طالبت مصر، الإثنين، المجتمع الدولي بممارسة كافة أشكال الضغط على إسرائيل وإلزامها بقبول الصفقة المطروحة حاليًا للتوصل إلى تهدئة في قطاع غزة.
جاء ذلك بحسب ما ذكره وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في كلمته خلال الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لبحث العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وذلك بمقر المنظمة بمدينة جدة، وفق بيان للخارجية المصرية.
وأشار عبد العاطي إلى "استمرار إسرائيل في انتهاكاتها السافرة والممنهجة وارتكابها الجرائم والإبادة الجماعية ضد شعب أعزل".
وأكد أن إسرائيل "تستخدم التجويع والحصار وعرقلة عمل المؤسسات الأممية للنيل من صمود وبسالة الشعب الفلسطيني في غزة ودفعه للقبول بخيار التهجير تمهيدًا لتصفية القضية الفلسطينية، وهو ما ترفضه مصر بشكل قاطع".
المساعدات الإنسانية ممنوعة
وشدد على ضرورة تسهيل الجانب الإسرائيلي دخول المساعدات بشكل فوري من خلال كافة المعابر دون أي عوائق أو قيود، مشيرًا إلى أن القطاع يحتاج لما لا يقل عن 700 شاحنة يوميًا لتلبية الاحتياجات المتزايدة لسكان القطاع.
ولفت إلى وجود أكثر من 5 آلاف شاحنة محملة بالمساعدات على الجانب المصري من معبر رفح، إلا أن دخولها يواجه العديد من العراقيل من الجانب الإسرائيلي، بما يحول دون تدفقها للقطاع.
ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في حالة مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده، وتسمح بدخول كميات محدودة لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات الفلسطينيين.
وأعرب عبد العاطي عن "إدانة مصر بأشد العبارات لتوسيع إسرائيل للعمليات العسكرية في غزة".
وحمّل إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن استمرار الحرب والتجاهل المتعمد لمحاولات الوسطاء للتوصل لتهدئة، وآخرها المقترح الذي حظي بموافقة حركة حماس، (قبل نحو أسبوع) والذي من شأنه أن يفضي إلى صفقة لإطلاق سراح الرهائن والأسرى ووقف إطلاق النار وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية بشكل عاجل".
ودعا الوزير المصري "المجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياته القانونية والإنسانية وبذل كافة الجهود الدبلوماسية والسياسية لوقف هذه السياسات وممارسة كافة أشكال الضغط على إسرائيل وإلزامها بقبول الصفقة المطروحة حاليًا بناء على مُقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف".
وشدد عبد العاطي على "رفض مصر جملةً وتفصيلاً التصريحات الإسرائيلية الأخيرة فيما يتعلق بأوهام ما يسمى إسرائيل الكبرى"، مؤكدًا أنها "لا تعكس سوى غطرسة القوة ولن تقبل بها مصر أو تسمح بتنفيذها".
وفي 12 أغسطس/ آب الجاري، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقابلة مع قناة "i24" العبرية، إنه "مرتبط بشدة برؤية إسرائيل الكبرى"، وتشمل هذه الرؤية، وفق المزاعم الإسرائيلية، الأراضي الفلسطينية المحتلة وأجزاء من دول عربية، من الفرات إلى النيل، ما أثار موجة استنكار واسعة النطاق.
استطلاع: غالبية الإسرائيليين يؤيدون إنهاء الحرب
في غضون ذلك، أظهرت نتائج استطلاع للرأي، الإثنين، أن أغلبية ساحقة من الإسرائيليين تؤيد إنهاء الحرب على قطاع غزة كجزء من صفقة تبادل أسرى.
هذا الاستطلاع أجراه معهد "أغام" للأبحاث (خاص) في وقت تواصل فيه إسرائيل منذ نحو 23 شهرًا شن حرب إبادة جماعية على غزة.
وقال موقع "واللا" الإخباري العبري إن 74% من الإسرائيليين (العينة) قالوا إنهم يؤيدون إنهاء الحرب على غزة ضمن صفقة لتبادل أسرى، بينما رفض ذلك 26 بالمئة.
واعتبر 26% أن القتال في غزة يجب أن يستمر حتى لو كان ذلك على حساب تعريض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر.
ويعتقد ثلثا الإسرائيليين، وفق نتائج الاستطلاع، أن إدارة الحرب على غزة تتأثر باعتبارات سياسية لأعضاء الحكومة، بينما يرى الثلث أن الحكومة تخوض الحرب بدافع الحرص على مصلحة إسرائيل.
وتؤكد المعارضة الإسرائيلية أن نتنياهو يطيل أمد الحرب من أجل بقاء حكومته، إذ يهدد وزراء بالانسحاب منها ما يهدد بتفكيكها في حال التوجه نحو إبرام اتفاق يتضمن إنهاء الحرب.
وبحسب الاستطلاع، قال 40% من أفراد الخدمة النظامية والاحتياطية بالجيش (ضمن العينة) إن دافعهم للخدمة في الحرب انخفض، مقارنةً بـ 13% أفادوا بأن دافعهم زاد، بينما قال البقية إنه لا يوجد أي تغيير في دافعهم للقتال.
وأُجري الاستطلاع من 12 إلى 19 أغسطس/ آب الجاري، وشمل عينة عشوائية من 2182 إسرائيليًا بينهم 1810 إسرائيليين يهود و273 إسرائيليين عرب.