منذ آلاف السنين، كان اللبن أو الزبادي من المواد الغذائية الأكثر استهلاكًا لدى البشر. ويُعتبر اللبن على غرار التمر، من العناصر الأساسية في شهر رمضان المبارك، أسوة بالرسول محمد (ص).
واللبن غني بالمواد المغذية، وقد يُعزّز صحتك عند تناوله بانتظام. وقد يساعد أيضًا في تقليل مخاطر الإصابة ببعض الأمراض، على غرار التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب وهشاشة العظام، فضلًا عن المساعدة في إدارة الوزن، ويُفيد صحة الجهاز الهضمي.
ومع ذلك، يجب التأكد من اختيار اللبن المناسب لك. وللحصول على أقصى قدر من الفوائد الصحية، اختر الأصناف العادية وغير المحلاة التي تحتوي على البروبيوتيك.
ما هي فوائد اللبن؟
رصد موقع "هيلث لاين" ست فوائد صحية مبنية على أساس علمي للبن الطبيعي، ومنها:
1- غنيّ بالعناصر الغذائية المهمة
يحتوي اللبن على بعض العناصر الغذائية التي يحتاجها جسم الإنسان تقريبًا. إنّه غني بشكل خاص بالكالسيوم وفيتامينات ب والمعادن النزرة (Trace element).
وأظهرت الدراسات أنّ اللبن يحتوي على الكثير من الكالسيوم، وهو معدن ضروري لصحة الأسنان والعظام. ويُوفّر كوب واحد فقط 49% من احتياجاتك اليومية من الكالسيوم.
كما يحتوي اللبن على نسبة عالية من فيتامينات ب، وخاصّة فيتامين ب 12 والريبوفلافين، وكلاهما قد يحمي من أمراض القلب وبعض العيوب الخلقية في الأنبوب العصبي.
ووفقًا لاحدى الدراسات، يُوفّر كوب واحد من اللبن 28% من الفوسفور اليومي، و10% من المغنيسيوم، و12% من البوتاسيوم. وهذه المعادن ضرورية للعديد من العمليات البيولوجية، مثل تنظيم ضغط الدم، والتمثيل الغذائي، وصحة العظام.
وأحد العناصر الغذائية التي لا يحتوي عليها اللبن بشكل طبيعي هو فيتامين د، ولكنّه عادة ما يكون مدعمًا به. ويُعزّز فيتامين د صحة العظام والجهاز المناعي، وقد يُقلّل من خطر الإصابة ببعض الأمراض، بما في ذلك أمراض القلب والاكتئاب.
2- غنيّ بالبروتين
يوفّر اللبن كمية رائعة من البروتين، أي حوالي 12 غرامًا لكل 227 غرامًا، وفقًا لموقع "urmc.rochester.edu".
ويدعم البروتين عملية التمثيل الغذائي عن طريق زيادة إنفاق الطاقة، أو عدد السعرات الحرارية التي تحرقها على مدار اليوم.
كما أنّ الحصول على ما يكفي من البروتين مهم لتنظيم الشهية، لأنّه يزيد من إنتاج الهرمونات التي تُشير إلى الشبع. وقد يُساعد في تقليل عدد السعرات الحرارية التي تستهلكها بشكل عام، وهو أمر مفيد لإدارة الوزن، إذ يُساعد على الشبع.
ويُعتبر اللبن اليوناني من أفضل الأنواع المساعدة للشبع، إذ يحتوي على نسبة أعلى من البروتين مقارنة بالزبادي العادي، حيث يوفّر 20 غرامًا من البروتين لكل 200 غرام.
ويُمكن أن يؤثّر اللبن اليوناني على التحكّم في الشهية، وتأخير الشعور بالجوع أكثر من منتجات الألبان الأخرى مثل الحليب كامل الدسم أو منزوع الدسم.
3- مُفيد لصحة الجهاز الهضمي
تحتوي بعض أنواع اللبن على بكتيريا حية أو بروبيوتيك، والتي تُفيد صحة الجهاز الهضمي عند تناولها.
وأثبتت الدراسات أنّ بعض أنواع البروبيوتيك الموجودة في الزبادي، مثل "Bifidobacteria" و"Lactobacillus"، تُقلّل من الأعراض غير المريحة لمتلازمة القولون العصبي (IBS)، وهو اضطراب شائع يؤثر على القولون العصبي.
ووجدت أبحاث أنّ الزبادي الذي يحتوي على بكتيريا "Bifidobacteria"، يُحسّن أعراض الجهاز الهضمي ونوعية الحياة المُرتبطة بالصحة بين النساء اللواتي عانين من أعراض هضمية طفيفة.
علاوة على ذلك، وجدت العديد من الدراسات أنّ البروبيوتيك قد يحمي من الإسهال والإمساك المرتبطين بالمضادات الحيوية.
4- يُقوّي مناعة الجسم
إنّ تناول اللبن خاصة إذا كان يحتوي على البروبيوتيك، بانتظام قد يقوي جهاز المناعة ويُقلّل من احتمالية الإصابة بالعوامل المُسبّبة للأمراض.
ومن المعروف أنّ البروبيوتيك قد يُقلّل الالتهاب المُرتبط بالعديد من الحالات الصحية التي تتراوح من الالتهابات الفيروسية إلى اضطرابات الأمعاء.
