غارات أميركية عنيفة على صنعاء.. الحوثيون: يجب لجم إسرائيل
نفّذت الولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، سلسلة غارات جوية على مواقع مختلفة في العاصمة اليمنية صنعاء، ما أسفر عن وقوع انفجارات قوية، وذلك عقب إعلان جماعة الحوثي تبنيها إطلاق صواريخ باتجاه أهداف إسرائيلية.
ووفقًا للبنتاغون، فإنّ الأهداف التي تم قصفها في العاصمة اليمنية صنعاء استُخدمت لمهاجمة سفن حربية أميركية ومراكب تجارية.
12 غارة جوية على صنعاء
وأعلنت القيادة العسكرية المركزية الأميركية للشرق الأوسط (سنتكوم) أن الهجمات بدأت الإثنين ونفذتها سفن تابعة لسلاح البحرية الأميركي وطائرة قصفت أيضًا مناطق ساحلية خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن.
وفي هذا الإطار، أفاد مراسل التلفزيون العربي في صنعاء، خليل القاهري، بأن الغارات نُفِّذت باثنتي عشرة غارة جوية أميركية-بريطانية. وأوضح أن غارتين منها استهدفتا مجمع العُرضي وسط العاصمة، حيث يقع مقر وزارة الدفاع، بينما استهدفت عشر غارات أخرى مجمع 22 مايو شمال المدينة.
وأضاف المراسل أن هذه المواقع، وفقًا لمصادر حوثية، أصبحت مخلاة ولم تعد تعمل منذ سنوات بسبب الحرب الماضية التي شُنَّت على اليمن.
وأشار إلى أن مجمع العُرضي كان قد تعرض لهجوم سابق في السابع عشر من ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وفي سياق متصل، صرَّح مسؤول أميركي بتنفيذ عدة ضربات ضد أهداف تابعة للحوثيين في اليمن، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز.
"انتهاك سافر لسيادة اليمن"
من جهته، قال الناطق باسم جماعة الحوثي في اليمن محمد عبد السلام، اليوم الثلاثاء، إن "العدوان الأميركي على اليمن يعد انتهاكًا سافرًا للسيادة ومساندة فجة لإسرائيل لتشجيعها على مواصلة جرائم الإبادة الجماعية في غزة".
وأضاف في بيان عبر منصة "تلغرام"، "يجب لجم إسرائيل بوقف عدوانها على غزة وعدم إمدادها بالسلاح وتوفير الغطاء السياسي لها على حساب أمن وسلام شعوب المنطقة".
وأكد أن "اليمن وما يقدمه من تضحيات كبيرة مستمر في الدفاع عن نفسه في مواجهة أي عدوان، وأنه ثابت على موقفه المساند لغزة وهذه مسؤولية الأمة جمعاء وليس بلدا بمفرده".
وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن إطلاق صاروخين بالستيين خلال الليل على إسرائيل، بعد ساعات من إعلان جيشها اعتراضه صاروخ أطلق من اليمن قبل دخوله المجال الجوي الإسرائيلي، وفق قوله.
وتصاعدت حدة الهجمات بين الحوثيين وإسرائيل في الأيام الأخيرة بعدما شنّت تل أبيب غارات جوية دامية على مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
وذكرت القوات المسلحة للحوثيين في بيان أنّ الجماعة استهدفت "مطارَ بن غوريون التابعَ للعدوِّ الإسرائيليِّ في منطقةِ يافا في فلسطينَ المحتلةِ وذلك بصاروخٍ بالستي فرط صوتيٍّ نوع فلسطين2"، فيما استهدف الهجوم الآخر "محطةَ الكهرباءِ جنوبيَّ القدسِ المحتلةِ بصاروخٍ باليستي نوع ذو الفقار".
وذكر البيان أنّ "الصاروخين أصابا هدفَيهما بنجاحٍ".
وفي ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، قال الجيش الإسرائيلي: إنّ "سلاح الجو الإسرائيلي اعترض صاروخًا أطلق من اليمن قبل أن يخترق الأراضي الإسرائيلية". وذكرت خدمة إسعاف "نجمة داود الحمراء" أنها لم تتلق أي تقارير عن سقوط إصابات حتى الآن.
تصعيد في الهجمات الحوثية
والسبت، اعترضت إسرائيل صاروخًا مماثلًا أطلق من اليمن. وذكر الحوثيون أنّ الهجوم على إسرائيل تزامن مع استهداف "لحاملةَ الطائراتِ الأميركيةَ يو أس أس هاري ترومان بعددٍ كبيرٍ من الطائراتِ المسيرةِ والصواريخِ المجنحةِ". ولم يرد تعليق على الفور من الجيش الأميركي.
ويسيطر الحوثيون على أجزاء كبيرة من اليمن منذ سيطرتهم على صنعاء وإطاحة الحكومة عام 2014.
وصعد الحوثيون من هجماتهم منذ اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بين إسرائيل وحزب الله في لبنان.
وشنت إسرائيل أيضًا غارات على اليمن، بما في ذلك استهداف مطار صنعاء الدولي الخميس. وقالت إسرائيل في بيان إنها استهدفت بنية تحتية يستخدمها الحوثيون "لتهريب الأسلحة الإيرانية إلى المنطقة ودخول كبار المسؤولين الإيرانيين"، وفق زعمها.
وتوعد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بـ"قطع هذا الفرع الإرهابي لمحور الشر الإيراني" في إشارة للحوثيين، وفق قوله.
وجاءت التحذيرات الأخيرة من كبار المسؤولين الإسرائيليين بعدما أدى صاروخ أطلقه الحوثيون إلى إصابة 16 شخصًا في المدينة التجارية الرئيسية في إسرائيل تل أبيب في 21 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وبعيد اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بدأ الحوثيون استهداف سفن قبالة السواحل اليمنية قالوا إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إليها، مؤكدين أن ذلك يأتي في إطار مساندة الفلسطينيين.
وأدت الهجمات إلى تراجع كبير في حركة الملاحة البحرية عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر وصولًا إلى قناة السويس، وهو ممر أساسي لحركة التجارة الدولية.