ارتكب الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، مجزرة جديدة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة حيث يستمر عدوانه بلا هوادة وسط انقطاع في الاتصالات الثابتة والإنترنت.
ويعيش الفلسطينيون في قطاع غزة في ظل أوضاع إنسانية صعبة جراء الحصار الإسرائيلي المفروض، حيث تمنع تل أبيب دخول المساعدات الإنسانية بشكل كاف عبر المعابر الرئيسية منذ الثاني من مارس/ آذار الماضي.
مجزرة بحق طالبي المساعدات
واستشهد 15 فلسطينيًا وأصيب العشرات، في مجزرة جديدة ارتكبها الجيش الإسرائيلي وسط قطاع غزة، بحق طالبي مساعدات ما تعرف بـ"الآلية الأميركية-الإسرائيلية"، التي تصفها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بأنها "مصائد موت" للمجوعين.
وأطلقت آليات الجيش الإسرائيلي ومسيراته نيرانها العشوائية صوب تجمعات مواطنين كانوا ينتظرون الحصول على المساعدات، قرب مركز توزيع تابع للآلية الأميركية-الإسرائيلية" في منطقة محور نتساريم وسط القطاع الفلسطيني المدمّر.
وقال المركز الفلسطيني للإعلام: إن حصيلة غارات اليوم على قطاع غزة، أسفرت عن 27 شهيدًا، حيث أفاد مستشفى العودة أنه استقبل منذ فجر اليوم عدة شهداء و100 إصابة جراء استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي المُسيّرة بعدة قنابل تجمعات للمواطنين (من منتظري المساعدات) على شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة وسط القطاع.
وقالت مصادر طبية: إن خمسة شهداء وصلوا مستشفى الشفاء بمدينة غزة، اثنين متأثرين بجروحهما في غارة على خيمة قرب مسجد الخالدي، بالتزامن مع قصف مدفعي شرق حي التفاح.
واستشهد ثلاثة مواطنين في استهداف طائرات الاحتلال المسيرة مجموعة من المواطنين قرب الجامعة الإسلامية جنوب خانيونس.
55.297 شهيدًا منذ بدء العدوان
وفي هذا الإطار، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم السبت، عن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني المُدَمَّر والمحاصر إلى 55.297 شهيدًا و128.426 جريحًا، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وقالت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي إنّ مستشفيات قطاع غزة استقبلت 90 شهيدًا و605 جرحى خلال الساعات الـ48 الماضية.
وأضافت الوزارة أن "حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس/ آذار الماضي بلغت 5,014 شهيدًا و16,385 جريحًا".
كما أشارت إلى سقوط 29 شهيدًا وأكثر من 380 جريحًا في المناطق المخصصة لتوزيع المساعدات خلال الساعات الـ48 الماضية، ليرتفع عدد شهداء المساعدات إلى 274 شهيدًا وأكثر من 2,532 جريحًا.
مساعدات محدودة جدًا
وبعيدًا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/ أيار الماضي، تنفيذ خطة توزيع مساعدات إنسانية عبر ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة إسرائيليًا وأميركيًا، لكنها مرفوضة من قبل الأمم المتحدة. ويأتي ذلك بينما تغلق إسرائيل منذ 2 مارس/ آذار بشكل محكم معابر قطاع غزة أمام شاحنات إمدادات ومساعدات مكدسة على الحدود.
ولم تسمح إسرائيل إلا بدخول أعداد محدودة من شاحنات المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، الخاضع لسيطرتها شرق مدينة رفح، في حين يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى نحو 500 شاحنة يوميًا كحد أدنى.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أميركي، أكثر من 183 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.
