الأربعاء 27 مارس / مارس 2024

غموض الثقب الأسود.. اكتشاف فقاعة غاز تدور حوله بسرعة "تفوق الخيال"

غموض الثقب الأسود.. اكتشاف فقاعة غاز تدور حوله بسرعة "تفوق الخيال"

Changed

فقرة سابقة من برنامج "العربي" اليوم حول الكشف عن أول صورة للثقب الأسود "ساجيتارياس إيه" في مجرة درب التبانة (الصورة: غيتي)
يواصل العلماء أبحاثهم ومراقبتهم للثقب الأسود الموجود في مجرة درب التبانة الذي يبعد نحو 27 ألف سنة ضوئية عن كوكب الأرض.

رصد علماء فلك ظهورًا عابرًا لفقاعة من الغاز تدور بسرعات "مذهلة" حول الثقب الأسود في وسط المجرّة التي تضمّ الأرض، وفقاً لدراسة علمية نُشرت يوم أمس الخميس.

ومن شأن اكتشاف هذه الفقاعة التي لم تتجاوز مدة ظهورها بضع ساعات أن يوفر معلومات عن سلوك الثقوب السوداء. وما يزيد من غموض هذه الأجسام الفلكية أنها غير ظاهرة بكل ما للكلمة من معنى، إذ أن قوة جاذبيتها تمنع حتى الضوء من التسرب منها.

ويبعد الثقب الأسود العملاق "ساجيتاريوس ايه " الواقع وسط مجرة درب التبانة نحو 27 ألف سنة ضوئية عن كوكب الأرض، وأمكنَ اكتشافه بفضل حركة النجوم التي تدور حوله.

ونشرت شبكة "اي اتش تي" الدولية للمراصد الفلكية الراديوية في مايو/ أيار الفائت أول صورة لحلقة المادة التي تزنّر الثقب الأسود قبل امتصاصها فيه.

"إنبعاث هائل"

والتقط تلسكوب "ألما"، وهو أحد هذه المراصد ويقع في تشيلي، إشارة "مفاجئة جدًا" في بيانات مراقبة "ساجيتاريوس ايه"، على ما أوضح عالِم الفيزياء الفلكية ماسيك ويلغوس من معهد "ماكس بلانك" الألماني لعلم الفلك الراديوي.

وقبل دقائق قليلة من التقاط "ألما" هذه البيانات، اكتشف تلسكوب شاندرا الفضائي "انبعاثًا هائلاً" للأشعة السينية من "ساجيتاريوس ايه"، بحسب ما شرح ويلغوس.

وأضاف العالم: "يبدو أن النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أن التوهج هو الذي ظهر أولاً، ومن خلال هذا الإطلاق القوي للطاقة من المجال المغناطيسي، خلق نقاطًا ساخنة أو فقاعات". 

وأدت دفقة الطاقة هذه التي يُعتقد أنها تشبه العواصف الشمسية النابعة من الشمس، إلى إصدار فقاعة من الغاز مرت حول الثقب الأسود بأقصى سرعة، وفقًا للدراسة التي نُشرت في مجلة "أسترونومي أند أستروفيزيكس".

سرعة تفوق الخيال

وأتاحت الظاهرة التي استمرت نحو ساعة ونصف ساعة إجراء حسابات أظهرت أن فقاعة الغاز دارت دورة كاملة حول الثقب الأسود في 70 دقيقة فقط، وبالتالي بسرعة تعادل 30% من سرعة الضوء التي تصل إلى 300 ألف كيلومتر في الثانية، وهي سرعة "تفوق الخيال"، بحسب ماسيك ويلغوس.

ويرجّح أن تكون الظاهرة ذات منشأ مغناطيسي، وفقًا لنظرية شرحها العالِم. وللمجال المغناطيسي للثقب الأسود قوة كبيرة جدًا لدرجة أنه يحول دون امتصاص قسم من المادة التي تدور حوله.

إلا أن تراكم المادة هذا يؤدي إلى "انفجار للتدفق" الذي يخترق المجال المغناطيسي، ويطلق دفقة من الطاقة، على شكل فقاعة من الغاز، وفقًا لعالم الفيزياء الفلكية.

ويُتوقع أن تساعد مراقبة هذه الحقول المغناطيسية في فهم طريقة عمل الثقوب السوداء، وفي إظهار مدى سرعة دوران هذه الثقوب السوداء على نفسها.

والثقوب السوداء هي أجسام كثيفة بشكل غير عادي تتمتع بقوة جاذبية شديدة لدرجة أنه لا يمكن لأي شيء، حتى الضوء، أن يفلت منها.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close