الثلاثاء 18 تشرين الثاني / نوفمبر 2025

غريتا ثونبرغ التي عذّبها الإسرائيليون وسخر منها ترمب.. طفلة غيّرت العالم

غريتا ثونبرغ التي عذّبها الإسرائيليون وسخر منها ترمب.. طفلة غيّرت العالم محدث 07 تشرين الأول 2025

شارك القصة

غريتا ثونبرغ الطفلة التي غيّرت العالم-غيتي
غريتا ثونبرغ الطفلة التي غيّرت العالم - غيتي
الخط
أكد ناشطان من أسطول الصمود أن غريتا تعرضت لمعاملة سيئة من قبل السلطات الإسرائيلية، حيث أُجبرت على ارتداء العلم الإسرائيلي.

بينما سخر منها الرئيس الأميركي دونالد ترمب مرارًا، اعتبرها الرئيس السابق باراك أوباما "إحدى أكبر المدافعات عن كوكبنا"، في حين أكدت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل أن حكومتها أعادت النظر بالتزاماتها البيئية بتأثير من غريتا ثونبرغ، الطفلة التي تحوّلت إلى ظاهرة غير مسبوقة عبر العالم، بوجهها المتورّد إذا غضبت، وشهرها المجدول على ظهرها.

لكن غريتا، التي أصبحت في الثانية والعشرين من عمرها هذا العام، ليست مجرد ناشطة بيئية، بل محاربة ومناصرة أيضًا للقضايا العادلة في العالم، ما جعلها تُعتقل مرارًا، وتُضرب، وتُحبس في زنزانة ضيقة مليئة ببقّ الفراش كما حدث معها أخيرًا في إسرائيل.

فبعد أن سيطر الجيش الإسرائيلي، الخميس الماضي، على "أسطول الصمود العالمي" الذي أبحر من الشواطئ الإسبانية نهاية أغسطس/ آب الماضي باتجاه قطاع غزة، وعلى متنه ناشطون من أكثر من 40 دولة، من بينهم غريتا، أفادت الشهادات بأنها تعرّضت للمعاملة الأسوأ.

شهادات تؤكد تعرض غريتا ثونبرغ لضرب مبرح بعد اعتقالها في اسرائيل-غيتي
شهادات تؤكد تعرض غريتا ثونبرغ لضرب مبرح بعد اعتقالها في إسرائيل - غيتي

وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن ممثلي السفارة السويدية لدى تل أبيب قابلوا غريتا في الحبس، وإنهم لاحظوا ظهور طفح جلدي على جسمها بسبب توقيفها في زنزانة مليئة ببقّ الفراش.

تعذيب غريتا.. وضرب مبرّح

وأكد الناشطان الأميركي ويندفيلد بيفر والماليزية هزواني حلمي، اللذان رحّلتهما إسرائيل إلى تركيا، أنهما شاهدا غريتا تُعامَل بطريقة سيئة، وقالا إنها دُفعت وأُجبرت على ارتداء العلم الإسرائيلي. وقالت هزواني: "كانت كارثة. عاملونا كالحيوانات".

أما بيفر فأكد أن غريتا عوملت "بشكل سيّئ للغاية"، في حين قال الناشط والصحافي التركي أرسين تشليك إن غريتا تعرّضت للضرب المبرّح أمام بقية الناشطين، وجُرّت من شعرها، وأُجبرت على تقبيل العلم الإسرائيلي.

وأوضح تشليك أن الإسرائيليين "عذّبوا غريتا بشدّة"، مضيفًا: "لقد عاملوها بظلم، إنها طفلة صغيرة. أجبروها على الزحف وعلى تقبيل العلم الإسرائيلي، فعلوا الشيء نفسه الذي فعله النازيون".

يُشار إلى أن هذه هي المرة الثانية التي تعتقل فيها إسرائيل غريتا، بعد توقيفها من على متن السفينة مادلين لكسر الحصار في يونيو/ حزيران الماضي. ولدى وصولها إلى مطار شارل ديغول في باريس آنذاك، اتهمت غريتا إسرائيل بخطف الناشطين في المياه الدولية ونقلهم قسرًا إلى إسرائيل.

وعندما سُئلت في ستوكهولم عمّا إذا كانت قد شعرت بالخوف عندما دهمت القوات الإسرائيلية السفينة، قالت: "ما يُخيفني هو صمت الناس بينما تجري إبادة جماعية".

