شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات جوية مكثفة على مناطق عدة في سوريا ليل الجمعة السبت.
وقد أفادت وسائل إعلام سورية رسمية باستشهاد مدني وإصابة 8 جراء قصف الاحتلال مناطق بريفَي دمشق وحماة.
وذكرت وكالة الأنباء السورية "سانا" عبر منصة "إكس"، أن "الطيران الإسرائيلي استهدف بغارة محيط قرية شطحة بريف محافظة حماة الشمالي الغربي".
وأشارت الوكالة إلى أن الغارة نتج عنها "4 إصابات"، دون أن تحدد حالتهم الصحية.
وأضافت أن "غارات أخرى استهدفت محيط مدينة حرستا بمحافظة ريف دمشق" (جنوب)، أسفرت عن سقوط شهيد.
وأفاد مراسل التلفزيون العربي في دمشق إبراهيم تريسي بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية نفّذت 18 غارة على الأراضي السورية.
وأوضح أن غارات استهدفت كتيبة دفاع جوي مهجورة كانت تتبع للجيش السوري في منطقة الشعرة في محافظة اللاذقية.
وذكر مراسلنا أن الطيران الإسرائيلي قصف اللواء 41 في مدينة حرستا بريف دمشق ما أسفر عن جرح شخص.
كما أفاد بأن الاحتلال الإسرائيلي استهدف مقر الفوج 175 في محيط مدينة إزرع بريف درعا الشرقي، والكتيبة الصاروخية بين بلدتَي جباب وموثبين شمالي درعا.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم بطائرات مقاتلة في سوريا موقعًا عسكريًا وأنظمة مضادة للطائرات وبنية تحتية لصواريخ أرض-جو، مضيفًا أنه "سيواصل العمل بحسب الضرورة لحماية مواطني إسرائيل"، وفق تعبيره.
رسائل سياسية
إلى ذلك، لفت مراسل التلفزيون العربي في القدس المحتلة أحمد جرادات، إلى أن الغارات الإسرائيلية على مواقع في سوريا تشكل رسالة للقيادة السورية الجديدة بضرورة حماية الدروز وبأن إسرائيل ستتدخل لحمايتهم، على حد زعمها.
وأشار جرادات إلى أن مروحية عسكرية إسرائيلية نقلت 5 مصابين دروز من سوريا إلى مستشفى زيف في صفد داخل إسرائيل.
وقال: إن هناك محاولة لجعل الجيش الإسرائيلي صاحب اليد العليا، حيث يقوم بمهاجمة أي موقع في سوريا أو لبنان دون أن يتم التصدي له، وذلك ضمن الشرق الأوسط الجديد التي استحدثته إسرائيل خلال الأشهر الماضية من خلال حربها على لبنان أو هجماتها على سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد.
ونقل جرادات عن المراسل العسكري للقناة 13 الإسرائيلية أنه لا يبدو أن لدى إسرائيل سياسة واضحة بشأن سوريا. كما انتقد مراسل القناة "حماية الدروز في المناطق السورية البعيدة عن الحدود".
ذرائع إسرائيلية
وفجر الجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي شنّ غارة جوية على منطقة مجاورة لقصر الرئاسة بالعاصمة دمشق، فيما قالت تل أبيب: إن الضربة "رسالة تحذير" للإدارة السورية في دمشق.
وفي بيان مشترك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير أمنه يسرائيل كاتس، تعليقًا على القصف: إن "هذه رسالة واضحة للنظام (الإدارة الجديدة) السوري لن نسمح بنشر قوات جنوب دمشق أو بأي تهديد للدروز".
والثلاثاء والأربعاء الماضيين، شهدت منطقتا أشرفية صحنايا وجرمانا اللتين يتركز بهما سكان من الطائفة الدرزية في محافظة ريف دمشق، توترات أمنية على خلفية طائفية ما أدى إلى سقوط قتلى.
لكن قوات الأمن السوري تمكنت من استعادة الهدوء في المنطقتين بالتنسيق مع وجهائهما. وقد شنت إسرائيل الأربعاء، غارات جوية على محيط منطقة أشرفية صحنايا وأسقطت ضحايا من المواطنين الدروز، ضمن مزاعم دفاعها عنهم في سوريا.
لكن زعماء الطائفة الدرزية ومرجعياتها ووجهائها، أكّدوا في بيان مساء الخميس، أنهم جزء من سوريا الموحدة، مشددين على رفضهم التقسيم أو الانفصال،
وتأتي هذه التطورات وسط تحذيرات متصاعدة من محاولات إسرائيل استغلال الدروز لفرض تدخلها في سوريا، في وقت تؤكد فيه دمشق أن جميع مكونات الشعب متساوون في الحقوق.