قال الجيش الأميركي، الخميس، إن الانفجار الذي وقع يوم الأحد بالقرب من موقع مدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي في العاصمة اليمنية صنعاء نجم عن صاروخ لجماعة الحوثي، وليس عن غارة جوية أميركية، وفق قوله.
ومنذ 15 مارس/ آذار الماضي، شنت القوات الأميركية ما يقارب نحو 1000 غارة على اليمن، ما أسفر عن مقتل 217 مدنيًا وإصابة 436 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، حسب بيانات للحوثيين لا تشمل الضحايا من قواتهم.
وبدأت هذه الغارات بعد أوامر أصدرها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لجيش بلاده بشن "هجوم كبير" ضد جماعة الحوثي، قبل أن يهدد بـ"القضاء عليها تمامًا"، معتبرًا أنهم يهاجمون حركة الشحن في البحر الأحمر.
"شظايا الصاروخ"
وكانت وزارة الصحة التابعة للحوثيين أعلنت عن مقتل 12 شخصًا في الغارة الأميركية الأحد الماضي بأحد أحياء صنعاء. ومدينة صنعاء القديمة من المواقع المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
وقال متحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، في حديثه عن الغارة الأحد إن الأضرار والخسائر التي تحدث عنها مسؤولون حوثيون في اليمن "وقعت على الأرجح"، لكنها لم تكن ناجمة عن هجوم أميركي، مضيفًا أن أقرب ضربة أميركية من الموقع في تلك الليلة كانت على بعد أكثر من خمسة كيلومترات منه.
المتحدث باسم الجيش الأميركي أوضح أن تقييم الجيش للأضرار خلص إلى أن سببها "صاروخ دفاع جوي حوثي" بناء على مراجعة "تقارير محلية شملت مقاطع فيديو توثق وجود كتابة باللغة العربية على شظايا الصاروخ في السوق"، مضيفًا أن الحوثيين القوا القبض على يمنيين لاحقًا. ولم يقدم أي أدلة.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول حوثي قوله إن النفي الأميركي محاولة لتشويه سمعة الحوثيين.
غارات متواصلة
وواصل الجيش الأميركي ضرباته مساء أمس الخميس، حيث أعلنت جماعة الحوثي عن 6 غارات أميركية استهدفت مديرية بمحافظة مأرب (شرق) ومديرية حرف سفيان بمحافظة عمران (شمال).
وأضافت قناة "المسيرة" التابعة لجماعة الحوثي، في نبأ مقتضب، أن "عدوانًا أميركيًا" استهدف بـ4 غارات مديرية مدغل بمحافظة مأرب، وغارتين بمديرية حرف سفيان في محافظة عمران، دون أن تتوفر على الفور معلومات بشأن وقوع خسائر بشرية أو مادية.
وفي وقت سابق الخميس، أعلنت جماعة الحوثي استهداف عدوان أميركي لمديريتي الحيمة الداخلية ومناخة، بمحافظة صنعاء (وسط).
ويقول الجيش الأميركي إن الضربات تهدف إلى الحد من القدرات العسكرية والاقتصادية للحوثيين.
مخاوف
ويبدي مدافعون عن حقوق الإنسان مخاوفهم بشأن مقتل المدنيين، حيث كتب ثلاثة أعضاء ديمقراطيين في مجلس الشيوخ، من بينهم السناتور كريس فان هولين، إلى وزير الدفاع بيت هيغسيث يوم الخميس، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن الخسائر في أرواح المدنيين.
ومنذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، شنوا هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على سفن في البحر الأحمر، قائلين إنه يستهدفون سفنًا مرتبطة بإسرائيل.
ويقول الحوثيون إنهم يفعلون ذلك تضامنًا مع الفلسطينيين في غزة، حيث أودت الحرب الإسرائيلية بحياة أكثر من 51 ألف شخص، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع، وأدت إلى اتهامات بالإبادة الجماعية وارتكاب جرائم حرب تنفيها إسرائيل.