الأربعاء 27 مارس / مارس 2024

غزة.. اكتشاف مقبرة رومانية عمرها 2000 عام خلال ورشة إعادة إعمار

غزة.. اكتشاف مقبرة رومانية عمرها 2000 عام خلال ورشة إعادة إعمار

Changed

"العربي" يسلط الضوء على اكتشاف مقبرة رومانية عمرها 2000 عام في غزة (الصورة: أ ف ب)
عثر أحد الحراس في ورشة بناء على مقبرة رومانية في غزة عمرها أكثر من 2000 عام قد تشكل فرصة ممتازة لتسليط الضوء على القطاع.

اكتُشفت مقبرة رومانية عمرها أكثر من 2000 عام عن طرق الصدفة في غزة.

وفي التفاصيل، بينما كانت جرافات ورشة بناء مصرية ضخمة تحفر التربة في جباليا شمالي القطاع للمساهمة في إعادة الإعمار، رأى حارس فلسطيني أحجارًا غريبة تخرج من الأرض.

في البداية، اعتقد الحارس أنها تعود لأحد الأنفاق السرية، لكنه حين أخبر رئيس العمال، اتصل الأخير بالسلطات المحلية وأوقف العمل، ليتبين أن هذه الأحجار هي مقابر من العصر الروماني القديم ما بين القرنين الأول والثاني ميلادي.

وفي الوقت الذي تجند فيه إسرائيل جيشًا للتنقيب عن آثار فلسطين لا يعتبر التنقيب عن الآثار في غزة أولوية، وهذا ما أكّده فاضل العطل عالم الآثار الفلسطيني وخبير ترميم وصيانة الآثار الذي قال إنه في ظل الحصار الذي يفرضه الاحتلال أصبحت الأفضلية للصحة والتعليم والأمور الحياتية الأساسية.

كما لفت العطل إلى أن "غزة مدينة فقيرة ولا يمكنها دعم الآثار.. عندما تقع الحروب تدعم السلطات البيوت والمدارس والمستشفيات.. وتأتي الآثار في المرحلة الخامسة من الاهتمامات".

فرصة لتسليط الضوء على قطاع غزة

وبهدف تقييم أهمية الموقع المكتشف وتحديد منطقة التنقيب، استعانت دار الآثار في غزة بمنظمة الإغاثة الأولية الدولية والمركز الفرنسي لدراسة الكتاب المقدس في القدس، حيث اعتبر الكنز الأثري فرصة ممتازة لتسليط الضوء على القطاع.

وفي هذا الخصوص يشدد جهاد أبو حسين مدير البعثة العاجلة الأولى في غزة، على أن "الطريقة التي يتم بها تصوير قطاع غزة هي دائمًا صورة عنف وعداء.. وبالنظر إلى هذا الوضع لا يرى الشباب مستقبلًا في المكان بشكل عام لكن مع علم الآثار نحن قادرون على منح الشباب في القطاع فرصة جيدة".

وكانت المقابر متاخمة لمدينة أنتيدون الرومانية في ذلك الزمان، وإحداها مزينة بلوحات متعددة الألوان بالتيجان وأكاليل الغار وجرار الشراب الجنائزي، بينما يستمر التنقيب في الوقت الحالي، ويقول المشرفون إن النتائج ستكون مبشرة.

من جهة أخرى، عبّر مدير البعثة جهاد أبو حسين عن قلقه من عثور عمال بناء آخرين في غزة على قطع أثرية يخشون الإفصاح عنها لعلمهم أن هناك أزمة مالية داخل السلطة الفلسطينية، مردفًا أنه بالتالي "قد لا يتم تعويضهم ومكافأتهم"، كما يرى أبو حسن أن "هناك نقصًا في الوعي حول التراث وأهمية الحفاظ عليه".

بدوره، يلفت مدير عام الآثار في غزة إلى أن هناك بعض من يحاولون الاتجار بالآثار إلا أن مباحث السياحة في القطاع تعمل إلى جانب الوزارات المعنية في ملاحقة أي أعمال بيع أو شراء أو تهريب لهذه القطع التاريخية، سواء داخل القطاع أو خارجه.

اكتشاف يحمل أسرارًا دفينة 

ومن غزة، يشرح الدكتور أيمن الحسون الخبير في علم الآثار القديمة أن غزة في العصور القديمة اشتهرت بالتجارة على المتوسط وكانت لها موانئ استخدمها الرومان، وعثر في السابق على عدة اكتشافات مشابهة تابعة لمدينة أنتيدون الرومانية.

أما عن ميزة هذا الاكتشاف الأخير في جباليا، فيكشف الحسون لـ"العربي" أن الدراسات الجارية ستوضح ما إذا كانت هذه المقابر تعود لمدينة أنتيدون في العصر الروماني أم لمدينة أخرى، ما قد يفتح الباب أمام أبحاث جديدة للكشف عن تفاصيل هذه المدينة.

 ويشير إلى أن "المقابر مبنية بطريقة مهندمة ومنظمة وتدل على أن الناس الذين دفنوا فيها هم شعب منظم ويتبعون لمدينة سكنية منظمة كانت عامرة في تلك المرحلة".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close