ندد مجلس مدينة ماريوبول الأوكراني الموجود في المنفى، اليوم الأحد، بزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المدينة الساحلية التي سيطرت عليها قوات موسكو العام الماضي بعد حصار دام استمر أشهرًا.
وقال مجلس المدينة على حسابه في "تيليغرام": إن "المجرم الدولي بوتين زار ماريوبول المحتلة. شاهد إعادة بناء المدينة ليلًا. ربما كي لا يرى المدينة التي قُتلت في (تحريره) في وضح النهار".
"زيارة عفوية"
من جهته، قال الكرملين اليوم إن الرئيس بوتين قرر في اللحظة الأخيرة التوجه إلى ماريوبول، بعد زيارته السبت شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في عام 2014، مشددًا على الطبيعة "العفوية" لرحلته.
وأوضح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن أول زيارة للرئيس الروسي لماريوبول "كان كل ذلك عفويًا". وأكد أن "تنقّلاته في المدينة لم يخطط لها أيضًا".
وكان بوتين قد تجول في المدينة التابعة لمقاطعة دونيتسك، والتي سيطرت عليها قواته في شهر مايو/ أيار من العام الماضي، متفقدًا عدد من مرافقها بعد أن وصل إليها بطائرة مروحية.
كما تحدث مع بعض السكان المحليين، والتقى عددًا من القادة العسكريين في الجيش الروسي هناك، وقد أظهرت عدة لقطات مصورة بوتين، وهو يقود سيارة بنفسه بشوارع ماريوبول.
ويواجه بوتين اتهامات من المحكمة الجنائية الدولية، التي أصدرت مذكرة توقيف بحقه، بسبب ما قالت إنها جرائم حرب ارتكبها في أوكرانيا، وأبرزها نقل أطفال من دور الرعاية الأوكرانية، إلى داخل الأراضي الروسية حيث تحدثت تقارير عن عرض المئات منهم للتبني لصالح الأسر الروسية.
"أمر مضحك"
وتعليقًا على قرار المحكمة الجنائية الدولية، يرى أستاذ العلوم السياسية نزار بوش أن قرار المحكمة "لا قيمة له في روسيا التي لا تعترف أساسًا بتلك المحكمة، والتي لم يلاق قرارها أيّ صدى في الشارع الروسي" لا سيما أن موسكو تعتقد بأنها محكمة خاضعة لدول الغرب.
وتساءل بوش في حديث إلى "العربي"، من موسكو، عن الجهة التي بإمكانها اعتقال الرئيس بوتين، واصفًا الأمر بالمضحك، ومشيرًا إلى أن المحكمة الجنائية لا تملك أي سلطات لاعتقال أي رئيس في العالم، وليس فقط الرئيس الروسي.
واعتبر أن القرار يراد به النيل من هيبة روسيا ورئيسها، وقال لـ"العربي"، إن الرئيس الأميركي جو بايدن ظهر مسرورًا بعد هذا القرار، في الوقت الذي يحتاج فيه للعلاج بأي مصحة، وفق ما قال نزار بوش.
ووصفت روسيا إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف، يوم الجمعة، بحق الرئيس بوتين بـ"الباطل قانونيًا وعديم الأهمية"، في المقابل رحب الرئيس الأميركي بايدن به.
وقال بايدن إنّ الولايات المتحدة ليست جزءًا من المحكمة الجنائية الدولية، لكنه رغم ذلك اعتبر أن قرار المحكمة "له ما يبرره"، كما أنه يبعث "إشارة قوية جدًا".