غزة مجددًا على طاولة مجلس الأمن.. الجزائر تنتقد ازدواجية المعايير
طالب اجتماع طارئ عقده مجلس الأمن الدولي الجمعة لبحث خطر المجاعة في قطاع غزة، إسرائيل بعدم عرقلة وصول المساعدات إلى القطاع، والكفّ عن استهداف المنظمات الإنسانية، وذلك بعد قتل فريق منظمة المطبخ المركزي العالمي بغارة إسرائيلية.
وفي قرار صدر بالإجماع في 28 مارس/ آذار الماضي، أمر قضاة محكمة العدل الدولية إسرائيل باتخاذ كل الإجراءات الضرورية والفعّالة لضمان دخول إمدادات الغذاء الأساسية لسكان قطاع غزة دون تأخير.
وانتقد مندوب الجزائر لدى مجلس الأمن الدولي عمار بن جامع خلال الجلسة، ازدواجية المعايير في الحرب على غزة، معتبرًا أنّ "التغطية الإعلامية الكبيرة والغضب في أعقاب مقتل موظفي المطبخ المركزي العالمي لن يكون لهما ما يبررهما إذا لم يكونا مساوين للغضب على قتل المدنيين الفلسطينيين".
وقال بن جامع في الجلسة التي عُقدت بطلب من الجزائر، إنّ الجريمة التي اقترفتها إسرائيل بحقّ موظفي المطبخ المركزي العالمي في قطاع غزة "لم تكن مفاجأة وليست استثناء".
وإذ رأى أنّ العاملين في المجال الإنساني في غزة يُقتلون في إطار عقيدة إسرائيلية، اقتبس السفير الجزائري ما قاله مؤسس المطبخ المركزي العالمي خوسيه أندريس، عن أنّ الهجوم استهدف الموظفين "بصورة منهجية، عربة تلو أخرى".
ووصف بن جامع الحادثة بأنّها "فصل جديد في كتاب الجرائم الإسرائيلية المرتكبة، مشيرًا إلى أنّ "الضحايا ليسوا فلسطينيين، وأنّ قتلهم الوحشي يستحقّ الإدانة على قدم المساواة مع قتل المدنيين بغزة".
وسأل: "هل يُمكن أن ننسى أن القوة القائمة بالاحتلال قتلت أكثر من 33 ألف فلسطيني، 70% منهم من النساء والأطفال، و484 عاملًا صحيًا منذ بداية الحرب في 7 اكتوبر/ تشرين الأول الماضي؟".
وأكد بن جامع أنّ الجوع "يستشري في غزة، بينما لا يكترث الاحتلال رغم اعتماد قرار من محكمة العدل الدولية"، مضيفًا أنّ الاحتلال الإسرائيلي "يُواصل حملته لوقف وكالة أونروا وتفكيكها".
إسرائيل "شرّدت شعبًا بأسره"
من جهته، أعرب مندوب فلسطين في مجلس الأمن رياض منصور عن أسفه لأنّ "قتل الأجانب كان ضروريًا للاعتراف بوضع الفلسطينيين في غزة منذ 180 يومًا"، مضيفًا أنّ إسرائيل دمّرت المنازل في غزة وقتلت أُسرًا بأكملها والمرضى والكوادر الطبية، وشرّدت شعبًا بأسره بينما تمنع وصول المساعدات.
بدورها، طالبت المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية مجلس الأمن الدولي بإقرار وقف فوري وشامل لإطلاق النار في غزة، مشيرة إلى أنّ القرارات الأممية يجب أن تكون ملزمة للجميع دون استثناء.
وقال مندوب الصين تشانغ جون خلال الجلسة، إنّ على إسرائيل التوقّف عن استهداف المنظمات الإنسانية والعاملين بها في غزة، مؤكدًا ضرورة فتح كل المعابر البرية لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة.
أما المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا فانتقد إسرائيل لأنّها "تُواصل شنّ أسوأ عملية عسكرية لها على الرغم من قرار مجلس الأمن بوقف الحرب"، مطالبًا إسرائيل بالتوقف عن استهداف المنظمات الإنسانية والعاملين بها في غزة.
بدورها، قالت المندوبة البريطانية باربرا وودورد إنّ على إسرائيل "إجراء تغييرات كبيرة وفورية بالحملة العسكرية من أجل حماية المدنيين"، مشدّدة على ضرورة توفير "حماية مناسبة" لمن يقومون بالأعمال الإنسانية.