الخميس 18 أبريل / أبريل 2024

غضب شعبي في إيران.. ما حدود الاحتجاجات على مقتل مهسا أميني؟

غضب شعبي في إيران.. ما حدود الاحتجاجات على مقتل مهسا أميني؟

Changed

تسلط حلقة "للخبر بقية" الضوء على توسع رقعة الاحتجاجات التي أعقبت مقتل الشابة مهسا أميني في إيران (الصورة: غيتي)
توسعت رقعة الاحتجاجات التي أعقبت مقتل مهسا أميني، على وقع الضغوطات الدولية المتزايدة مقابل تنديد الحرس الثوري الإيراني بـ"حرب إعلامية واسعة".

تصنف الاحتجاجات اليوم في إيران على أنها "الأسوأ" منذ سنوات، مع مقتل نحو 30 شخصًا على الأقل، بحسب منظمات غير حكومية، وذلك في اليوم السادس للاحتجاجات المتواصلة في إيران.

وتطورت بعض الاحتجاجات إلى اشتباكات بين الأمن الإيراني وغاضبين في عشرات المدن الرئيسية وفي الجامعات والمدن البعيدة، وذلك على خلفية وفاة مهسا أميني التي تبلغ من العمر 22 عامًا، بعدما ألقت شرطة الآداب في طهران القبض عليها بسبب "ارتدائها ملابس غير لائقة"، على حدّ ما قيل.

"الفتنة ستفشل"

صرح الحرس الثوري الإيراني في بيان الخميس بأن "الفتنة ستفشل"، وأنحى باللائمة على أعداء إيران في تزكية هذه الاحتجاجات.

وأبدى البيان المقتضب كذلك تعاطفه مع أسرة أميني وذويها وطالب القضاء بالتعامل بـ"حزم وعدالة ومحاسبة" مع من ينشر الشائعات والأكاذيب.

تزامنًا مع ذلك، لجأت السلطات إلى تعطيل التواصل مع العالم الخارجي عبر تطبيقي "واتساب" و"إنستغرام"، بحسب ما نقل مرصد "نت بلوكس" لمراقبة انقطاعات الإنترنت، بينما وجهت الحكومة الإيرانية اتهامات للحشود الغاضبة بإلحاق الضرر بالممتلكات الحكومية والاعتداء على قوات الأمن.

تنديد غربي

ولم تقتصر ارتدادات مقتل الشابة أميني على الداخل الإيراني، حيث خرجت العشرات من المظاهرات العفوية في أنحاء مختلفة في العالم.

وفي أحدث ردود الأفعال الرسمية على الحادث، نددت وزيرة الخارجية الألمانية بما سمته بـ"الهجوم الوحشي على النساء الشجاعات اللواتي يتظاهرن منذ أيام عدة في إيران"، معتبرة أن قمع المظاهرات يعد "اعتداء على الإنسانية".

وقبل ذلك، دعت الخارجية البريطانية طهران إلى التحقيق بـ"شفافية وحزم" في وفاة مهسا أميني، بعد توقيفها من شرطة الآداب و"احترام الحق في التجمع السلمي والإفراج عن المحتجزين ظلمًا".

عقوبات أميركية

وفيما يخص الموقف الأميركي، فقد أعلنت واشنطن عن فرض عقوبات اقتصادية على شرطة الآداب الإيرانية ومسؤولين أمنيين لممارستهم العنف بحق المتظاهرين.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أكد في وقت سابق أنّ الشعب الأميركي يقف إلى جانب المحتجين في إيران، بينما دعا مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى إجراء تحقيق محايد في وفاة مهسا أميني ومزاعم التعذيب وسوء المعاملة.

لكّن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قال في الجمعية العامة للأمم المتحدة إنّ بلاده "ترفض المعايير المزدوجة من جانب بعض الحكومات" فيما يتعلق بحقوق الإنسان، في الوقت الذي يدعو فيه أنصار النظام إلى مظاهرات داعمة للحكومة.