اتهام غريتا بكراهية إسرائيل

لم يقتصر نشاط غريتا المناصر للفلسطينيين على سفن المساعدات الإنسانية، بل شمل أيضًا المشاركة في اعتصامات وفعاليات في عدة عواصم أوروبية. فقد أوقفت في العاصمة الدنماركية كوبنهاغن في سبتمبر/ أيلول 2024 لفترة وجيزة مع عدد من الناشطين بعد احتلالهم مبنى في جامعة كوبنهاغن لمطالبة المؤسسة التعليمية بمقاطعة الجامعات الإسرائيلية.

اعتقلت غريتا مرارا لمشاركتها في تظاهرات مناصرة للفلسطينيين-غيتي
اعتقلت غريتا مرارًا لمشاركتها في تظاهرات مناصرة للفلسطينيين - غيتي

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 شاركت غريتا في مسيرة حول المناخ في العاصمة الهولندية أمستردام، شارك فيها نحو 70 ألف شخص، ودعت خلالها إلى "وقف إطلاق النار الآن" في غزة، وقالت أمام جمع من المتظاهرين:

"بصفتنا حركة من أجل العدالة البيئية، علينا أن ننصت إلى أصوات كل من يتعرّضون للقمع، وكل الذين يناضلون من أجل الحرية والعدالة".

لكن هذا الموقف اعتبره مؤيدون لإسرائيل في ألمانيا انحيازًا للفلسطينيين، وأعربت رئيسة الحزب البيئي ريكاردا لانغ عن أسفها لكون "غريتا ثونبرغ تستغل قضية حماية المناخ لتبنّي موقف أحادي من النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، تُحجم فيه عن التنديد بالفظائع المطلقة التي ارتكبتها حماس".

وقال رئيس مجموعة الصداقة الألمانية–الإسرائيلية فولكر بيكر إن ذلك "يمثل نهاية غريتا ثونبرغ كناشطة بيئية"، معتبرًا أن "كراهية إسرائيل أصبحت قضيتها الرئيسية".

وكانت هذه الانتقادات جزءًا من أصوات داخل الفرع الألماني لمنظمة "أيام الجمعة من أجل المستقبل"، طالبت بقطع علاقاته مع الفرع السويدي على خلفية موقف غريتا من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

ترى غريتا ان الدفاع عن العدالة البيئية لا ينفصل عن العدالة الانسانية-غيتي
ترى غريتا أن الدفاع عن العدالة البيئية لا ينفصل عن العدالة الإنسانية - غيتي

وردّ الفرع السويدي للمنظمة في ديسمبر/ كانون الأول 2023 بإعلان تضامنه مع الفلسطينيين في غزة، ونشرت الحركة مقالين، أحدهما في صحيفة أفتونبلاديت السويدية قالت فيه: "أيام الجمعة من أجل المستقبل لم تجنح إلى التطرف ولم تصبح سياسية. لقد كنا دائمًا سياسيين لأننا كنا على الدوام حركة من أجل العدالة".

وأضافت: "إن الدفاع عن العدالة المناخية متجذّر بدافع الاهتمام بالناس وحقوقهم الإنسانية. من الطبيعي أن نتضامن مع الفلسطينيين وجميع المدنيين المتضررين من العدوان".

وقالت المنظمة أيضًا:

"كون حماس قتلت مدنيين إسرائيليين في هجوم مروّع لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يُضفي الشرعية على جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل. إن ارتكاب إبادة لا يُعدّ دفاعًا عن النفس، وهو غير متناسب بأي حال من الأحوال".

كما تظاهرت ثونبرغ في مايو/ أيار 2024 بمعية نحو 12 ألف شخص في مدينة مالمو السويدية ضد مشاركة إسرائيل في مسابقة "يوروفيجن" للأغنية الأوروبية التي احتضنتها المدينة.

اعتقال غرينا في مالمو السويدية لتظاهرها ضد مشاركة إسرائيل في مسابقة يورفيجين-غيتي
اعتقال غرينا في مالمو السويدية لتظاهرها ضد مشاركة إسرائيل في مسابقة يورفيجين - غيتي 

طفلة غيّرت العالم

وُلدت غريتا ثونبرغ عام 2003 لأبوين يعملان في المجال الفني، وأُصيبت في سن الحادية عشرة باكتئاب حاد توقفت خلاله مؤقتًا عن الأكل والكلام، وشُخّصت حالتها بمتلازمة أسبرجر (نوع من التوحّد).

