الجمعة 19 أبريل / أبريل 2024

غياب الحل في السودان.. ماذا بعد رسالة البرهان إلى الأمم المتحدة؟

غياب الحل في السودان.. ماذا بعد رسالة البرهان إلى الأمم المتحدة؟

Changed

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تلقي الضوء على رسالة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (الصورة: غيتي)
طلب قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنهاء مهام المبعوث الأممي للبلاد فولكر بيريتس.

كثرت في غضون الساعات القليلة الماضية المؤشرات الدالة على اتجاه النزاع في السودان نحو مزيد من التأجيج.

ولا يدور الحديث هنا عن فشل الهدن المتلاحقة، وآخرها تلك المعلنة منذ مساء الإثنين الماضي، بل أكثر من ذلك.

تسليح المدنيين

وعلى رأس التطورات التي أثارت عاصفة من القلق والشكوك لدى السودانيين، طلبت وزارة الدفاع تسليح العسكريين المتقاعدين، تحت ذريعة "الظروف التي فرضها تمرد قوات الدعم السريع واستهدافها المدنيين واستخدامهم دروعًا بشرية ونهب ممتلكاتهم واحتلال منازلهم"، وفق الوزارة.

هذا المشهد لم يكن ينقصه بالتأكيد، إقحام الأمم المتحدة ودورها في التعاطي مع الأزمة.

وتجلى ذلك بطلب من قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنهاء مهام المبعوث الأممي للبلاد فولكر بيريتس، الأمر الذي ظهر كجزء من العوامل المحفزة لإطالة أمد النزاع.

غوتيريش الذي أعرب عن صدمته من الطلب، تمسك بمهمة مبعوثه، في وقت شدد مجلس السلم والأمن الإفريقي في اجتماعه على أن "لا حل عسكريًا للأزمة السودانية"، داعيًا إلى وقف الاقتتال دون شروط مسبقة.

أزمة إنسانية

على الصعيد الإنساني، حذّر المجلس الإفريقي من أن عدد النازحين تفاقم بفعل الاقتتال، ووصل إلى أكثر من 700 ألف حتى التاسع من الشهر الحالي.

وتأتي هذه التحذيرات في خضم تنبيهات من ازدياد عدد المنشآت الطبية الخارجة عن الخدمة، ونقص المواد التموينية وتردي خدمات البنى التحتية من مياه وكهرباء وغيرها.

كل ذلك في كفة، وفي الأخرى ارتفاع أعداد ضحايا الاقتتال من المدنيين قتلى وجرحى.

تمسك أممي ببيريتس

في هذا السياق، شدد نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق على أن "المبعوث الأممي فعل كل شيء لإنهاء الصراع وجمع الأطراف المتنازعة".

ولفت حق، في حديث إلى "العربي" من نيويورك، إلى أن "بيريتس اتسم بالحياد تجاه الطرفين، وهذا ما تريده الأمم المتحدة إنهاء القتال والعودة إلى العملية السياسية".

وقال: "بيريتس شارك في الحوار بين الطرفين والمجتمع المدني والأطراف السياسية الأخرى للوصول إلى مسار سياسي واضح".

وأضاف: "غوتيريش يشعر بالفخر من البعثة الأممية العاملة في السودان".

وأشار إلى أن "بيريتس كان واضحًا منذ الأساس في تقاريره أنه كان عادلًا ومنصفًا في التعامل مع الطرفين، ومن غير الصحيح أنه شجع على أي نوع من العنف".

وأكد المسؤول الأممي أن "بيريتس شجع الطرفين على العمل للوصول إلى حل سلمي وانتقالي على مدى الأشهر السابقة، والأمين العام صُدم من الخطاب الذي تلقاه من البرهان".

دور الاتحاد الإفريقي في السودان

من جهته، رأى مفوض المجلس الإفريقي للسودان محمد حسن ولد لباد أن "الاتحاد الإفريقي كان دائمًا إلى جانب الخرطوم على عكس ما يُشاع".

ولفت ولد لباد، في حديث إلى "العربي" من أديس أبابا، إلى أن "الاتحاد الإفريقي كان أول من وصل إلى السودان بعد الإطاحة بنظام عمر البشير وكان أول من أرسل مبعوثًا عنه إلى الخرطوم".

وقال: "عندما بدأت الاشتباكات في السودان، اجتمع مجلس الأمن والسلم الإفريقي مباشرة للبحث عن الحلول".

وأضاف: "عقد الاتحاد أكثر من جلسة وبحضور مختلف الدول الفاعلة في السودان بهدف الوصول إلى خاتمة للأزمة".

"أهداف إستراتيجية"

بدوره، شدد أستاذ العلوم السياسية الوليد آدم مادبو على أن "الأزمة في السودان لا تكمن في الأمم المتحدة أو بعثاتها، بل في النخب الحاكمة هناك".

وأوضح آدم مادبو، في حديث إلى "العربي" من الدوحة، أن "المسؤولين السودانيين لا يمتلكون أهدافًا إستراتيجية، بل يكتفون بالشعارات".

وقال: "لا يمكن أن نرمي التهم على البعثة الأممية، بل من الواضح أن الأزمة تكمن في النخب السياسية الحاكمة".

وأضاف: "المسؤولون في الخرطوم يريدون رمي الفشل على الخارج بدل تحمل المسؤولية والتمتع بمصداقية أمام الشعب".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close