كشف تقرير صادر عن هيئات إسرائيلية لمراقبة الاستيطان، أن المستوطنين استخدموا الرعي للسيطرة على 14% من أراضي الضفة الغربية المحتلة، من خلال إنشاء بؤر استيطانية للرعي في السنوات الأخيرة.
وفي تقرير، أفادت منظمتا "السلام" الآن و"كيرم نافوت" الإسرائيليتان غير الحكوميتين، بأن 70% من جميع الأراضي التي استولى عليها المستوطنون في السنوات الثلاث الماضية تم ذلك "تحت ستار أنشطة الرعي".
وبحسب التقرير، يستخدم المستوطنون في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 الرعي لإقامة وجود على الأراضي الزراعية التي يستخدمها الفلسطينيون، ويمنعونهم تدريجًا من الوصول إلى هذه المناطق.
المستوطنون يستخدمون الرعي للاستيلاء على أراضٍ بالضفة
وأضافت هيئات المراقبة أن المستوطنين يلجأون إلى المضايقة والترهيب والعنف لإجبار الفلسطينيين على الخروج، "بدعم من الحكومة والجيش الإسرائيليين".
وقالت أليغرا باتشيكو، مديرة اتحاد حماية الضفة الغربية الذي يضم مجموعة من المنظمات غير الحكومية الدولية: "تصعّب السلطات الإسرائيلية ظروف المعيشة بشكل كبير، لكن عنف المستوطنين هو السبب الرئيسي وراء هجرة الناس مؤخرًا - فليس لديهم ما يحمون به أنفسهم".
وأضافت في حديثها لوكالة فرانس برس: "يشعر الناس بقلق بالغ على عائلاتهم وسلامتهم"، ولا يجدون أي سبيل للنجاة عندما يبدأ المستوطنون باحتلال أراضيهم.
والجمعة، صرّح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" بأن "المستوطنين الإسرائيليين أصابوا 23 فلسطينيًا خلال أسبوع واحد، معظمهم في تجمعات بدوية ورعوية".
وفي الأسبوع نفسه، بين 11 و17 آذار/ مارس الجاري، "هُجّرت عائلتان فلسطينيتان، وتعرض منزلان على الأقل، و8 مركبات، و180 شجرة وشتلة مملوكة لفلسطينيين للتخريب" في حوادث شارك فيها مستوطنون.
وأضاف التقرير أنه منذ العام 2022، طُردت أكثر من 60 مجموعة رعاة فلسطينيين في جميع أنحاء الضفة الغربية باستخدام هذه الأساليب.
وتقع هذه الجماعات بشكل كبير في المنطقة "ج" بالضفة الغربية، والتي تخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة بموجب اتفاقيات أوسلو الموقعة في التسعينيات.
وفي الأشهر الأخيرة، اقترح عدد من السياسيين الإسرائيليين اليمينيين المتطرفين، بينهم أعضاء في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، استغلال العلاقة القريبة جدًا مع إدارة دونالد ترمب لضم جزء من الضفة الغربية أو كلها في العام 2025.
وذكر التقرير الجديد أن "التهجير الممنهج والعنيف للفلسطينيين من مئات الآلاف من الدونمات من الأراضي في السنوات الأخيرة، قد مهد الطريق بلا شك لتسهيل مثل هذه الطموحات".