حذّر المجلس الأعلى للدفاع في لبنان، اليوم الجمعة، حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من استخدام الأراضي اللبنانية في "أعمال تمس بالأمن القومي" للبلاد.
وجاء التحذير في وقت تشتد فيه الضغوط الأميركية على لبنان لنزع سلاح الجماعات المسلحة الذي لا يخضع لسيطرة الدولة، وذلك بعد الحرب التي اندلعت العام الماضي بين إسرائيل ولبنان.
وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 شنت إسرائيل عدوانًا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف شهيد، ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
لبنان يحذر حماس من تنفيذ أعمال تمس بسيادته
وجاء في بيان لمجلس الدفاع الأعلى عقب اجتماع ترأسه رئيس الجمهورية جوزيف عون وشارك فيه وزراء الدفاع والمالية والاقتصاد والخارجية والداخلية، أن المجلس قرر "رفع التوصية الآتية إلى مجلس الوزراء: تحذير حركة حماس من استخدام الأراضي اللبنانية للقيام بأي أعمال تمس بالأمن القومي اللبناني".
وأضاف: "سيتم اتخاذ أقصى التدابير والإجراءات اللازمة لوضع حد نهائي لأي عمل ينتهك السيادة اللبنانية".
ونقل بيان مجلس الدفاع عن الرئيس عون تشديده على "عدم التهاون تجاه تحويل لبنان منصة لزعزعة الاستقرار... وعدم توريط لبنان بحروب هو بغنى عنها".
وحسب البيان، قال عون: "لن يتهاون تجاه تحويل لبنان إلى منصة لزعزعة الاستقرار، أو من يورطونه في حروب هو بغنى عنها".
وأضاف أنه "مع الأخذ في الاعتبار أهمية القضية الفلسطينية، إلا أنه لن يتهاون مع من يعرضون لبنان للخطر".
من جهته، أكّد رئيس الحكومة نواف سلام وفق البيان على "ضرورة تسليم السلاح غير الشرعي...وعدم السماح لحماس أو غيرها من الفصائل زعزعة الاستقرار الأمني والقومي".
وفي 20 أبريل/ نيسان، أفاد الجيش اللبناني بإحباطه عملية إطلاق صواريخ من جنوب البلاد نحو شمال إسرائيل، بعد أيام من إعلانه توقيف لبنانيين وفلسطينيين متورطين بعمليتَي إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل بتاريخَي 22 و28 مارس/ آذار.
ولم تتبنّ أي جهة عمليات إطلاق الصواريخ فيما نفى حزب الله أي علاقة له بها.
وأعلن المجلس الأعلى للدفاع أنه أخذ العلم "بمباشرة الملاحقات القضائية مطلع الأسبوع القادم بحق كل من الموقوفين على ذمة التحقيق" في قضية إطلاق الصواريخ.
وبالنسبة لسلاح الفصائل الفلسطينية داخل المخيمات، أفاد مراسل التلفزيون العربي رامز القاضي، بأن هذا الملف من المرتقب أن يبحث مع السلطة الفلسطينية، مع زيارة مرتقبة لرئيسها محمود عباس إلى لبنان.
اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان
ورغم سريان وقف لإطلاق النار منذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني، تواصل إسرائيل شنّ ضربات دامية تزعم أنها تستهدف عناصر في الحزب أو بنى تحتية عائدة له لا سيما في جنوب لبنان. كذلك، طالت بعض الضربات عناصر في حركة حماس أو فصائل لبنانية متحالفة معها ومع الحزب.
ونصّ الاتفاق على انسحاب مقاتلي حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة نحو 30 كيلومترًا من الحدود) وتفكيك بناه العسكرية، في مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة (اليونيفيل).
كذلك، نصّ على انسحاب إسرائيل من مناطق توغلت فيها في جنوب لبنان خلال الحرب. وقد انسحبت القوات الإسرائيلية منها، باستثناء 5 مرتفعات تتيح لها الإشراف على جانبي الحدود.
والأربعاء، أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أن الجيش يسيطر على أكثر من 85% من الجنوب الذي قام بـ"تنظيفه"، في إطار تنفيذ التزاماته بالاتفاق.