أعلنت القيادة الوسطى الأميركية أنّها تُواصل عملياتها ضد جماعة "الحوثي" في اليمن، في الوقت الذي تبنّت فيه الجماعة استهداف حاملة الطائرات الأميركية "هاري ترومان" للمرة الثانية خلال الساعات الـ24 الماضية.
ونشرت القيادة الوسطى الأميركية على منصّة "إكس"، مقطع فيديو يُظهر إقلاع مقاتلات أميركية من إحدى حاملات الطائرات لشنّ هجمات ضد مواقع تابعة لجماعة "أنصار الله" في اليمن.
ويأتي ذلك، بعدما أفادت قناة المسيرة التابعة للحوثيين بوقوع "عدوان أميركي بغارتين استهدفتا فجر اليوم الإثنين، محلجًا للقطن في مديرية زبيد" في محافظة الحديدة الساحلية، بينما استهدفت 4 غارات أخرى المجمع الحكومي في مديرية الحزم بمحافظة الجوف شمال شرقي اليمن، غداة غارات مماثلة استهدفت العاصمة صنعاء ومناطق أخرى في البلاد أسفرت عن سقوط 53 قتيلًا.
استهداف حاملة الطائرات "هاري ترومان"
كما أعلن المتحدث باسم الحوثيين يحيى سريع، استهداف حاملة الطائرات الأميركية "هاري ترومان" في شمال البحر الأحمر للمرة الثانية خلال الساعات الـ24 الماضية، "بعدد من الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيّرة في اشتباك استمر لعدة ساعات".
وأضاف سريع في بيان متلفز، أنّ الجماعة تمكّنت من "إفشال هجوم معاد كان العدو يحضر لشنّه" على اليمن، مضيفًا أن طائرات الجيش الأميركي اضطرت إلى "العودة من حيث انطلقت بعد إطلاق عدد من الصواريخ والمسيّرات على حاملة الطائرات وعدد من القطع الحربية التابعة لها".
وأكد البيان على التصدّي "لهذا العدوان الإجرامي ومواجهة التصعيد بالتصعيد من خلال المضي قدمًا في تنفيذ ما ورد بكلمة زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي بشأن الخيارات التصعيدية في حال استمر العدوان" على اليمن.
كما جدّد المتحدث التزام الجماعة بمنع ملاحة السفن الإسرائيلية في منطقة العمليات حتى رفع الحصار عن قطاع غزة.
من جهته، دعا زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في كلمة متلفزة أنصاره إلى الخروج اليوم الإثنين في مسيرات "مليونية" في صنعاء ومختلف المدن اليمنية، تنديدًا بالضربات التي تُعدّ الأولى في ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وفي مواجهة هذا التصعيد، طالبت الأمم المتحدة كلًا من الولايات المتحدة والحوثيين بوقف هجماتهما تجنبًا "لمفاقمة التوترات الإقليمية".
الغارات الأميركية مستمرة
والأحد، أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل والتز أنّ الضربات التي نفّذتها القوات الأميركية ليل السبت على مناطق واقعة تحت سيطرة الحوثيين في اليمن، قتلت "العديد" من قادة الحوثيين الرئيسيين، ووجّه تحذيرًا إلى إيران قائلًا إنّ "الكيل قد طفح".
وقال والتز إنّ الولايات المتحدة "لن تُحاسب الحوثيين فحسب، بل ستُحاسب إيران داعمتهم أيضًا".
من جهته، توعّد وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث الأحد بشنّ حملة صاروخية "لا هوادة فيها" حتى تتوقّف هجمات الحوثيين.
وأكد هيغسيث في الوقت نفسه، أنّ الولايات المتحدة لا تسعى إلى الانخراط في حرب طويلة الأمد في الشرق الأوسط.
وقال: "لا يهمنا ما يحدث في الحرب الأهلية اليمنية، بل الأمر يتعلّق بوقف إطلاق النار على سفن في هذا الممر المائي الحيوي، وإعادة حرية الملاحة، وهي مصلحة وطنية أساسية للولايات المتحدة".
والسبت، هدّد ترمب الحوثيين بـ"جحيم لم يروه من قبل"، وحثّ إيران على وقف دعم الجماعة.
وردّت طهران على كلام ترمب، حيث أعلن وزير خارجيتها عباس عراقجي في منشور على منصّة "إكس"، أنّ الولايات المتحدة "ليس لها الحق في إملاء" سياسة إيران الخارجية.
بدوره، حذّر قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي من أنّ طهران ستردّ "بشكل مناسب وحاسم وقاطع" على أي اعتداء قد تتعرّض له.
وارتفعت حصيلة الغارات الأميركية على اليمن إلى 53 قتيلًا بينهم 5 أطفال وامرأتين، إضافة إلى 98 جريحًا بينهم 9 أطفال و9 نساء، بحسب الحصيلة النهائية التي أعلنتها وزارة الصحة التابعة للحوثيين أمس الأحد.
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، يستهدف الحوثيون سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر أو في أي مكان تصل إليه الصواريخ والمسيّرات، في إطار التضامن مع قطاع غزة.
ووفقًا للمتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية شون بارنيل، هاجم الحوثيون "سفنًا حربية أميركية 174 مرة، وسفنًا تجارية 145 مرة منذ عام 2023".
وشنّ الحوثيون هجمات بصواريخ ومسيّرات على إسرائيل، بعضها استهدف تل أبيب، قبل أن تُوقف الجماعة هجماتها مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار بغزة حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.