حراك نسوي "متراكم"

وتعليقًا على أسباب اتساع دائرة الاحتجاجات في إيران، تشير الباحثة المختصة في الشؤون الإيرانية منى سيلاوي إلى أنّ "هناك طبقات مختلفة من أشكال الاضطهاد التي تسببت بالاحتجاجات" في إيران، معتبرة أن قضية مهسا أميني هي الشرارة التي أشعلت الاحتجاجات وعمقتها بعد "المساس من كرامتها".

وتلفت في حديث إلى "العربي"، من بروكسل، إلى أنّ قضية الحراك النسوي داخل إيران "متراكمة" مع مطالبة مستمرة للإيرانيات بحقوقهن منذ سنوات طويلة.

وترى أنّ قضية "شرطة الآداب" في إيران تمس الرجال والنساء على حد سواء، معتبرة أنّ "هذا الجيل الشاب الذي عاش تحت نظام الجمهورية الإسلامية منذ الثورة لا يريد الاستمرار في هذه الوضعية".

وجهت السلطات الإيرانية اتهامات للمتظاهرين بإلحاق الضرر بالممتلكات والاعتداء على قوات الأمن - غيتي
وجهت السلطات الإيرانية اتهامات للمتظاهرين بإلحاق الضرر بالممتلكات والاعتداء على قوات الأمن - غيتي

تطبيق قانون الحجاب

وتعليقًا على رفض الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إجراء مقابلة صحافية مع الـ"سي إن إن" لعدم ارتداء المذيعة الأميركية للحجاب، يؤكد عماد أبشناس رئيس تحرير صحيفة "إيران دبلوماتيك" أن رئيسي لا يجري أي مقابلات مع نساء لا يغطين رؤوسهن وأن المذيعة كانت تعلم ذلك قبل تحديد موعد المقابلة "وربما حاولت تضخيم الموضوع".

ويضيف أبشناس في حديث إلى "العربي" من طهران: "الإيرانيون أبلغوا المذيعة من قبل أنها إذا ما أرادت هذه المقابلة، يجب أن تلبس شالًا على رأسها أو يجب أن يحل رجلًا محلها.. حتى مندوبة الأمم المتحدة عندما أرادت مقابلة السيد السيستاني غطت رأسها".

كما وصف وفاة أميني بأنها مأساة أدمعت عيون الجميع، فليس هناك أحد في إيران اليوم لم ينزعج من هذا الحادث.. لا يوجد شخص أو سياسي ليس منزعجًا مما حصل".

ويقول رئيس تحرير صحيفة "إيران دبلوماتيك"، إنّ قانون الحجاب وضع في إيران منذ 40 عامًا حيث تأقلمت الحكومات المتتابعة مع النساء في إيران على تطبيقه "فلم يتطبق بحذافيره.. بينما احترمته النساء عبر لبس الحجاب عند الخروج من المنزل".

رغم ذلك، لم ينكر أبشناس أن البعض طبق السياسات التعسفية التي أدت إلى هذا الحادث، ملمحًا أن ما حصل هو واقعة فردية.

التعاطي الرسمي مع ردود الفعل

من جهته، يقول هادي أفقهي الدبلوماسي الإيراني السابق إن هناك لجنة عليا تتقصى تفاصيل هذه الحادثة من كل جوانبها بأمر من رئيس مجلس القضاء الأعلى، لمعرفة ما إذا كان هناك تقصير من قبل عناصر شرطة الآداب في سرعة معالجة أميني أو حصول ضرب.

ويردف لـ"العربي": "تراجع والد مهسا عن تصريحاته بأن ابنته تعرضت للضرب، وذلك بعد أن عرضت الشرطة كل الأفلام الموثقة من لحظة استدعاء الراحلة إلى جماعة الإرشاد.. وحتى لحظة دخولها إلى القاعة، وكل ما حصل مثبت بالوثائق بالإضافة إلى تقرير الطب العدلي".

أما فيما يتعلق بتبعات هذه الحادثة، فيشير أفقهي إلى أن لإيران تجربة تراكمية لمعرفة ما إذا كانت ردود الفعل طبيعية أو يستغلها من يترصد لطهران.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close