري، خلال الأسابيع الأخيرة، حيث التهمت مساحات واسعة وسط ظروف ميدانية صعبة، تمثلت بتضاريس جبلية وعرة، وضيق الطرق المؤدية إلى مناطق الحريق.
هذا، وأعلن وزير الطوارئ السوري رائد الصالح، يوم 17 أغسطس/ آب الجاري السيطرة على حرائق الغابات في ريفي اللاذقية وحماة الغربي.
وقال الصالح في منشور له على منصة "إكس"، إن حرائق الغابات والأحراج في ريف اللاذقية أُخمدت وبُرّدت بالكامل، مع إبقاء المنطقة تحت المراقبة الدقيقة لضمان عدم تجدد النيران.