السبت 13 أبريل / أبريل 2024

"غموض" يسيطر على الملف النووي.. "مقترح روسي" على طاولة البحث

"غموض" يسيطر على الملف النووي.. "مقترح روسي" على طاولة البحث

Changed

نافذة خاصة حول الملف الإيراني ضمن "الأخيرة" وقراءة تحليلية مع الباحث السياسي محمد صدقيان من طهران (الصورة: غيتي)
يتضمّن المقترح الروسي وقف طهران تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% والتخلص من مخزونها الحالي، أما مدته فتصل إلى ستّة أشهر قابلة للتمديد.

في ظلّ أجواء الغموض التي تكتنف مصير الاتفاق النووي مع إيران، تفتح موسكو مع طهران وبموازاة مفاوضات فيينا، نافذة للحوار علّها تفضي إلى اتفاق مؤقت بشأن برنامج إيران النووي.

هذا ما كشف عنه مسؤولون أميركيون وآخرون على دراية بسير مباحثات فيينا بحسب شبكة "NBC" التلفزيونية الأميركية، مشيرين إلى أنّ الولايات المتحدة على علم بالمقترح الروسي.

يُطرَح المقترح الروسي على بساط البحث وسط قلق متزايد داخل أروقة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من نفاد الوقت بشأن العودة الكاملة للاتفاق النووي لعام 2015.

وعبّر عن هذا القلق، وزير الخارجية الأميركي الذي أعرب بعد لقائه بنظيره الروسي في جنيف عن أمله في أن تستخدم موسكو نفوذها لإقناع طهران بالعودة للاتفاق.

تفاصيل المقترح الروسي

وفي التفاصيل، يتضمّن المقترح الروسي وقف طهران تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% والتخلص من مخزونها الحالي.

ووفق المقترح أيضًا، هناك قيود على التخصيب بنسبة 20%، وعلى أجهزة الطرد المركزي المتطورة.

أما مدة الاتفاق، فتصل إلى ستّة أشهر قابلة للتمديد.

في المقابل، ستتلقى إيران تخفيفًا إضافيًا للعقوبات لكلّ تمديد، ونحو 10 مليارات من الدولارات من أصولها المحتجزة.

هل يمرّ المقترح الروسي؟

إلا أنّ موقف طهران لا يزال رافضًا للمقترح الروسي بحسب المصادر نفسها، فإيران لا تريد اتفاقًا مؤكدًا، وفق ما تؤكد بعثتها الدائمة لدى الأمم المتحدة.

لا يبدو مثل هذا الاتفاق مقبولًا أيضًا من مشرّعين أميركيين، حيث يعدّونه اتفاقًا جديدًا تجب مراجعة الكونغرس له، والموافقة عليه.

إلا أنّ أحد المطّلعين على الاقتراح الروسي نفى كونه بديلًا، بل وصفه بالخطوة المؤقتة، نحو العودة الكاملة إلى الامتثال لاتفاق 2015.

حينها، كان وقت الاختراق لإيران أكثر من عام واحد، هو الزمن الذي تحتاجه طهران للحصول على مواد انشطارية تكفي لإنتاج قنبلة.

إلا أنّ ذلك الزمن تقلّص اليوم إلى نحو ثلاثة أسابيع، بحسب منظمة الحدّ من الأسلحة، وهذا ما يضع ضغوطًا على الإدارة الأميركية والقوى العالمية للتحرك قبل فوات الأوان.

ما موقف طهران؟

يميّز الباحث السياسي الإيراني محمد صدقيان عند الحديث عن اتفاق مؤقت بين حالتين، الأولى هي أنّ أيّ اتفاق يتمّ التوصّل إليه في مفاوضات فيينا تكون له مهلة محدّدة، وبعد ذلك تنتهي صلاحيته، مشيرًا إلى أنّ إيران لا تقبل بهذه الحالة مطلقًا.

ويلفت صدقيان في حديث إلى "العربي"، من طهران، إلى أن الحالة الثانية تقضي بأن تكون هناك مدة سنة أو سنتين يتمّ فيها اختبار الضمانات التي تعطيها الولايات المتحدة وإزالة العقوبات وخفض التصعيد النووي في البرنامج النووي الإيراني، معتبرًا أنّ مثل هذه الحالة "ربما تكون مقبولة".

ويرى أن الحالة الثانية "ممكنة لاختبار الضمانات" من الجانبين، بعكس الحالة الأولى المرفوضة من طهران بشكل كامل، فهي لا تقبل أن يكون إحياء الاتفاق النووي لمدة معينة.

"الثقة" مفقودة في مفاوضات فيينا

وفيما يتحدّث صدقيان عن "بطء" في المفاوضات بشهادة جميع الفرقاء المعنيّين، يلفت إلى وجود "تقدّم" ولو كان "بطيئًا"، موضحًا أنّ الإيرانيين يقولون: إنّ المطلوب قرارات سياسيّة خارج إطار قاعدة المفاوضات في فيينا.

ويشرح أنّ الإيرانيين عندما يقولون ذلك، يشيرون إلى قضية الضمانات ورفع العقوبات وآلية التحقق من إزالة العقوبات، موضحًا أنّ هذه الأمور هي التي تحتاج إلى قرارات سياسية من الجانب الأميركي.

ويعتبر أنّ الجانب الأميركي لم يعطِ حتى الآن مؤشرات واضحة وكافية تستطيع أن تعزز الثقة لدى الجانب الإيراني وعلى طاولة المفاوضات، مشدّدًا على أنّ الثقة لا تزال مفقودة على طاولة المفاوضات في فيينا.

العربي أخبار

بث مباشر على مدار الساعة

شاهد الآن

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة