"غزة تتعرض للإبادة".. مناشدات وشهادات لسكان القطاع المحاصرين
أكّدت مقررة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز اليوم الخميس، أن "سكان قطاع غزة يتعرضون للإبادة".
وأوضحت فرانشيسكا ألبانيز في مقابلة مع "الأناضول" أن غزة المحاصرة تواجه ضربات وقصفًا إسرائيليًا مكثفًا، وإن ما يحدث هو أن "جزءًا كبيرًا من السكان الفلسطينيين في غزة يتم القضاء عليهم، ليس بشكل مختلف عما حدث من قبل، ولكن بشراسة متزايدة".
كذلك، شدّدت المعنية بحقوق الإنسان المسؤولة المعنية بحقوق الإنسان على أن "تجويع السكان المحاصرين وحرمانهم من الضروريات يعد جريمة حرب"، في إشارة إلى قطع الاحتلال الإسرائيلي إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والمرافق الأساسية الأخرى عن غزة.
ولليوم السادس على التوالي، يستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة حيث ارتفعت اليوم حصيلة الشهداء إلى 1417 و6268 مصابًا، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
يوميات العدوان
ويسيطر على غزة مشهد الدمار الذي حلّ في كلّ مكان وركام العمارات السكنية التي دمرتها غارات الاحتلال الإسرائيلي، فيما لا تزال عائلات تبحث عن أفرادها في المستشفيات وتحت الحطام.
فتعمل الطواقم الطبية والدفاع المدني على نقل جثامين الشهداء والجرحى من تحت الركام في عدد من مناطق قطاع غزة.
ففي غرب المدينة تجمّع فلسطينيون لرفع كتلة إسمنتية كبيرة أمام 3 مسعفين سحبوا من المكان جثة هامدة، حيث صرخ شاب باكيًا: "لماذا؟ لم نفعل شيئا يا الله" وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.
وفي الجهة المقابلة في حي الشاطئ، عثر سكان المنطقة على ناجٍ تحت الأنقاض بعد إزالة الحجارة والركام، ليحمله المسعفون والدماء تغطي رأسه.
كما وقفت 8 سيارات إسعاف قرب المكان الذي تجمع فيه عدد من السكان محاولين مساعدة الطواقم الطبية في إجلاء عشرات الضحايا، وإزالة الجثث من تحت أنقاض كتل اسمنتية وأسلاك حديدية.
عقاب جماعي
واستهدفت عشرات الغارات الجوية اليوم الخميس مخيم الشاطئ وشمال القطاع المحاصر، فيما انطلقت صواريخ الساعة التاسعة من قطاع غزة باتجاه إسرائيل.
وكان الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند قد صرح اليوم، أن الحصار على غزة عقاب لأكثر من مليوني شخص نصفهم أطفال داعيًا إلى إنشاء ممرات إنسانية لإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى القطاع.
وتحدث سكان في مدينة غزة لوكالة الأنباء الفرنسية عن ليلة أمس العنيفة التي لم تتوقف خلالها الغارات الجوية الإسرائيلية، والقصف من زوارق بحرية تابعة لقوات الاحتلال.
هذا ويغرق قطاع غزة في ظلام دامس، بعد توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة بسبب نفاد الوقود أمس الأربعاء، واستهداف قوات الاحتلال البنية التحتية الخاصة بشبكة الطاقة.
كما تعطلت خدمات الإنترنت والاتصالات والمياه على نطاق واسع.
شهادات الغزاويين
وكان طفل لم يتجاوز الرابعة من عمره يبكي، بينما حمله والده بعد إخراجه من تحت الأنقاض، وقد غطاه الغبار وسالت الدماء من أجزاء مختلفة من جسمه.
بينما يروي جمال المصري مصدومًا: "كنا نائمين. فجأة، أصبح الحي بأكمله تحت قصف الاحتلال. دمر منزلي ومنزل أخي وأهلي وعدد من الجيران.. تدمّرت بالكامل".
وتابع وهو ينظر حوله:"خرجت من بيتي، الجميع أصيب. هناك أشلاء، وجثث أبنائي وأطفالهم. الجميع مات".
ويضيف المصري: "سنبقى صامدين ولن نخرج من غزة. هذا قدرنا".