وأظهرت أبحاث أنّه في بعض الحالات، قد يُساعد البروبيوتيك في تقليل حدوث نزلات البرد ومدتها وشدتها.
علاوة على ذلك، فإن خصائص اللبن المُعزّزة للمناعة ترجع جزئيًا إلى احتوائه على المغنيسيوم والسيلينيوم والزنك، وهي معادن نادرة معروفة بالدور الذي تلعبه في صحة الجهاز المناعي.

كما أنّ اللبن المُدعّم بفيتامين د قد يُعزّز صحة المناعة بشكل أكبر، نظرًا لقدرته على الوقاية من أمراض مثل نزلات البرد والأنفلونزا.
5- يُفيد صحة القلب
يحتوي اللبن في الغالب على دهون مشبعة، مع كمية صغيرة من الأحماض الدهنية الأحادية غير المُشبّعة.
أظهرت بعض الأبحاث أنّ تناول الدهون المُشبّعة من منتجات الحليب كامل الدسم يزيد من نسبة الكوليسترول الجيد (HDL)، ما قد يحمي صحة القلب. وقد وجدت دراسات أخرى أنّ تناول اللبن يُقلّل من إجمالي حالات الإصابة بأمراض القلب.
علاوة على ذلك، يُمكن أن تُساعد منتجات الألبان في تقليل ارتفاع ضغط الدم، وهو عامل خطر رئيسي للإصابة بأمراض القلب. ويبدو أنّ التأثيرات تكون أكثر وضوحًا لدى أولئك الذين تم تشخيص إصابتهم بالفعل بضغط الدم المرتفع.
6- يُعزّز إدارة الوزن
يحتوي اللبن اليوناني على وجه الخصوص، على العديد من الخصائص التي قد تُساعد في إدارة الوزن.
يحتوي اللبن على نسبة عالية من البروتين الذي يعمل جنبًا إلى جنب مع الكالسيوم لزيادة مستويات الهرمونات التي تُقلّل الشهية مثل الـ"ببتيد YY" و"GLP-1".
علاوة على ذلك، وجدت العديد من الدراسات أنّ استهلاك اللبن يرتبط بانخفاض وزن الجسم ونسبة الدهون في الجسم ومحيط الخصر.
وأظهرت إحدى الدراسات أنّ تناول منتجات الألبان كاملة الدسم قد يُقلّل من الإصابة بالسمنة، وهو ما يتعارض مع ما كان يُعتقد سابقًا عن العلاقة بين منتجات الألبان كاملة الدسم وزيادة الوزن.
ووجدت دراسات أخرى أنّ الأشخاص الذين يتناولون اللبن يميلون إلى تناول الطعام بشكل أفضل من الذين لا يفعلون ذلك. ويرجع ذلك جزئيًا إلى محتواه العالي من العناصر الغذائية مقارنة بمحتواه المنخفض من السعرات الحرارية بشكل معقول.
هل اللبن مفيد للجميع؟
يحتاج بعض الأشخاص إلى توخّي الحذر عند تناول اللبن، لأنّه قد يُسبّب آثارًا ضارة، خاصّة عند الأشخاص الذين يُعانون من عدم تحمّل اللاكتوز أو حساسية الحليب.
-
عدم تحمّل اللاكتوز
يحدث عدم تحمّل اللاكتوز عندما يفتقر الجسم إلى اللاكتاز، وهو الإنزيم اللازم لتكسير اللاكتوز السكر الموجود في الحليب.
ويؤدي تناول منتجات الحليب إلى ظهور أعراض هضمية مختلفة، مثل آلام البطن والإسهال.
ومع ذلك، قد يكون بعض الأشخاص الذين يُعانون من عدم تحّمل اللاكتوز قادرين على تحمّله‘ إذ يتحلّل بعض اللاكتوز أثناء الإنتاج، وقد تُساعد البروبيوتيك في عملية الهضم.
إذا كنت تُعاني من عدم تحمّل اللاكتوز، فقد يكون الأمر مسألة تجربة وخطأ لتحديد ما إذا كان تناول الزبادي يناسبك.
-
حساسية الحليب
تحتوي منتجات الألبان على الكازين ومصل اللبن، وهي بروتينات يُعاني بعض الأشخاص من الحساسية تجاهها. وفي هذه الحالات، يُثير الحليب رد فعل يتراوح من الشرى والتورم إلى الحساسية المفرطة التي تُهدّد الحياة.
-
السكر المُضاف
يحتوي العديد من أنواع الزبادي على كميات عالية من السكر المضاف، خاصة تلك التي تحمل علامة قليلة الدسم. ويرتبط تناول السكر الزائد بالعديد من المشاكل الصحية، بما في ذلك مرض السكري والسمنة.
كيف يُمكن اختيار اللبن الأفضل لصحتك؟
تُعتبر الأصناف العادية غير المحلاة من اللبن خيارًا جيدًا لأنّها تحتوي على الحد الأدنى من المكوّنات دون أي سكر مضاف. ويمكن مزجها مع إضافات أخرى غنية بالعناصر الغذائية مثل المكسرات والبذور والفواكه.
قد تحتوي الأصناف كاملة الدسم من اللبن على سعرات حرارية أكثر من الأصناف قليلة الدسم، لكنّها غنية بالمواد المغذية ويمكن أن تكون أكثر إشباعًا للذوق والجوع.