رغم استمرار التهديدات الروسية، يزيد حلف شمال الأطلسي تأهبه ويسعى للتوسع شرقًا، فدعم برلين لفنلندا والسويد لعضوية الحلف رسالة تعتبرها موسكو تهديدًا لأمنها القومي.
"لا أحد يمكنه أن يفترض أن روسيا لن تهاجم دولًا أخرى"، بهذه العبارة توجه المستشار الألماني أولاف شولتس إلى نظيرتيه السويدية والفنلندية وذلك خلال مشاركتهما في مشاورات الحكومة الألمانية شمال برلين.
ضرورة ملحة
وأعلنت ألمانيا رسميًا موقفها المؤيد والداعم بشأن انضمام كلتا الدولتين إلى حلف شمال الأطلسي، فتوسيع حلف الناتو بات ضرورة ملحة في ظل التهديدات الروسية من وجهة نظر برلين.
وقال شولتس: "الأمر واضح بالنسبة لنا، في حال قررت كل من هاتين الدولتين الانضمام لحلف الناتو فيمكنهما الاعتماد على دعمنا الكامل".
وقد تشاورت فنلندا والسويد مع برلين بشأن قضايا أمنية ودفاعية ومتعلقة بالمناخ والتأثيرات الاقتصادية للحرب على أوكرانيا. ويبدو أن الدولتين مصممتين على الانضمام إلى الناتو وبادرتا إلى تعزيز دفاعاتهما أسوة بدول أوروبية أخرى تمهيدًا للحصول على عضوية الحلف.
وقالت رئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسون: "نحن نسرع في قانون الدفاع الوطني ونخطو خطوة مماثلة لقرار ألمانيا الجديد ونزيد إنفاقنا الدفاعي ليصل إلى 2% من ناتجنا الإجمالي ونقوم بذلك بأسرع وقفت ممكن".
تصعيد ضد موسكو
ويثير توسع حلف شمال الأطلسي شرقًا وشمالًا غضب موسكو فانضمام كل من فنلندا والسويد سيفاقم الأزمة من وجهة نظر موسكو ويعتبره كثيرون تصعيدًا جديدًا تجاه موسكو.
وهو ما أكّده الباحث في العلاقات الدولية زاهي علاوي الذي قال لـ "العربي": "توسع الناتو وانضمام فنلندا والسويد إلى عضويته يعني مزيدًا من التصعيد خاصة وأن روسيا تلّوح باستخدام السلاح النووي لأنها ترى أن هاتين الدولتين ستشكلان نوعًا من التهديد للأمن القومي الروسي".
وإن تقدمت الدولتان بطلبهما خلال الشهر الجاري فقد يسرّع الناتو من عملية الانضمام وتحصلان بذلك على عضوية الحلف بحلول نهاية شهر يونيو/ حزيران القادم موعد قمة الناتو المقبلة في مدريد.
