Skip to main content

غزة تئن من الجوع.. دول غربية تطلق مواقف وتحركات للجم جرائم إسرائيل

الإثنين 19 مايو 2025
توعد سموتريتش بتجويع وتدمير ما تبقى من قطاع غزة، وتهجير الفلسطينيين من جنوبه - غيتي

مع استمرار إسرائيل بحربها على غزة والحصار الخانق، تحركت دول غربية عدة في محاولة للجم جرائم تل أبيب، فيما أطلقت تحذيرات في القطاع من خطورة الأوضاع.

فقد أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الإثنين، أن إسرائيل لم تدخل أي مساعدات إلى القطاع منذ نحو 80 يومًا، في ظل حصار خانق وتجويع ممنهج يهدد حياة 2.4 مليون فلسطيني.

وأكد المكتب، في بيان، أن "أي مساعدات حقيقية لم تدخل إلى قطاع غزة منذ أكثر من 80 يومًا، في ظل الحصار المحكم والمجاعة المتفاقمة".

وأوضح أن "الاحتلال الإسرائيلي يُغلق جميع المعابر بشكل كامل، ويمنع إدخال ولو حبة قمح واحدة منذ قرابة ثلاثة أشهر".

ووصف البيان ما يجري بأنه "سياسة تجويع ممنهجة تستهدف 2.4 مليون إنسان أعزل".

وأضاف أن "الاحتلال يروّج للسماح بدخول 9 شاحنات فقط محملة بمكملات غذائية للأطفال، وهو ما لا يشكّل سوى 0.02% من إجمالي 44 ألف شاحنة كان يفترض دخولها خلال فترة الحصار المستمر منذ 2 مارس/ آذار الماضي".

"جريمة إبادة جماعية"

وأشار البيان إلى أن قطاع غزة يحتاج يوميًا إلى نحو 500 شاحنة مساعدات، و50 شاحنة وقود، لتلبية الحد الأدنى من احتياجات الفلسطينيين.

في غضون ذلك، قالت الحركة: إن تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، التي توعد فيها بتجويع وتدمير ما تبقى من قطاع غزة وتهجير سكانه، تعد "اعترافًا صريحًا بارتكاب جريمة إبادة جماعية".

وأوضحت الحركة، في بيان، أن "تصريحات الوزير تمثّل اعترافًا صريحًا بارتكاب جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان، وبنية مبيّتة لا تقبل التأويل".

وأضافت: "هذا التصريح يستوجب مساءلة قانونية عاجلة، وندعو محكمتي العدل والجنائية الدوليتين إلى توثيقه وفتح تحقيق لمحاسبة قادة الاحتلال وضمان عدم إفلاتهم من العقاب".

وفي وقت سابق من اليوم الإثنين، توعد سموتريتش، بتجويع وتدمير ما تبقى من قطاع غزة، وتهجير الفلسطينيين من جنوبه.

وقال سموتريتش في مؤتمر صحافي: "منذ أمس، يعمل الجيش بخمس فرق في غزة بقوة لم نشاهدها منذ بداية الحرب".

وأوضح أنه "لا مزيد من الغارات والدخول والخروج، بل الغزو والتطهير والبقاء (الاحتلال)".

وتابع: "على طول الطريق، يدمر الجيش ما تبقى من غزة (...) وسيؤدي هذا" حسب ادعائه إلى "النصر وتدمير حماس وعودة المختطفين (الأسرى)".

الأمم المتحدة: مساعدات شحيحة

سموتريتش، زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف، أردف: "كجزء من الحرب، يقوم الجيش بنقل السكان (الفلسطينيين) من مناطق القتال، ولا يترك حجرًا على حجر (يدمر كل شيء)".

واستطرد: "السكان سيصلون إلى جنوب غزة، ومن هناك (سيتم تهجيرهم) إلى دول ثالثة ضمن خطة الرئيس (الأميركي دونالد) ترمب".

في المقابل، قال توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية: إن إسرائيل سمحت لتسع شاحنات محملة بالمساعدات بالدخول اليوم الإثنين إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم، بعد حصار شامل دام 11 أسبوعًا.

وأضاف في بيان "لكن هذا لا يمثل سوى قطرة في محيط مما هو مطلوب بشكل عاجل، ويتعين السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، بدءًا من صباح الغد".

ومضى قائلًا "للحد من أعمال النهب، يجب أن يكون هناك تدفق منتظم للمساعدات، ويجب السماح للعاملين في المجال الإنساني باستخدام طرق عديدة. وينبغي أن تكتمل الاستجابة الإنسانية بالسلع التجارية".

22 دولة تطالب بإدخال المساعدات فورًا إلى غزة

وفي سياق متصل، طالب وزراء خارجية 22 دولة، من بينها فرنسا وألمانيا وبريطانيا وكندا واليابان وأستراليا، الإثنين إسرائيل بـ"السماح مجددًا بدخول المساعدات بشكل كامل وفوري" إلى غزة تحت إشراف الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية.

وجاء في بيان مشترك صدر عن وزارة الخارجية الألمانية أن الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية "لا يمكنها دعم" الآلية الجديدة لتسليم المساعدات في غزة التي اعتمدتها الدولة العبرية.

وكتبت وزارات خارجية أستراليا وكندا والدنمارك وإستونيا وفنلندا وفرنسا وألمانيا وايسلندا وايرلندا وإيطاليا واليابان ولاتفيا وليتوانيا ولوكسمبورغ وهولندا ونيوزيلندا والنروج والبرتغال وسلوفينيا وإسبانيا والسويد والمملكة المتحدة أن سكان قطاع غزة "يواجهون المجاعة وعليهم الحصول على المساعدات التي يحتاجون إليها بشدة".

ورأى الموقعون أن "نموذج التوزيع الجديد" الذي قررته إسرائيل "يعرض المستفيدين والعاملين في المجال الإنساني للخطر، ويقوض دور واستقلالية الأمم المتحدة وشركائنا الموثوقين، ويربط المساعدات الإنسانية بأهداف سياسية وعسكرية".

وتقول الدول الموقعة "لا ينبغي تسييس المساعدات الإنسانية على الاطلاق، ويجب ألا يتم تقليص مساحة القطاع أو إخضاعه لأي تغيير ديموغرافي".

تحذيرات من إجراءات دولية بحق إسرائيل

بدوره، حذّر الرئيس الفرنسي ورئيسا الوزراء البريطاني والكندي من أنهم لن يقفوا "مكتوفي الأيدي" إزاء "الأفعال المشينة" لحكومة إسرائيل برئاسة بنيامين نتنياهو في غزة، ملوّحين بـ"إجراءات ملموسة" إذا لم تبادر إلى وقف عمليتها العسكرية وإتاحة دخول المساعدات الإنسانية.

وجاء في بيان مشترك لإيمانويل وكير ستارمر ومارك كارني "نحن مصمّمون على الاعتراف بدولة فلسطينية في إطار حل الدولتين ونحن مستعدون للعمل مع آخرين لتحقيق هذه الغاية"، في إشارة إلى المؤتمر المقرّر عقده في يونيو/ حزيران  في الأمم المتحدة "لإيجاد توافق دولي حول هذا الهدف".

من جهته، كشف موقع "يسرائيل هيوم" العبري نقلًا  عن مصدر أوروبي أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيناقشون غدا إمكانية تعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل.

المصادر:
وكالات
شارك القصة