استهدفت غارات أميركية العاصمة صنعاء، وفق ما أعلنت جماعة الحوثي، مساء السبت، بالتزامن مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن الولايات المتحدة أطلقت "عملًا عسكريًا حاسمًا وقويًا" ضد الحوثيين في اليمن.
ونقل موقع "26 سبتمبر" الناطق باسم وزارة دفاع الجماعة عن مصادر محلية لم يسمها، قولها: "إن طيران العدو الأميركي الإسرائيلي شن سلسلة غارات جوية على العاصمة صنعاء".
انفجارات "عنيفة"
وقال متحدث باسم وزارة الصحة التي يديرها الحوثيون، إن تسعة مدنيين على الأقل قتلوا وأصيب تسعة آخرون في الضربات الأميركية على مدينة صنعاء.
وأشارت المصادر إلى "سماع انفجارات عنيفة جراء الغارات" دون ذكر المواقع المستهدفة، وقالت وسائل إعلام تابعة للحوثيين، إنّ "العدوان الأميركي البريطاني استهدف حيًا سكنيًا في مديرية شعوب شمالي صنعاء".
بدورها، ذكرت قناة "المسيرة" الفضائية التابعة للحوثيين في خبر عاجل مقتضب، أن "عدوانًا استهدف العاصمة صنعاء".
وأفاد مراسل التلفزيون العربي نقلًا عن مصادر محلية بأنّ الغارات استهدفت مواقع شمالي صنعاء.
"عمل عسكري حاسم وقوي"
وفي هذا الإطار، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن الولايات المتحدة أطلقت "عملًا عسكريًا حاسمًا وقويًا" ضد الحوثيين في اليمن.
وقال ترمب في منشور على شبكة للتواصل الاجتماعي: "سنستخدم القوة المميتة الساحقة حتى نحقق هدفنا"، متهمًا الحوثيين بتهديد حركة الشحن في البحر الأحمر.
ووجه ترمب حديثه إلى الحوثيين قائلا: "وقتكم انتهى ويجب أن تتوقف هجماتكم بداية من اليوم وإلا ستشهدون جحيمًا لم تروا مثله من قبل".
وقال الرئيس الأميركي لإيران: "يجب أن يتوقف دعم الإرهابيين الحوثيين على الفور".
وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" بوقوع هجمات أميركية على عشرات المواقع التابعة للحوثيين في اليمن، مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي ترمب أمر بضرب أهداف للحوثيين تشمل رادارات ودفاعات جوية وأنظمة صواريخ ومسيّرات.
وقالت الصحيفة، إن الهجمات الأميركية على صنعاء الليلة بداية لعملية عسكرية أوسع ضد الحوثيين.
استئناف الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن
ومساء الأربعاء، أعلن زعيم جماعة أنصار الله (الحوثيون) عبد الملك الحوثي استئناف عمليات الجماعة في البحر الأحمر وخليج عدن لحظر حركة الملاحة الإسرائيلية بسبب عدم إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
و"تضامنًا مع قطاع غزة" في مواجهة هذه الإبادة، باشرت جماعة الحوثي منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 استهداف سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر أو في أي مكان تطاله بصواريخ ومسيّرات.
كما شن الحوثيون من حين لآخر هجمات بصواريخ ومسيّرات على إسرائيل، بعضها استهدف مدينة تل أبيب (وسط)، قبل أن توقفها مع دخول وقف إطلاق النار بغزة حيز التنفيذ.
ورغم بدء سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل في 19 يناير 2025، تواصل إسرائيل استهداف الفلسطينيين بالرصاص الحي والقصف عبر طائرتها المسيّرة.
وبنهاية 1 مارس/ آذار 2025، انتهت مرحلة أولى من الاتفاق استمرت 42 يومًا، وتنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من بدء المرحلة الثانية وجرى منع دخول المساعدات إلى القطاع.
وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.