غارات أصابت شبكة المياه.. مدينة صور عروس الجنوب تعاني العطش
تستعين مدينة صور جنوبي لبنان، بعشرات الجرارات الفلاحية والصهاريج المتنقلة، لمواجهة أزمة المياه في انتظار إصلاح شبكة المياه ومحطة الضخ الرئيسية المتضررة جراء الغارات الإسرائيلية خلال العدوان الأخير.
وتعرضت المدينة الساحلية الجنوبية لعشرات الغارات، حيث صب جيش الاحتلال جام غضبه على مرافق مهمة فيها، لاسيما واجهتها البحرية التي تتميز بها المدينة التي تعد واحدة من أبرز الوجهات السياحية للبلاد.
وتشكل أزمة المياه الحالية واحدة من أبرز التحديات التي تواجه أبناء صور الذين يصطفون في طوابير للحصول على المياه في المدينة، حيث انتشرت الصهاريج في الأحياء التي خرجت من الحرب بدمار لم تسلم منه منشآت ضخ المياه وتوزيعها.
بدائل مؤقتةويقول ديمتري عطية وهو أحد سكان مدينة صور في حديث إلى التلفزيون العربي: "تلقينا وعودًا بأنه خلال أسبوع أو أسبوعين سيتم إصلاح المنشآت، وتعود المياه للتدفق في المنازل، وإلى حينه، فنحن مضطرون لتعبئة المياه من هذه الصهاريج، لتوفير مياه الخدمة في المنزل".
وما يعمق الأزمة أن بلدية صور، لا تملك المال الكافي لإصلاح أضرار جسيمة ألحقتها غارة إسرائيلية بمحطة ضخ ومعالجة مياه رئيسية في المدينة، حيث أوضح صلاح صبراوي نائب رئيس البلدية بأنه تم وضع خزانات مياه بلاستيكية على مداخل الحارات.
وتستمر في مدينة صور عمليات رفع الأنقاض في محطة المياه الرئيسية، والتي تغذي ثلاثين ألف نسمة، أي نصف سكان المدينة تقريبًا، وقد تعهدت جهات دولية، منها الصليب الأحمر الدولي بإصلاح الأضرار في المحطة.
مصطفى رصاص، وهو مالك سلسلة مطاعم مضطر حاليًا لشراء المياه في صور، ويقول للتلفزيون العربي: "نملك 3 محلات تدمرت تمامًا، وتبقى لنا محل وحيد نسترزق منه، وأهم ما نحتاجه هو المياه والتي نحاول تأمينها بشرائها بواسطة صهاريج المياه، فلا يمكن العمل بلا مياه أو كهرباء".
مدينة عطشىوتبدو في المدينة الأحياء المنكوبة التي تعيش بلا مياه، وتجوبها الصهاريج، حيث تبلغ فاتورة الصهريج الواحد ما يوازي 20 دولارًا أميركيًا، يدفعها سكان المدينة المنشغلون بترميم منازلهم.
وسريعا رمم "حمزة" شاحنته التي أصابتها شظايا صاروخ، وانطلق في جولات نقل المياه إلى المدينة العطشى، حيث روى الرجل كيف أصيبت شاحنته، فاضطر لنقلها إلى مدينة صيدا أول مدن الجنوب اللبناني من جهة العاصمة، كي يصلحها بأسرع وقت ممكن، ولكي يتمكن من تأمين حاجات أهل مدينته من المياه، والاسترزاق عبرها.
وتجوب جرارات فلاحية لنقل المياه شوارع صور المكتظة بالعائدين من النزوح، فالعطش في المدينة قد يطول في انتظار إصلاح شبكة المياه، وعلى أطرافها الحقول والمزارع لا تقل عطشًا بسبب انقطاع التيار الكهربائي اللازم لسحب مياه الآبار، وفق مراسل التلفزيون العربي صابر أيوب.