لكن غريتا حوّلت محنتها الإنسانية إلى دافع لإنجاز عالمي كبير، إذ يعود إليها الفضل في رفع مستوى الوعي العالمي بمخاطر تغيّر المناخ. ففي عام 2018، أسست، وهي في السادسة عشرة من عمرها، حركة "أيام الجمعة من أجل المستقبل"، بادئةً اعتصامًا أسبوعيًا أمام البرلمان السويدي وهي تحمل لافتة كتب عليها "إضراب مدرسي من أجل المناخ".

وسرعان ما ألهمت حركتها هذه أعدادًا كبيرة من الشبان المستعدين للنزول إلى الشوارع لمطالبة قادة العالم باتخاذ تدابير جذرية للحد من ظاهرة الاحترار. وقد أثبت هذا التحرك جدواه في سبتمبر/ أيلول 2019 حين ضاقت شوارع مدن كثيرة في القارات الخمس بتظاهرات هائلة دقّت ناقوس الخطر قبيل قمة للأمم المتحدة حول المناخ.

وكما ساهم نضالها البيئي في تحرير قضية البيئة من التسييس، فقد حرّرها هو الآخر من كآبتها. وقال والدها سفانته ثونبرغ، وهو ممثل سابق ومنتج، عام 2019 إن ابنته أصبحت أكثر سعادة منذ بدأت تهتم بالبيئة، موضحًا أنه وزوجته مغنية الأوبرا مالينا إرمان كانا يعارضان قرارها في البداية، لكنهما لاحظا أنها أصبحت أكثر سعادة منذ انخراطها في الدفاع عن البيئة. وقال إن ابنته أصبحت "طفلة عادية" بعد معاناتها من المرض.

غريتا مع والدتها مغنية الأوبرا مالينا إرمان-غيتي
غريتا مع والدتها مغنية الأوبرا مالينا إرمان - غيتي

ومثّلت غريتا ظاهرة استثنائية وغير مسبوقة في العالم. ففي ديسمبر/ كانون الأول 2019 اختارتها مجلة تايم الأميركية "شخصية العام"، وكانت تلك المرة الأولى التي تكرّم فيها المجلة شخصًا في هذه السن (16 عامًا) منذ بدأت تقليدها هذا عام 1927.

وكانت غريتا من بين ستة مرشحين لـ"شخصية العام"، من بينهم الرئيس دونالد ترمب.

ومن "إضراب المدرسة" الذي بدأته أمام البرلمان السويدي عام 2018 وصولًا إلى التجمعات التي أصبح يشارك فيها ملايين الشبان عبر العالم، تمكنت غريتا خلال عام واحد (2019) من هزّ الرأي العام العالمي بشأن مسألة المناخ.

وفي سبتمبر/ أيلول من العام نفسه لفتت الأنظار حين توجهت بالسؤال إلى قادة العالم المجتمعين في الأمم المتحدة في نيويورك: "كيف تجرؤون؟ لقد سرقتم أحلامي وطفولتي".

جوائز وترشيحات لنوبل للسلام 

كانت نجمة منتدى دافوس الذي عُقد في يناير/ كانون الثاني من العام نفسه، حيث ألقت خطابًا استحوذ على اهتمام العالم كله، وقالت للحضور: "المنزل يحترق. ويقول الكبار إنه ينبغي زرع الأمل في نفوس الشباب. لا أريد منكم الأمل، بل أريدكم أن تشعروا بالذعر".

خلال مشاركتها بمنتدى دافوس عام 2019-غيتي
خلال مشاركتها بمنتدى دافوس عام 2019 - غيتي

ولم يشهد عام 2019 ظهورها الأبرز في قمة الأمم المتحدة للمناخ ومنتدى دافوس واختيارها "شخصية العام" فحسب، بل كذلك ترشيحها للمرة الأولى لجائزة نوبل للسلام وهو ما تكرر في السنوات اللاحقة.

وفي العام نفسه نالت ثونبرغ أكبر عدد من الجوائز في مسيرتها، إذ تسلّمت في يوليو/ تموز 2019 "جائزة الحرية" في مدينة كاين غرب فرنسا، بحضور محاربين قدامى شاركوا في إنزال الحلفاء في نورماندي خلال الحرب العالمية الثانية.

وقالت غريتا إنها ستقدّم المبلغ المرافق للجائزة، وقدره 25 ألف يورو، إلى أربع منظمات تعمل من أجل العدالة المناخية وتساعد سكانًا في دول تضررت بشدة جراء أزمة تغيّر المناخ.

