الثلاثاء 17 حزيران / يونيو 2025
Close

عيد العمال من نوع آخر في فرنسا.. اشتباكات مع الشرطة وانتقادات لماكرون

عيد العمال من نوع آخر في فرنسا.. اشتباكات مع الشرطة وانتقادات لماكرون

شارك القصة

"العربي" يرصد احتدام المنافسة بين ماكرون ولوبن قبيل الدورة الثانية من الانتخابات (الصورة: غيتي)
الخط
حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "التقاعد قبل التهاب المفاصل" و"التقاعد عند 60 عامًا وتجميد الأسعار" و"ماكرون، أخرج".

تصدت الشرطة الفرنسية لفوضويين نهبوا مؤسسات تجارية في العاصمة الفرنسية باريس، اليوم الأحد، خلال احتجاجات عيد العمال ضد سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون الذي انتُخب لولاية جديدة قبل أيام مدتها خمس سنوات بعد تغلبه على منافسته مارين لوبان من اليمين المتطرف في جولة الإعادة.

وشارك الآلاف في مسيرات عيد العمال في أنحاء فرنسا طالبوا فيها بزيادة الرواتب وبأن يتخلى ماكرون عن خطته لرفع سنّ التقاعد، واندلعت الاشتباكات مع الشرطة في بداية المسيرة بالقرب من ساحة الجمهورية وعندما وصلت إلى ساحة الأمة في شرق العاصمة الفرنسية.

"ماكرون، أخرج"

وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "التقاعد قبل التهاب المفاصل" و"التقاعد عند 60 عامًا وتجميد الأسعار" و"ماكرون، أخرج".

جاء ذلك بعد يوم من وقوع اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين الذين تجمعوا بالآلاف في فرنسا، في مسيرات نادوا فيها بمطالب اجتماعية واقتصادية بمناسبة عيد العمال، حيث جرى على إثرها توقيف العشرات في العاصمة باريس وعدة مدن أخرى.

ونهب فوضويون من حركة "الكتلة السوداء" أحد مطاعم ماكدونالدز في ساحة ليون بلوم، وهاجموا العديد من وكالات العقارات، وحطموا نوافذها وأضرموا النيران في صناديق القمامة.

وقالت الشرطة إنّه حتى رجال الإطفاء الذين حاولوا إخماد الحرائق لم يسلموا من هجوم الفوضويين. وردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع.

وكتب وزير الداخلية جيرالد دارمانان، على "تويتر"، اليوم الأحد، إنّ المسيرات كانت سلمية في معظمها، لكن أعمال عنف اندلعت في باريس حيث ألقت الشرطة القبض على 29 شخصًا حتى الآن.

ونُظم نحو 250 مسيرة في باريس ومدن أخرى منها ليل ونانت وتولوز ومرسيليا.

وكانت تكاليف المعيشة الموضوع الرئيس في الحملة الانتخابية الرئاسية ومن المتوقع أن تكون على نفس القدر من الأهمية قبل الانتخابات التشريعية، في يونيو/ حزيران، التي يتعين أن يفوز بها حزب ماكرون وحلفاؤه كي يتمكنوا من تنفيذ سياساته المؤيدة للأعمال ومنها رفع سن التقاعد من 62 عامًا إلى 65.

وفي العاصمة الفرنسية، انضمت شخصيات سياسية معظمها من اليسار ونشطاء المناخ إلى النقابيين.

وقال فيليب مارتينيز رئيس نقابة الكونفدرالية العامة للشغل لوكالة "رويترز" قبل المسيرات: "كلما زادت قوة الحشد في عيد العمال هذا، زادت قدرتنا على التأثير على سياسات الحكومة".

وأضاف: "على الحكومة أن تتعامل مع مشكلة القوة الشرائية من خلال زيادة الأجور".

الهيمنة على البرلمان

وشارك زعيم اليسار المتطرف جان لوك ميلينشون الذي حل في المركز الثالث بالجولة الأولى من انتخابات الرئاسة في مسيرة باريس.

وقال إنه يريد حشد اتحاد اليسار، بما في ذلك حزب الخضر، للهيمنة على البرلمان وإجبار ماكرون على "تعايش" محرج، لكن هذا لم يتحقق حتى الآن.

وقال ميلينشون قبل بدء المسيرة: "لن نقدم تنازلًا واحدًا بشأن المعاشات".

وخلافًا لما حدث في سنوات سابقة، لم تضع مارين لوبان إكليلًا من الزهور في باريس عند تمثال جان دارك، الذي يستخدمه حزبها رمزًا قوميًا.

وحل محلها رئيس التجمع الوطني المؤقت جوردان بارديلا الذي قال إن لوبان تستعد للانتخابات التشريعية.

وحثت لوبان الناخبين في رسالة مصورة على انتخاب أكبر عدد ممكن من النواب من حزبها في يونيو/ حزيران حتى يتسنى "حماية قوتك الشرائية"، ومنع ماكرون من القيام "بمشروع ضار لفرنسا والشعب الفرنسي".

وحاليًا يركز الرئيس ماكرون على الانتخابات التشريعية المقررة يومي 12 و 19 يونيو/ حزيران القادم.

وشكّل ماكرون المصرفي السابق حالة استثنائية في المشهد السياسي الأوروبي وجذب الأضواء نحوه، بعدما سعى إلى كسب ود الجميع جامعًا بين المتناقضات في فرنسا، حين أسّس حركة "إلى الأمام" التي عرّفها بأنها ليست يمينًا أو يسارًا.

تابع القراءة

المصادر

رويترز