استشهد ثلاثة أشخاص على الأقل وأصيب سبعة آخرون في غارة جوية إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت فجر الثلاثاء، وهو ما زاد الشكوك حيال إمكانية صمود وقف إطلاق نار استمر أربعة أشهر بين إسرائيل وحزب الله اللبناني.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان، إنّ هاجم عنصرًا من حزب الله "كان يوجه عناصر حركة حماس ويساعدهم مؤخرًا"، حسب قوله.
اعتداءات إسرائيلية مستمرة
ولم يصدر حزب الله أية بيانات حتى الآن بشأن هوية المستهدف أو مصيره. ووفقًا لمراسل التلفزيون العربي، فقد أدت الغارة الجوية على الضاحية الجنوبية لبيروت إلى حدوث أضرار في الطوابق الثلاثة العليا من مبنى مكون من تسعة طوابق في حي ماضي.
وتصعد إسرائيل من هجماتها وخروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار منذ التوصل إليه في نوفمبر/ تشرين الثاني، والذي أوقف عدوانًا مدمرًا على لبنان.
وتُسجَّل خروقات عدة من قبل إسرائيل للاتفاق، لا سيما في جنوب لبنان. وتُعدّ هذه المرةَ الثانية التي يُقصف فيها الضاحية الجنوبية لبيروت منذ التوصل إلى الاتفاق.
ما وراء التصعيد الإسرائيلي؟
وفي هذا الإطار، رأى الخبير العسكري إلياس فرحات أنَّ هناك أهدافًا عدة لإسرائيل من وراء هجماتها على لبنان، ولا سيما على الضاحية الجنوبية لبيروت، مشيرًا إلى أنها تسعى إلى عدم الالتزام بوقف إطلاق النار المعلن في 27 نوفمبر الماضي.
وأشار، في حديثٍ إلى التلفزيون العربي من بيروت، إلى أنه يبدو أنَّ لدى إسرائيل "اتفاقًا جانبيًا" مع الولايات المتحدة يسمح لها بتنفيذ مثل هذه الاعتداءات على لبنان. ولفت إلى الخروقات الإسرائيلية للاتفاق واعتداءاتها على لبنان، التي تسببت في سقوط أكثر من مئة شهيد لبناني.
وأوضح أنَّ هناك رسالة إسرائيلية من وراء غاراتها على الضاحية، مفادُها أنَّ "العدوان لن يتوقف إلا باتفاقٍ سياسي"، مؤكدًا أن هذا ما يطرحه المبعوثون الأميركيون.
ورأى كذلك أنه في ظل هذا الوضع، قد تتصاعد الأمور أكثر فأكثر، "لأنَّ لبنان لن يقبل بهذه المسارات السياسية التي تفرض التطبيع مع إسرائيل قبل وقف إطلاق النار وانسحابها من الأراضي اللبنانية".