وفي سبتمبر/ أيلول من العام نفسه، نالت غريتا وحركة "أيام الجمعة من أجل المستقبل" "جائزة سفراء الضمير" التي تمنحها منظمة العفو الدولية، وتسلمت الجائزة في جامعة جورج واشنطن في العاصمة الأميركية.

كما تسلّمت في الشهر نفسه جائزة "رايت لايفليهود" التي تُعرف باسم "نوبل البديل"، وتمنحها مؤسسة سويدية خاصة "لرفعها مطالب سياسية من أجل تحرّك مناخي ملحّ يتماشى مع المعطيات العلمية".

غريتا تتبرع بجائزة المليون يورو

وتبلغ قيمة الجائزة مليون كرونة سويدية (نحو 100 ألف دولار)، واستُحدثت عام  1980 بمبادرة من الألماني السويسري ياكوب فون أوكسول الذي كان نائبًا أوروبيًا من حزب الخضر، إثر رفض مؤسسة نوبل اعتماد جائزة للبيئة والتنمية، ولهذا سُمّيت الجائزة بـ"النوبل البديل".

اختارتها مجلة التايم شخصية العام في 2019 -غيتي
اختارتها مجلة التايم شخصية العام في 2019 -غيتي

كما فازت غريتا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 بجائزة سلام الأطفال الدولية التي تمنحها المنظمة الهولندية "كيدز رايت" منذ عام 2005، بسبب جهودها في مكافحة التغيّر المناخي التي ألهمت ملايين الأطفال حول العالم. وتبلغ قيمة الجائزة 100 ألف يورو يتم استثمارها في مشاريع مرتبطة بقضايا الفائزين.

أما الجائزة الأكثر قيمة ماديًا فكانت في يوليو/ تموز 2020، إذ نالت "جائزة غولبنكيان من أجل الإنسانية" التي تبلغ قيمتها مليون يورو، وتمنحها مؤسسة كالوست غولبنكيان البرتغالية التي يترأسها الرئيس البرتغالي السابق جورجي سامبايو.

وقد أعلنت غريتا أنها ستتبرع بكامل المبلغ لجمعيات بيئية وإنسانية، وقالت: "هذا مبلغ مالي يفوق حتى ما يمكنني تصوره، لكن سيعطى كل المال المتأتي من هذه الجائزة إلى مؤسستي ومنظمات ومشاريع مختلفة تساعد الناس على جبهة الأزمة المناخية والبيئية، خصوصا في جنوب كوكبنا".

وكما تبرعت بقيمة جائزة "غولبنكيان من أجل الإنسانية" فقد أعلنت في سبتمبر/ أيلول 2020 عزمها دفع 150 ألف يورو لمنظمات غير حكومية ناشطة في دعم "الأشخاص على جبهة الأزمة المناخية في إفريقيا"، عن طريق مؤسستها التي أنشأتها عام 2019 وتحمل اسمها.

وفي ظلّ جائحة كورونا، أعلنت في أبريل/ نيسان 2021 أن "مؤسسة غريتا ثونبرغ" ستدفع مئة ألف يورو لنظام "كوفاكس" التابع لمنظمة الصحة العالمية، من أجل محاربة "مأساة انعدام المساواة في اللقاحات" ضد الوباء، وخصص المبلغ "لشراء لقاحات ضد كوفيد-19، في إطار الجهد العالمي نحو الوصول العادل إلى اللقاحات لأولئك الأكثر عرضة للخطر". 

عداء مع ترمب وسخرية من بوتين

حفلت مسيرة غريتا بصدامات مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي سخر منها مرارًا. فبعد خطابها في الأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول 2019 كتب ساخرًا إنها "تبدو شابة سعيدة جدًا تتطلع إلى مستقبل رائع".

سخر ترمب من خطاب غريتا امام قمة المناخ في الامم المتحدة عام 2019-غيتي
سخر ترمب من خطاب غريتا أمام قمة المناخ في الأمم المتحدة عام 2019 - غيتي

وقالت غريتا في خطابها أمام قادة العالم الذين عقدوا قمة حول المناخ، سائلة إيّاهم وصوتها يرتجف فيما حاولت حبس دموعها: "كيف تتجرأون!"، وقالت "يجب أن أكون في المدرسة في الجانب الآخر من المحيط". وتابعت "كيف تتجرأون؟ لقد سرقتم أحلامي وطفولتي بكلماتكم الفارغة"، وتابعت "تنهار أنظمة بيئية بأكملها، وكل ما يهمكم هو المال وتحقيق نمو اقتصادي مستدام؟ كيف تتجرأون؟".

