حذّر خبراء في تكنولوجيات المعلومات، من أن شبكات "الواي فاي" العامة تنطوي على عدد كبير من المخاطر، إذ من المحتمل أن تكون ضعيفة الأمان رغم أنها تعد خيارًا مريحًا وسهلاً للاستخدام.
وأوضحوا أن استخدام الشبكة سواء عند تسجيل الدخول للتحقق من كشف الحساب المصرفي أو العمل عن بعد، من دون الاحتياطات المناسبة، يحتوي على مخاطر أمنية، مشددين على ضرورة استخدام تطبيق "في بي أن" أو "الشبكات الخاصة الافتراضية" لأنها تحمي من المراقبة ومن الاطلاع على ما نرسله عبر الإنترنت من معلومات.
ويرى خبراء أن الاتّصال بشبكة غير مشفّرة يسهل على المقرصن الحصول على كلمة مرور الويب الخاصة بالمستخدم والتجسّس عليه، كما تساعد بعض الأجهزة المقرصن على تتبع إشارات "واي فاي" ويمكن أن تسمح له بالوصول إلى جميع ما يفعله المستخدم.
"غزو رقمي"
في هذا السياق، أكّد المختص في أمن المعلومات، رائد سمور، أن التعامل مع الشبكات العامة "بحسن نية" هو "خطأ إستراتيجي"، خاصة أنها مبنية على "المكر والدهاء"، مشددًا على أن حجم الخطورة يُعد كبيرًا جدًا، حتى إن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وقع ضحية لتلك الشبكات.
وتحدّث سمور في حديث إلى "العربي" من عمّان، عن كيفية حدوث الاختراق من خلال عملية تسمّى بـ"هجوم الرجل في المنتصف"، وتقوم على زرع شبكة وهمية بين شبكتين. ولأن الهاتف عادةً ما يلتقط الإشارة الأقوى للإنترنت، فعندما يتعرّف على الإشارة الجديدة، يترك إشارة الشبكة القديمة، وبمجرّد أن يصل الهاتف إلى الشبكة الوهمية يقع المستخدم ضحية لها.
وقال: إنّ هذا الاختراق يمكّن المقرصنين من الاستحواذ على كل بيانات ومعلومات المستخدم خاصة المعلومات البنكية، مشيرًا إلى أن أجهزة الاستخبارات تستعمل هذه التقنية للتجسس على دول ورؤساء وشخصيات عامة.
وتكمن عوامل الخطورة أيضًا، في عدم وجود أي إشارات معينة يلاحظ من خلالها حدوث عملية الاختراق، واصفًا الأمر بعمليات الغزو "الرقمي".
ونفى أن يكون استخدام تطبيق "في بي أن" آمنًا أيضًا، مشيرًا إلى أنها شبكات أمنية بنسبة 99% وتتبع لأجهزة أمنية استخبارية في العالم، وبالتالي فإن استخدامها يعطي الضوء الأخضر للدخول إلى تفاصيل المعلومات الخاصة، أما في حال الاحتياج الشديد إليها، فيجب استخدام التطبيقات المدفوعة بعد التأكد من الشركات التابعة لها وأماكن تواجدها خاصة أن العديد منها موجودة في تل أبيب.