الجمعة 29 مارس / مارس 2024

عودة المخاوف.. "دويتشه بنك" يثير حالة من القلق في الأسواق المالية

عودة المخاوف.. "دويتشه بنك" يثير حالة من القلق في الأسواق المالية

Changed

زاوية سابقة في "قضايا" تناقش تأثير انهيار بنك "سيليكون فالي" على الاقتصاد العالمي (الصورة: غيتي)
عدم اليقين المنتشر في الأسواق تسبّب في أن يخسر القطاع المصرفي في ثلاثة أسابيع كل المكاسب التي سجلها منذ بداية العام.

سيطر الخوف على الأسواق المالية الجمعة، ولا سيّما في أوروبا حيث استمر القطاع المصرفي في التراجع على الرغم من تصريحات السياسيين الذين حاولوا طمأنة المستثمرين بشأن استقرار النظام المالي.

وفي أوروبا، تراجعت البورصات بنسبة 1,74% في باريس، و1,66% في فرانكفورت و1,26% في لندن بعد تسجيل تحسّن في بداية الأسبوع بعد استحواذ مصرف "يو بي أس" UBS على بنك "كريدي سويس" Credit Suisse.

وعلّق مايكل هيوسون، المحلّل لدى CMC Markets على ما يحصل بقوله إنّ "عدم اليقين المنتشر في الأسواق تسبّب في أن يخسر القطاع المصرفي في غضون ثلاثة أسابيع كل المكاسب التي سجلها منذ بداية العام".

لكن لم يكن بوسع الخبير أن يحدّد "حافزًا واضحًا" لتفسير الحركة التنازلية خلال اليوم "بخلاف عدم اليقين بشأن احتمال زيادة أسعار الفائدة في المستقبل والتأثيرات التي قد تحدثها على الاستقرار المالي" وسائر قطاعات الاقتصاد.

"مخاوف من حالات إفلاس جديدة"

ويمكن لرفع أسعار الفائدة أن يؤدّي إلى معاقبة البنوك الأضعف ويثير مخاوف من حالات إفلاس جديدة بعد تلك التي شهدها بنك سيليكون فالي (SVB) في الولايات المتحدة، ثم بنكان أميركيان آخران هذا الشهر. وقال هيوسون: "يبدو أنّ هذه المخاوف وصلت إلى نقطة تحوّل قبل نهاية الأسبوع".

وتراجع القطاع المصرفي في مؤشر Stoxx Europe 600 الأوسع نطاقًا بنسبة 3,53% بعد زيادة حادة في تكلفة التأمين ضد مخاطر التخلّف عن السداد (CDS) والتي أثارت مخاوف بشأن مرونة البنوك الأوروبية، وفي مقدّمها دويتشه بنك.

وأغلق سهم البنك بصعوبة على خسارة بنسبة 8,53% مستقرًا عند 8,54 يورو، بعد أن خسر ما يصل إلى 13% خلال اليوم، في ثالث جلسة تراجعات على التوالي في بورصة فرانكفورت. وخسر منافسه كومرتس بنك 5,45% متراجعًا إلى 8,88 يورو.

كما أغلقت العديد من البنوك الأوروبية على انخفاض. ففي باريس، هبط سهم سوسيتيه جنرال 6,13%، وهو أكبر انخفاض في مؤشر CAC 40، وخسر بي إن بي باريبا 5,27%. وفي لندن، انخفض ستاندرد تشارترد بنسبة 6,42%، وباركليز (-4,21%) وناتويست (-3,58%).

وحصلت هذه التراجعات على الرّغم من تحرّك البنوك المركزية لتوفير السيولة، والجهود المبذولة لاستعادة الثقة في النظام المصرفي.

ولم تكن تصريحات كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، وإعادة تأكيدها على مرونة النظام المصرفي الذي قالت إنّه "يتمتع بمكانة صلبة من حيث رأس المال والسيولة"، ولا تلك الصادرة عن المستشار الألماني أولاف شولتس أو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قادرة على تهدئة النفوس.

"التفاف على العقوبات الغربية على روسيا"

وأكد الرئيس الفرنسي أنّ "منطقة اليورو هي المنطقة التي تتمتّع فيها البنوك بأكبر قدر من الصلابة"، بينما أكد المستشار الألماني أن "لا داعي للقلق" بالنسبة لدويتشه بنك. وفي زيوريخ، انخفض كريدي سويس بنسبة 5,19% ويو بي أس بنسبة 3,55%.

هذا في حين أوضحت وكالة بلومبرغ أنّ هذه البنوك هي من بين تلك التي يشتبه القضاء الأميركي في أنها ساعدت أثرياء روسًا على الالتفاف على العقوبات الغربية.

أمّا المؤشرات الأميركية فتحركت بهدوء مع اقتراب مؤشر داو جونز، ومؤشر S&P 500 الأوسع نطاقًا، من التوازن فيما تراجع مؤشر ناسداك بنسبة 0,38% في حوالي الساعة 17,00 ت غ.

وسجّلت المصارف تراجعًا في نيويورك ولكن بدرجة أقلّ تراوحت بين 0,19 و2,69%، قبل اجتماع وزيرة الخزانة جانيت يلين بالمنظمين الماليين الجمعة، بمن فيهم رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول.

وشكّل سوق السندات مرة أخرى ملاذًا للمستثمرين، وبلغ العائد على السندات الحكومية الأميركية لأجل 10 سنوات 3,37%، مقابل 3.42% في اليوم السابق للإغلاق. وكملاذ آمن آخر، ارتفع الدولار بنسبة 0,68% مقابل اليورو إلى 1,075 دولارًا لليورو الواحد.

كما شهدت أسعار النفط تراجعًا، وهو ما يشير غالبًا إلى أنّ المستثمرين يخشون حدوث ركود اقتصادي.

وخسر برميل خام برنت من بحر الشمال تسليم مايو/ أيار 1,37% متراجعًا إلى 74,88 دولارًا، بينما تراجع برميل خام غرب تكساس الوسيط للفترة نفسها بنسبة 1,10% مستقرًا عند 69,19 دولارًا.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close