وكتب ترمب: "تبدو شابة سعيدة جدًا تتطلع نحو مستقبل رائع ومبتسم. من الرائع جدًا مشاهدتها".

وفي ديسمبر/ كانون الأول من العام نفسه، سخر ترمب أيضًا من غريتا عندما اختيرت شخصية العام في مجلة "تايم"، واعتبر أن عليها العمل على "السيطرة على غضبها"، داعيًا إياها إلى "الاسترخاء" عبر "الذهاب لمشاهدة فيلم جيد" مع صديق.

وفي منتدى دافوس الذي عقد في يناير/ كانون الثاني 2020 ندّد ترمب بمن وصفهم بـ"نذراء الشؤم" في مجال البيئة، وتنبؤاتهم بنهاية العالم"، وذلك بعد ساعات على مخاطبة غريتا المنتدى مؤكدة أن الحكومات لم تقم "بشيء" لمواجهة التغيّر المناخي.

ووصف ترمب أمام جمهور كانت غريتا في صفوفه، المحذّرين من خروج الاحتباس الحراري عن السيطرة بأنهم "ورثة عرّافي الأمس الحمقى".

غريتا التي انتصرت على مرضها وناصبها ترمب العداء-غيتي
غريتا التي انتصرت على مرضها وناصبها ترمب العداء - غيتي

وقال ترمب لاحقًا في مؤتمر صحافي إنه كان "يحب" لقاء غريتا والتحدث إليها، مضيفًا أن أن الناشطين البيئيين رفعوا مطالبهم "إلى مستوى غير واقعي" إلى درجة "لا يمكنك فيها أن تعيش حياتك" بشكل طبيعي.

ولم يقتصر الهجوم على غريتا على الرئيس الأميركي أثناء منتدى دافوس، بل تجاوزه إلى وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين الذي نصح الشابة السويدية بأن تدرس الاقتصاد. وردًا على سؤال حول طلب غريتا الوقف الفوري للاستثمار في الوقود الاحفوري قال منوتشين، إنها "تستطيع أن تعود وتشرح لنا ذلك" بعد "أن تذهب وتدرس الاقتصاد في الجامعة".

وردًا على ذلك كتبت غريتا على "تويتر" إن عام توقفها عن الدراسة، ينتهي في أغسطس/ آب، وأنه على كل حال "ليس من الضروري الحصول على شهادة جامعية في الاقتصاد" للاستنتاج أن الجهود المبذولة للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون غير كافية.

كما تعرّضت غريتا لهجوم من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تعليقًا على كلمتها في الأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول 2019. ووصفها بوتين في أكتوبر/ تشرين الأول من العام نفسه بالفتاة "الصغيرة اللطيفة"، فردّت عليه بسخرية بأن أصبح تصف نفسها بأنها "مراهقة لطيفة ولكن غير ملمة".

وقال بوتين: "أنا متأكد من أنّ غريتا فتاة صغيرة لطيفة صادقة جدًا، ولكن ينبغي على الكبار فعل كل شيء لعدم أخذ المراهقين والأطفال نحو حالات متطرفة، عليهم حمايتهم من الانفعالات المبالغ فيها التي من شأنها تحطيمهم".

غريتا: ترمب مسن سعيد جدًا

ورغم علاقتها السيئة بالسياسيين من طراز ترمب وبوتين إلا أنها تتمتع بعلاقة أفضل من سياسيين من أمثال الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، فقد دعت غريتا في أكتوبر/ تشرين الأول 2020 الأميركيين إلى انتخابه.

وفي أعقاب هزيمته في انتخابات 2020 أمام بايدن، سخرت غريتا في يناير/ كانون الثاني 2021 من ترمب قائلة إنه "مسنّ سعيد جدًا"، ردًا على وصفه السابق لها بأنها شابة سعيدة جدًا.

وكتبت عبر تويتر: "هو يبدو رجلًا مسنًا سعيدًا جدًا يتحرّق لاكتشاف مستقبل مشرق ومذهل. إنه أمر يبعث على السرور"، مرفقة رسالتها بصورة ترمب بوجه قاتم على سلالم طائرته قبيل انتهاء ولايته.

كما استعارت غريتا بعد الانتخابات الرئاسية، عبارات استخدمها ضدها ترمب، وكتبت ساخرة: "على ترمب العمل على التحكم بغضبه والذهاب لمشاهدة فيلم قديم مع صديق! إهدأ يا ترمب، إهدأ".

تابع القراءة

المصادر

موقع التلفزيون العربي